قامت وزارة الدقاع الأمريكية (البنتاغون) بتفكيك الرصيف العائم الذي أقامته قبالة سواحل قطاع غزة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، والذي أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنه استخدم في عمليات عسكرية إسرائيلية.
وقالت الوزارة إن قرار تفكيك الرصيف -الذي تكلف 230 مليون دولار- جاء بسبب ارتفاع الأمواج وصعوبة الطقس، وأكدت نائبة المتحدث باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، في مؤتمر صحفي، أنه لا موعد محددا لإعادة بنائه وأن كثيرا من المساعدات لا تزال موجودة بالمنطقة.
وكانت إدارة جو بايدن تسوق لهذا الرصيف على أنه محاولة منها لتخفيف الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها سكان غزة جراء الحصار المفروض عليهم من جانب الاحتلال بدعم عسكري وسياسي توفره واشنطن.
وقالت الفصائل الفلسطينية إن الرصيف استخدم كقاعدة انطلقت منها القوات التي ارتكتب مجزرة في مخيم النصيرات وسط القطاع الشهر الماضي من أجل استعادة 4 أسرى، وهي العملية التي شاركت فيها قوة أمريكية وأدت لاستشهاد نحو 400 مدني فلسطيني وإصابة مئات آخرين فضلا عن الدمار الكبير الذي طال المكان.
وقالت سينغ إن القيادة المركزية سلمت أكثر من 4500 طن متري من المساعدات في الأيام السبعة الماضية وحوالي 9000 طن متري منذ منتصف مايو عندما تم بناء الرصيف لأول مرة.
وأضافت أن الساحة الواقعة قبالة الرصيف حيث يتم تخزين المساعدات ممتلئة تقريبا ويجب إفراغها قبل استعادة الرصيف.
عرض هذا المنشور على Instagram
محاولة لتحسين الصورة
وأمر بايدن ببناء الرصيف بعدما أغلقت إسرائيل كافة المعابر البرية المؤدية للقطاع ولم تتدخل واشنطن لفتحها من أجل إغاثة المدنيين الذين تقول الأمم المتحدة إنهم يواجهون مجاعة مصطنعة.
لكن تحقيقا لقناة الجزيرة أكد وجود قوة أمريكية بالرصيف وأظهر أيضا تمركز ثلاث قطعات عسكرية أمريكية بالقرب منه خلال مايو الماضي هذا إلى جانب منظومة دفاع جوي من طراز “فالنكس” تم سحبها مؤخرا.
واتهم القيادي في حركة حماس أسامة حمدان الولايات المتحدة باستخدام الرصيف لتحسين صورتها أمام العالم، محملا إياها المسؤولية المباشرة عن الكارثة الإنسانية التي يعشها القطاع.
وقال حمدان في مؤتمر من بيروت أمس السبت إن الرصيف لم يخفف الأزمة الإنسانية للسكان وإنه استخدم في عمليات عسكرية داخل القطاع.
📌 البنتاغون يقرر تفكيك الرصيف البحري العائم الذي أقامه الجيش الأمريكي قبالة ساحل غزة مؤقتًا بسبب حالة البحر وسوء الطقس، وفق ما نشرته وكالة رويترز#خبر #قطر #منصة_مشيرب pic.twitter.com/DOWyMWTiAo
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) June 28, 2024
وتعارض إدارة بايدن أي اتفاق ينص صراحة على وقف القتال بشكل نهائي ويلزم قوات الاحتلال بالانسحاب الكامل من القطاع، وتواصل الضغط على حماس من أجل القبول بوقف إطلاق نار مؤقت يعيد الأسرى ويوفر لإسرائيل حق استنئاف الحرب، كما تقول الحركة.
وعارضت واشنطن بشدة أي عملية عسكرية في مدينة رفح التي كانت تؤوي مليون ونصف مليون إنسان، لكنها تغاضت عن شن إسرائيل العملية أوائل مايو الماضي.
وعندما سئل منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي عن المجازر التي ارتكبها الاحتلال في مخيمات النازحين بتل السلطان وغيره، قال إن إسرائيل “لم تتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها بايدن”.
وسيطرت آليات الاحتلال على معبر رفح البري ومنعت دخول المساعدات أو خروج المصابين منه تماما قبل أن تدمره بشكل كامل الأسبوع الماضي.
وتشير تقارير أممية إلى أن 70% من السكان يعانون انعداما للأمن الغذائي، وقد أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، يوم الأربعاء، أن الأوضاع في قطاع غزة باتت أكثر تعقيدا، مشددا على الحاجة الملحة لفتح جميع المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى سكان القطاع.