قال موقع “أكسيوس” الأمريكي إن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين أجروا محادثات غير مباشرة في العاصمة العُمانية مسقط، الشهر الماضي.
وتمثل المحادثات أول تواصل غير مباشر بين الولايات المتحدة وإيران منذ أشهر، وقد جاءت في ظل مخاوف أمريكية متزايدة من تقدم إيران النووي.
ونقل الموقع عن مصادر أن منسق الشرق الأوسط في البيت الأبيض، بريت ماكغورك، سافر سرا إلى عمان في 8 مايو الماضي للتباحث مع المسؤولين العُمانيين بشأن تواصل دبلوماسي محتمل مع إيران بشأن برنامجها النووي.
ووفقا للمصادر، فقد وصل وفد إيراني إلى مسقط في نفس التوقيت، وكان من بين أعضائه كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري.
ولم يلتق ماكغورك بالمسؤولين الإيرانيين، في حين قام المسؤولين العُمانيون بنقل الرسائل بينهما.
وأكدت المصادر أن الولايات المتحدة أوضحت أن إيران ستدفع ثمنا باهظا إذا مضت قدما في تخصيب اليورانيوم بنسبة 90٪، وهو المستوى المطلوب لإنتاج سلاح نووي.
البحث عن تفاهم
وكان الهدف من التبادل غير المباشر للرسائل بين الجانبين هو التوصل إلى تفاهم حول سبل إبطاء البرنامج النووي الإيراني وتأطير سلوك إيران في المنطقة ودورها في الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب “أكسيوس”.
وقال الموقع إن هذا التفاهم يمكن استخدامه لاحقا كأساس لمحادثات مستقبلية حول اتفاق نووي جديد.
وفي أبريل الماضي، ناقشت إدارة بايدن مع شركائها الأوروبيين والإسرائيليين اقتراحا محتملا لاتفاق مؤقت مع إيران يتضمن تخفيف العقوبات مقابل تجميد طهران لأجزاء من برنامجها النووي.
ونقل “أكسيوس” عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض -لم يفصح عن إسمه- أن سياسة إدارة بايدن تجاه إيران لم تتغير.
وأضاف المتحدث: “ما زلنا نركز على ضبط سلوك إيران المزعزع للاستقرار من خلال الضغط والتنسيق الوثيق مع حلفائنا وتهدئة الأوضاع في المنطقة، بما في ذلك ضمان عدم امتلاك طهران سلاحا نوويا”.
وتفضل الولايات المتحدة الدبلوماسية في التعامل مع إيران لكنها مستعدة لاتخاذ إجراءات بتنسيق كامل مع شركائها وحلفائها لضمان منع طهران من امتلاك سلاح نووي، بحسب المتحدث.
ولم ترد وزارة الخارجية العمانية ولا نظيرتها الإيرانية على هذا الأنباء، لكن مسقط تلعب دورا مهما من أجل إحياء الاتفاق.
وتوقفت المفاوضات النووية التي كانت تستضيفها العاصمة النمساوية فيينا منذ نحو عام، وخلال هذه الفترة تبادل الأمريكيون والإيرانيون الاتهمات بشأن المسؤولية عن عدم تحقيق تقدم بالمفاوضات.
في الوقت نفسه، تعمل دولة الاحتلال على الحيلولة دون التوصل لاتفاق جديد، وقد أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا أن “إسرائيل” لن تلتزم بأي اتفاق يتم التوصل إليه بين الجانبين.
وأجرى نتنياهو يجري اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بعد عودة الأخير من السعودية الأسبوع الماضي، وعبّر له عن معارضة “تل أبيب” العودة إلى الاتفاق النووي.
وقال نتنياهو خلال الاتصال إن الاتفاق “لن يلزم إسرائيل”.
مع ذلك، تمثل هذه المحادثات غير المباشرة مؤشرا إيجابيا على إمكانية تحقيق تقدم في العلاقات بين واشنطن وطهران والتوصل إلى تفاهمات جديدة تعزز السلام والاستقرار في المنطقة.
في غضون ذلك، قالت وکالة “نور نيوز” التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن طهران والرياض ستتعاونان في مجال التقنيات النووية السلمية مستقبلا.
كما قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بعد افتتاح سفارة بلاده في الرياض الشهر الماضي، إن قوة الردع الإيرانية “هي ضمان استقرار الأمن والسلام في المنطقة”، وإن طهران “ستواصل تطوير العلاقات الودية والشراكة البناءة مع الجيران بجدية”.
وأعلنت المملكة العربية السعودية وإيران إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد اتفاق تم في ماس الماضي برعاية صينية.
أضف تعليقا