كيف دعمت واشنطن إسرائيل عسكريا في حربها ضد المقاومة؟

حركت الولايات المتحدة سفنا حربية وطائرات مقاتلة إلى الشرق الأوسط لدعم إسرائيل في الحرب التي تخضوها ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وبعد أيام من عملية طوفان الأقصى التي شنتها فصائل المقاومة بقيادة حركة حماس على مدن ومستوطنات في الأراضي المحتلة يوم 7 أكتوبر الجاري، ما تزال واشنطن تعزز قوة إسرائيل سياسيا وعسكريا.

أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن دعمها الكامل لإسرائيل في هذه المواجهة، وقالت إنها تؤيد عملية برية تخطط لها تل أبيب من أجل القضاء على حماس بشكل كامل.

وفي ظل عجز جيش الاحتلال عن التصدي لهجوم المقاومة الذي أسفر عن أسر أكثر من 200 جندي وضابط، قررت واشنطن تقديم دعم عسكري كبير لإسرائيل.

بعد أيام من بدء المواجهات، أرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات الأكثر تطورا في أسطولها البحري جيرالد فورد للتمركز بالقرب من إسرائيل شرقي البحر المتوسط.

كما نقلت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية، يوم الخميس الماضي أن حاملة الطائرات الهجومية آيزنهاور ستغادر قاعدة “نورفولك” البحرية العسكرية بولاية فيرجينيا، لدعم إسرائيل.

وقالت الوكالة إن عشرات الطائرات المقاتلة توجهت إلى القواعد العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط لتقديم الدعم العسكري لتل أبيب.

وأشارت الوكالة إلى أن “قوات العمليات الخاصة تساعد الآن الجيش الإسرائيلي في عمليات التخطيط والاستخبارات”، بالإضافة إلى تسريع شحن الذخائر والصواريخ الاعتراضية.

ولفتت الوكالة إلى أن هذا الحشد العسكري يعكس قلق الولايات المتحدة من أن القتال يمكن أن يتصاعد إلى صراع إقليمي أكثر خطورة.

وقالت إن المهمة الأساسية للسفن والطائرات الحربية الأمريكية حاليا هي ردع حزب الله أو إيران عن التدخل في الحرب لكنها أكدت في الوقت نفسه أن هذه المعدات “قادرة على القيام بما هو أكثر من ذلك”.

 

الدعم العسكري الذي قدمته واشنطن لإسرائيل

أسلحة وخلية عمليات خاصة

تقدم الولايات المتحدة إلى إسرائيل بعض الأفراد والذخائر التي تشتد الحاجة إليها، وقد أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن خلية صغيرة من قوات العمليات الخاصة تساعد على العمليات الاستخباراتية والتخطيط.

وقال مسؤول دفاعي لأسوشيتد برس إنه لم يتم تكليف الخلية بمهمة إنقاذ الرهائن، على عكس ما ذكرته بعض التقارير، لكنه قال إنهم “سيقومون بذلك، حال تطلب الأمر”.

وتعمل الولايات المتحدة أيضا على إقناع شركات الدفاع الأمريكية بتسريع تسليم طلبات الأسلحة الخاصة بإسرائيل، والتي كانت موجودة بالفعل في السجلات.

وعلى رأس هذه الطلبات الحصول على ذخائر لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية” على نحو سريع.

وقال الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي، إن إعادة إمداد إسرائيل بذخائر القبة الحديدية وأنظمة الدفاع الجوي “أولوية فورية”.

سفن حربية

يتمثل الدعم الأمريكي الأكبر لإسرائيل في توجيه حاملة الطائرات جيرالد آر فورد التي يتكون طاقمها من نحو 5 آلاف فرد إلى شرقي المتوسط للتمركز بالقرب من موقع الأحداث.

وتوفر هذه الحاملة مجموعة من الخيارات؛ لأنها مركز عمليات أساسي للقيادة والسيطرة، ويمكنها شن “حرب معلومات”، وإطلاق واستقبال طائرات المراقبة “E2-Hawkeye”.

وتوفر هذه الطائرات إنذارات مبكرة عند إطلاق الصواريخ، وتقوم بمراقبة وإدارة المجال الجوي، كما أنها لا تكتشف طائرات العدو فحسب، بل تقوم أيضا بتوجيه التحركات الأمريكية.

وتحمل “جيرالد فورد” طائرات مقاتلة من طراز F-18 يمكنها حمل صواريخ اعتراضية وضرب الأهداف، كما تضم الحاملة مستشفى به وحدة عناية مركزة وغرفة طوارئ و40 طبيبا وجراحا.

وتحمل الحاملة أيضا طائرات هليكوبتر يمكن استخدامها لنقل الإمدادات الحيوية أو الضحايا جوا.

وستغادر المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي. أيزنهاور”، يوم الجمعة المقبل قاعدة “نورفولك”، باتجاه البحر المتوسط، لدعم البحرية الإسرائيلية.

طائرات مقاتلة

طلبت وزارة الدفاع الأمريكية طائرات حربية إضافية لدعم أسراب الطائرات A-10 وF-15 وF-16 الموجودة في قواعدها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما أنها مستعدة لإضافة المزيد إذا لزم الأمر.

وقال قائد القوات الجوية الأمريكية فرانك كيندال، الثلاثاء الماضي، إن الدعم يتضاعف من خلال توجيه الوحدات التي كانت على وشك العودة إلى الولايات المتحدة للبقاء في أماكنها هناك، مع البدائل الذين كانوا سيحلون محلهم.

وتمتلك القوات الجوية الأمريكية بالفعل قوة جوية كبيرة في المنطقة للقيام بعمليات مأهولة وغير مأهولة، وعلى الأخص في سوريا، والتي صدرت فيها أوامر لطائرة من طراز F-16.

وأشار كيندال أيضا إلى هبوط ومغادرة طائرات من طراز C-17 التابعة للقوات الجوية الأمريكية في إسرائيل منذ بدء الهجمات.

وقالت القوات الجوية الأمريكية، في بيان لها، إن طائرات النقل هذه كانت تقل عسكريين أمريكيين كانوا هناك لإجراء تدريب عسكري لم يكن قد بدأ بعد عندما بدأت الهجمات.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *