المواطنة الرقمية في قطر.. رفاهية الذكاء الاجتماعي والصناعي

تسعى دولة قطر لمواكبة آخر التطورات العصرية لتكون في مقدمة الدول التي توظف التكنولوجيا لا سيما الرقمية في سبيل رفاهية المجتمع، ولتوفير مستقبل آمن ومريح للجيل الصاعد.

وفي عالمٍ تتشابك فيه خيوط الواقع مع الافتراضي، لم يعد مفهوم المواطنة مقتصراً على الانتماء الجغرافي، بل بات يشمل “المواطنة الرقمية” التي تُمثل هويتنا في الفضاء الإلكتروني.

والمواطنة الرقمية هي مجموعة من المهارات والسلوكيات التي تُمكننا من استخدام التكنولوجيا بشكلٍ مسؤولٍ وأخلاقيٍّ وفعّالٍ للمشاركة الإيجابية في المجتمع الرقمي.

📌 متاحف مشيرب توقع اتفاقية مع جامعة حمد بن خليفة لتعزيز جهود المواطنة الرقمية المسؤولة، والتفاعل المجتمعي البناء على شبكة الإنترنت.

📌 مدير عام متاحف مشيرب عبدالله النعمة قال: “إن الاتفاقية التي تم توقيعها مع جامعة حمد بن خليفة تسلط الضوء على التكنولوجيا وتأثيرها في المجتمع”.… pic.twitter.com/g2VIgvkeZQ

— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) May 21, 2024

وضمن هذا السياق، وقعت متاحف مشيرب وجامعة حمد بن خليفة، مبادرة بحثية، مدتها أربع سنوات، بعنوان “مستقبل المواطنة الرقمية في قطر: إطار اجتماعي تقني”.

وتهدف المبادرة إلى تعزيز المسؤولية في مجال المواطنة الرقمية وتحسين المشاركة الإيجابية في المجتمعات الرقمية داخل البلاد.

ويضم المشروع، 10 جهات محلية وعالمية، في المجال الأكاديمي والقطاعات المعنية بالمشروع، تحت قيادة وإشراف جامعة حمد بن خليفة.

يتكون البحث من 6 مشاريع فرعية، يقود كل منها خبراء في مجالاتهم: “المرصد” لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، بقيادة الدكتور وجدي الزغواني؛ ومحو الأمية الرقمية النقدية وكشف الدعاية، بقيادة الدكتور فيروز عالم؛ والرفاهية الرقمية، بقيادة الدكتور ريان علي (وثلاثتهم من جامعة حمد بن خليفة).

كما يشمل الأمن والسلام كسلوك، بقيادة الدكتور خالد خان؛ والمساواة بين الجنسين والإدماج الاجتماعي على وسائل التواصل الاجتماعي، بقيادة الدكتور أسامة الحلبي (وكلاهما من جامعة قطر)؛ وبرنامج سفراء المواطنة الرقمية، بقيادة الدكتور إدي بورجيس ري (جامعة نورث ويسترن).

ويشارك في كل مشروع فرعي ما بين 7 إلى 10 باحثين، ليصل عدد الخبراء المشاركين إلى أكثر من 60.

تستكشف هذه المشاريع خطاب وسائل التواصل الاجتماعي، وتنشئ موارد تعليمية، والتحقق من الثقافة الرقمية، وتطوير أدوات قائمة على الويب، والرفاهية، والمساواة بين الجنسين، والاندماج الاجتماعي، والسلوك الآمن عبر الإنترنت.

https://t.co/rB2iL3RYfm تغطية رائعة لمدينة #مشيرب_قلب_الدوحة من قبل شاب تونسي واعد في مجال الاعلام الرقمي، ونحن بدورنا ندعم دائماً كل ماهو جديد ومواكب للعصر الحديث من خلال المنصات الرقمية ومنها قنوات #يوتيوب الشبابية pic.twitter.com/QQCormz8V3

— Ali Alkuwari (@AliMAlkuwari) September 9, 2020

وأكد المدير العام لمتاحف مشيرب، عبد الله النعمة، التزامهم بدمج التكنولوجيا مع المجال الأكاديمي.

وقال لصحيفة “بينينسولا”: “تركز مشيرب قلب الدوحة على التكنولوجيا، لذلك يتعين علينا هنا في متاحف مشيرب المضي قدمًا في مجال البحث ومناقشة تطور التكنولوجيا مع الأوساط الأكاديمية، وكيف يمكننا الاستفادة كمجتمع من التكنولوجيا وكيف تؤثر على حياتنا”.

وأضاف أن متاحف مشيرب تشكل منصة للحوار، ومن المهم جدًا سد الفجوة بين الأوساط الأكاديمية والمجتمع.

وسلط الضوء على استخدام المتحف للتكنولوجيا في سرد القصص وأهمية البحث والحوار في هذا المجال.

توثيق التطور المجتمعي

وأضاف النعمة: نفتخر بأن نكون جزءا فاعلا في جهود البحث العلمي، التي يقودها كوكبة من أصحاب الفكر الإبداعي، لإبراز القيمة المعرفية التي نقدمها، انطلاقا من دور متاحف مشيرب الرائد في توثيق التطور المجتمعي في البلاد.

وأكد أنه سيتم مشاركة نتائج البحث مع الجمهور من خلال أنشطة تعزيز المشاركة المجتمعية خلال فترة البحث، الفعاليات والمعارض.

وحدد د. الحلبي، الأستاذ المشارك بجامعة قطر، النتائج الملموسة للمشروع.

وقال: “ستنتج بعض المشاريع واجهات ويب للجمهور لتحليل منصات التواصل الاجتماعي، وكشف خطاب الكراهية والتمييز والدعاية. وستقدم مشاريع أخرى تقنيات ووحدات رقمية لاستخدام تلك المنصات، والتي ستكون متاحة للجمهور والمدارس والمؤسسات الأخرى”.

وأشار إلى أن نتائج المشروع ستتضمن مواد تدريبية وسفراء يقومون بزيارة المدارس لتوعية الطلاب بالثقافة الرقمية ، وكشف الدعاية، وأسس السلامة، والرفاهية ، والاندماج الاجتماعي. “نحن بحاجة حقًا لأشخاص لديهم مستوى عالٍ من الوعي بالثقافة الرقمية”.

مستقبل المواطنة الرقمية

وتسعى المبادرة لتعزيز ثقافة المشاركة الإيجابية عبر الإنترنت من خلال الترويج للمحتوى البناء والهادف.

وتعمل على مكافحة خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي من خلال تطوير أدوات للكشف عن هذه الممارسات والتصدي لها.

وتدعم الخصوصية والأمان عبر الإنترنت من خلال توعية المستخدمين بالمخاطر المحتملة وتقديم نصائح حول كيفية حماية أنفسهم.

كما أنها تعمل على سد الفجوة الرقمية من خلال توفير فرص التعلم والتطوير الرقمي لجميع أفراد المجتمع.

مراحل المبادرة

تتضمن المبادرة 3 مراحل تستغرق كل مرحلة نحو سنة لاكتمالها تنتهي بالتقييم الشامل.

المرحلة الأولى تركز على الأبحاث وتطوير الأدوات والموارد، والمرحلة الثانية يتم خلالها تنفيذ البرامج والأنشطة التعليمية والتوعوية، والمرحلة الثالثة لتقييم أثر المبادرة وتطويرها بشكل مستدام.