رئيسها وصل الدوحة.. قطر وأوزبكستان علاقات متنامية عنوانها الاقتصاد

سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد والرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف

وصل الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف إلى الدوحة أمس الأحد في زيارة دولة سيبحث خلالها مع سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تطوير العلاقات بين البلدين.

وتأتي زيارة ميرضيائيف بعد أربعة أشهر من زيارة أجراها سمو الأمير إلى أوزبكستان ضمن جولة في آسيا الوسطى شملت قيرغيزستان وطاجيكستان وكازاخستان.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في استقبال الرئيس الكازاخي لدى وصوله إلى مطار الدوحة الدولي، إلى جانب كل من وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي وسفير قطر لدى طشقند.

ومن المقرر أن يجري ميرضيائف مباحثات مع سمو الأمير وأن يشهد الزعيمان توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.

وأوائل يونيو الماضي، زار الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أوزبكستان تلبية لدعوة ميرضيائيف، ضمن جولة في آسيا الوسطى هدفت لتوسيع التعاون الاقتصادي بين الدوحة وهذه الدول.

وتمتلك أوزبكستان اقتصادا واعدا وفرصا كبيرة للاستثمار في أكثر من مجال وهي تدخل ضمن استراتيجية قطر لتنويع اقتصادها عبر ضخ مزيد من الاستثمارات في الاقتصادات ذات توقعات النمو المرتفعة، وهو أمر يتوفر بقوة في منطقة آسيا الوسطى عموما.

وبدأت العلاقات القطرية الأوزبكية في العام 1997 لكن الدوحة افتتحت سفارتها في طشقند في مايو الماضي 2023 لتوطيد العلاقات.

وخلال حفل افتتاح السفارة، دعا وزير الاستثمار والصناعة والتجارة الأوزبكي لزيز كودراتوف، إلى إطلاق منتدى أعمال مشترك مع قطر في طشقند أو في الدوحة.

وقال كودراتوف إن بلاده تمتلك موقعا متميزا وسط القارة الآسيوية يجعلها بوابة لـ300 مليون مستهلك، وهي تصدر 60% من إنتاجها الزراعي إلى دول آسيا وروسيا وهو أمر يجعلها وجهة اقتصادية مهمة للدوحة التي تواصل العمل على تعزيز أمنها الغذائي.

 

فرص اقتصادية متنوعة

تمتلك أوزبكستان أيضا فرصا في مجالات الطاقة والبنوك والأدوية والطعام الحلال، وقد وفرت الكثير من الحوافز الجادة للمستثمرين خلال السنوات الماضية.

وتستفيد الشركات الأوزبكية الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية والبرمجيات من الاستثمار الأجنبي خصوصا في ظل الإصلاحات التشريعية التي تجريها الحكومة.

ولدى أوزبكستان استراتيجيات الاقتصاد الأخضر وخصخصة البنوك الأوزبكية وقوانين الشراكة بين القطاعين العام والخاص، أدت إلى تضاعف الاستثمار الأجنبي في البلاد عشر مرات خلال السنوات الست الماضية.

وأدت الإصلاحات الحكومية الواسعة التي بدأت عام 2017 إلى فتح الاقتصاد وجذب رأس المال الأجنبي، كما إن عدد المستثمرين الذين ينتبهون إليها آخذ في الازدياد.

ووفقا لموقع “يورونيوز”، فقد ضخت الولايات المتحدة 40 مليون دولار في قطاع الزراعة الرقمية وذلك في مشروع “Silverleafe” في سمرقند والذي يعتمد الأتمتة بنسبة 100%.

تقوم حكومة أوزبكستان بتأسيس بنية تحتية متطورة وتحاول جذب مستثمرين أجانب للاستفادة من موارد البلاد الطبيعية وسوق العمل حيث يبلغ عمر 60% من السكان 30 عاما أو أقل.

على مدى السنوات الخمس الماضية، خصص البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير أكثر من 3 مليارات دولار لقطاعات رئيسية داخل الاقتصاد الأوزبكي، تم توزيعها على أكثر من 100 مشروع.

في 12 مايو الماضي، قال ألكيس دراكينوس، مدير قسم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في أوزبكستان، إن إصلاحات قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، واستراتيجية الاقتصاد الأخضر لعام 2030 وخصخصة البنوك المملوكة للدولة، كلها أسباب تدفع الاستثمار من تقدم إلى آخر لأنها ترسل إشارة قوية للمستثمرين الدوليين حول إمكانات أوزبكستان والتزامها بالإصلاح.

إلى جانب ذلك، أصبح المشهد التكنولوجي في أوزبكستان الآن جذابا للغاية للمستثمرين الأجانب، حيث التركيز على التكنولوجيا المالية والأسواق والتجارة والإلكترونية والبرمجيات.

وقد نمت إيرادات الشركات العاملة في هذه المجالات ​ثلاث مرات تقريبا منذ العام 2020 وحتى الآن، ولا يزال هناك المزيد يمكن الوصول إليه، كما يقول كيان زنديه، رئيس الاستثمار في “Sturgeon Capital”، البريطانية، والتي استثمرت نحو 30 مليون دولار في هذه السوق قبل 3 سنوات.

وقال رستم خامداموف، الرئيس التنفيذي لشركة (BILLZ) وهي أول شركة أوزبكية لتأمين الاستثمار، إن فرص على مستثمرين أجانب كانت صعبة جدا قبل خمس سنوات من الآن.

كانت “بيلز” هي أول شركة محلية تعمل مع “Sturgeon Capital”، في مجال تأمين الاستثمارات وقد نجحت في جذب أربع دول.

والآن، يقول خامداموف “أصبح العثور على التمويل أسهل بكثير، كما أن العروض المحتملة أكبر بكثير مما كانت عليه كل هذا يمنحنا فرصا للتوسع والتطوير في المستقبل”.

هناك العديد من الأمور التي تدفع قطر للتفكير بجدية في الاستثمار بهذا البلد الذي يتيح الدخول دون تأشيرة ويفرض ضرائب منخفضة ويمتلك عددا كبيرا من المتعلمين.

وزاد حجم الاستثمار الأجنبي في أوزبكستان بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وتهدف الدولة إلى جذب أكثر من 100 مليار يورو على مدى السنوات الأربع المقبلة، وفقا لوزير الاستثمار والصناعة والتجارة عزيز كودراتوف.

 

زيارة تاريخية

وبعد زيارته لأوزبكستان، قال سمو الأمير إن الزيارة أتاحت فرصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل دعم وتعزيز العلاقات الودية بين البلدين في شتي المجالات لما فيه خير شعبي البلدين، معربا عن سعادته بهذه المباحثات.

ووقع الجانبان 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم ثنائية تهدف إلى زيادة تطوير وتعميق التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والثقافي والإنساني ومجالات التعاون الأخرى.

وشملت الاتفاقيات والمذكرات لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة وإزالة الازدواج الضريبي والتجارة وشؤون الجمارك واستقدام العمال والتعليم والبحث العلمي والشباب والرياضة.

كما شمل التوقع مجالات الزراعة وحماية النبات، إلى جانب إعلان نوايا في مجال الاستثمار، وبرنامج تعاون بين وزارتي الخارجية للفترة من 2023 وحتى 2025، وآخر بين وزارتي العدل.

زيارة سمكو الأمير كانت الأولى لأوزبكستان منذ توليه الحكم قبل عشر سنوات، وكان الهدف الرئيسي منها هو بناء شراكات جديدة بناء على الفرص الاستثمارية والموارد والإصلاحات القانونية التي يمتلكها البلد.

وحظيت الزيارة باهتمام كبير من الإعلام الأوزبكي الذي وصفها بالـ”تاريخية”، وقالت إنها ستكون بداية مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين وصولا إلى الشراكة الشاملة.

ونقلت وكالة الأنباء الأوزبكية (UZA) عن الرئيس ميرضيائيف قوله إن قطر ليست فقط الشريك الواعد لبلاده في منطقة الشرق الأوسط وحسب وإنما في العالمين العربي والإسلامي.

كما قالت صحيفة “Yangi O’zbekiston” الأوزبكية إن زيارة سمو الأمير ستصبح علامة تاريخية في العلاقات الثنائية وستلعب دورا رئيسيا في تطويرها.

ولفتت الصحيفة إلى دعم الدوحة جهود طشقند من أجل التوصل إلى تسوية سلمية في أفغانستان، مشيرة إلى أن أوزبكستان أيضا تدعم كافة الإجراءات التي تتخذها قطر لتقديم المساعدة الإنسانية الطارئة للأفغان.

وخلصت الصحيفة إلى أن القمة الأوزبكية-القطرية في سمرقند ستكون خطوة سياسية مهمة لبدء مرحلة جديدة من التعاون ونقلها إلى مستوى متعدد الأوجه.

سمو الأمير يختتم جولة مهمة في آسيا الوسطى

شركة شاملة

في السياق، قالت صحيفة “Gazeta” الأوزبكية إن الرئيس الأزوبكي أكد لسمو الأمير أن العلاقات بين البلدين ستصل إلى مستوى “الشراكة الشاملة”.

وأعلن الزعيمان خلال الزيارة عن استعدادهما لمضاعفة حجم التبادل التجاري، كما ناقشا أيضا تطوير الحوار السياسي والتبادل الثقافي وبناء التعاون الاقتصادي والاستثماري.

وتعليقا على زيارة ميرضيائيف للدوحة، قال السفير القطري لدى طشقند حسن هاشم في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (1 أكتوبر 2023)، إنها الزيارة الأولى التي يجريها الرئيس الأوزبكي للدوحة منذ توليه منصبه، وإنها تأتي تلبية لدعوة سمو الأمير من أجل حضور افتتاح معرض إكسبو الدوحة للبستنة.

وأضاف هاشم أن آفاق التعاون بين البلدين متعددة وقال إن هناك العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي سيجري توقيعها والعديد من المشاريع المستقبلية التي يجري بحثها حاليا.

وتمثل اوزبكستان مركز قوة في منطقة آسيا الوسطى بحسب هاشم الذي أكد وجود توافق بين البلدين في العديد من الملفات الإقليمية والدولية ما يجعل العلاقات قابلة للتحول إلى شراكة استراتيجية.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *