السفير الكوري: نتشابه مع دولة قطر في قصص النجاح الاقتصادي

سفير كوريا الجنوبية لدى الدوحة

اعتبر سفير كوريا الجنوبية لدى الدوحة، جون هو لي، أن قطر تتشابه كثيرا مع بلاده في قصص النجاح الاقتصادي التي تم تحققيها خلال فترة زمنية قصيرة.

جاء ذلك في مقال للسفير بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاق العلاقات القطرية الكورية عام 1974.
وجاء في المقال الذي نشره باللغة الإنجليزية على موقع بننسولا-قطر الإخباري: يمثل عام 2024 مناسبة مهمة كونه يصادف الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر وكوريا الجنوبية. فكلاهما استفاد من موقعه الجغرافي، ليصبح لاعبا مؤثرا على الساحة الدولية، ويعزز كلا من الاقتصاد الديناميكي والثقافة المزدهرة.

ساهم موقعا كوريا الجنوبية وقطر، بشكل كبير في تشكيل ماضيهما وحاضرهما. وسهلت السمات الجغرافية للدولتين ازدهار التجارة البحرية، ورسختا مكانتهما كمركزين اقتصاديين.

مثل موقع البلدين مفترق طرق ثقافي حيث اختلطت التأثيرات البرية والبحرية، لتخلق نمط حياة مميز أنتج ثقافات متعددة. واليوم، طورت كوريا وقطر هويات ثقافية تتمسك بالتقاليد مع مزيج عصري، جعلتهما مؤثرين على الساحة العالمية.

سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يو

التحولات الاقتصادية

تعتبر التحولات الاقتصادية والثقافية في كلًّا من كوريا الجنوبية وقطر قصصًا تصل حد المعجزات.

بفضل السياسة الاقتصادية المخططة بدقة بقيادة حكومية وجهود القطاع الخاص المبتكرة، أصبحت كوريا الجنوبية -التي كانت دولة منهكة بالحروب وتعاني الفقر- رائدة صناعية وشريك عملاق في مجال التكنولوجيا في العديد من السلع بما في ذلك السيارات وأشباه الموصلات والإلكترونيات.

في الوقت نفسه، تتصدر كوريا سوق ثقافة البوب العالمية، حيث أنشأت نوعًا جديدًا من هذه الثقافة، وهي الموجة الكورية (هاليو). لقد غزت فرق الكي-بوب والمسلسلات الكورية قلوب الجماهير في جميع أنحاء العالم، وأعادت تشكيل الصورة الدولية لكوريا.

في غضون ذلك، استفادت قطر من احتياطياتها الغنية من الغاز الطبيعي، لتصبح عملاقًا في مجال الطاقة. وقد موّلت هذه الثروة مشاريع طموحة مثل تحويل الدوحة إلى مدينة عالمية ذات مناظر خلابة وعجائب معمارية مثل المتحف الوطني، ومتحف الفن الإسلامي في غضون عقدين فقط.
ونجحت الدوحة في وضع نفسها كمركز حضاري للرياضة العالمية والثقافة، حيث تستضيف فعاليات كبرى إقليمية وعالمية خاصة بالمهرجانات الرياضية، بما في ذلك بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.

تطوير العلاقات

منذ انطلاقها في عام 1974، تطورت العلاقات الدبلوماسية بين كوريا وقطر إلى علاقة استراتيجية متعددة الأوجه. شكل التعاون الاقتصادي حجر الزاوية فيها، حيث ارتفع حجم التجارة بشكل ملحوظ من 4 ملايين دولار قبل نصف قرن إلى 17.1 مليار دولار عام 2022.

وتعززت العلاقات الثنائية أيضًا من خلال التبادلات رفيعة المستوى. منذ عام 1999، وجرت ما مجموعه سبع زيارات لرؤساء الدول بين البلدين، بما في ذلك الزيارة الرسمية للرئيس يون سوك يول العام الماضي، وهي الأولى التي تحدث في تاريخ العلاقات.

وأقامت الدولتان شراكة شاملة عام 2007، وارتقت مرة أخرى عام 2023 إلى شراكة استراتيجية شاملة، وتعززت الجهود المشتركة في مجالات متنوعة بما في ذلك الأمن والصناعات الدفاعية والعلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على سبيل المثال لا الحصر.

نظرة إلى المستقبل

تبدو المرحلة التالية من العلاقات بين كوريا وقطر واعدة، حيث تستعد كلتا الدولتين للاستفادة من نقاط قوتهما في التكنولوجيا والابتكار.

تلوح في الأفق جهود مشتركة في قطاع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) والصناعات الناشئة مثل المزارع الذكية والصحة ومستحضرات التجميل والسيارات ذاتية القيادة – كلها مذكرات تفاهم تم توقيعها خلال زيارة الرئيس يون الرسمية – والتي تبشر بإمكانيات لا حصر لها من التعاون الثنائي.

ويمتلك القطاع الثقافي، على وجه الخصوص، إمكانات كبيرة لتحقيق تعاون أعمق.

واستمرارًا لإرث الابتكار والغنى الثقافي، فإن كوريا وقطر على استعداد لدفع المبادرات التي ستفيد كلتا الدولتين والمجتمع الدولي الأوسع قُدُمًا.

وللاحتفال باليوبيل الذهبي هذا العام، يتم التخطيط للعديد من الفعاليات الثقافية من قبل سفارة كوريا في الدوحة. صُممت هذه الفعاليات ليس فقط للاحتفال بالنجاحات التي تحققت بالفعل ولكن أيضًا لتمهد الطريق للتعاون المستقبلي، مع تسليط الضوء على أهمية التبادل الثقافي في تعزيز العلاقات الثنائية.

وختم السفير مقالته بالقول: في الوقت الذي نحتفل فيه بهذه الذكرى السنوية المهمة، نتطلع إلى مستقبل تزدهر فيه الشراكة الاستراتيجية بين كوريا وقطر، مدعومة بالمصالح المشتركة والالتزام بالتقدم على المستويين الثنائي والعالمي.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *