“لعنة غزة” تصيب مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية في مقتل

مقاطعة مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية

تعاني مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية وسلسلة مقاهي ستاربكس من تبعات “لعنة غزة”، إثر خسائر متتالية، في عدة دول لاسيما الشرق الآسيوي، الذي لعبت فيه المقاطعة دورا غير مسبوق.
وعزز ذلك قرار إدارة كنتاكي إغلاق جميع فروعها وعددها 108 في جميع أنحاء ماليزيا، بسبب قلة الزبائن نتيجة المقاطعة المطالبة بوقف العدوان على قطاع غزة والانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

انخفاض أسهم ستاربكس

وشهدت شركة ستاربكس، وفق بورصة ناسداك الأمريكية، انخفاضًا كبيرًا في سعر سهمها بنسبة تزيد عن 12% في تعاملات ما قبل السوق، الثلاثاء، وذلك بعد أن قامت الشركة بمراجعة توقعاتها السنوية.


وأشارت ستاربكس، بحسب موقع انفيستينج، إلى استمرار ضعف الطلب في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث دفعت ضغوط التضخم العملاء إلى اختيار القهوة المُحضرة في المنزل بدلاً من زيارة المقاهي.

علاوة على ذلك، فإن تعافي الشركة في الصين يتقدم بشكل أبطأ مما كان متوقعًا، وتصاعد الرسم البياني للمقاطعة عالميا بسبب الموقف الداعم لتل أبيب.

وواصل سهم ستاربكس الانخفاض إلى أدنى مستوى له منذ 21 شهرًا في تداولات ما بعد جلسة الأربعاء، بعد إعلانها نتائج فصلية (الربع الأول 2024) خيبت آمال المراقبين.

وسجّل السهم أسوأ يوم له منذ شهر مايو 2023، حيث انخفض بأكثر من 10% ليصل إلى ما يقارب 80 دولارًا للسهم.

أسباب الهبوط

وشهد صافي دخل ستاربكس انخفاضًا بنسبة 15% (إلى 772 مليون دولار) مقارنة مع الربع الأول من 2023.

وتراجعت إيرادات الشركة بنسبة 2% خلال الفترة نفسها إلى 8.56 مليارات دولار، بينما توقع المحللون 9.13 مليارات دولار.

وشهدت مبيعات المتاجر المماثلة انخفاضًا بنسبة 4% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2024، على عكس التوقعات بزيادة بنسبة 1%.

وصل السهم إلى ما يقارب 80 دولارًا للسهم، وهو أدنى مستوى له منذ يوليو 2022.

ويمثل هذا الانخفاض في يوم واحد أسوأ يوم لسلسلة المقاهي في وول ستريت منذ مايو 2023.

وحسب موقع نيوزويك، مطلع ديسمبر الماضي، خسرت شركة “ستاربكس” حوالي 11 مليار دولار من قيمتها السوقية بسبب المقاطعة العالمية لها جرّاء دعمها الاحتلال الإسرائيلي، وإضرابات نقابة عمالها المتضامنين مع فلسطين

بيع حصص

من جهة ثانية أفادت “فاينانشال تايمز” البريطانية، وفق مصادر تحدثت لها، بتعليق شركة جنرال أتلانتيك بيع كامل حصتها البالغة 20% (نحو 54 مليون دولار) في شركة ماب بوغا أديبيركاسا، المشغل لستاربكس في إندونيسيا.

وتأتي هذه الخطوة بعد تراجع المبيعات وتقلص خطط التوسع، بالإضافة إلى استمرار حملات المقاطعة للمنتجات الأمريكية.

وتبلغ القيمة السوقية لشركة ماب بوغا أديبيركاسا، من أكبر مشغلي امتيازات الوجبات السريعة في إندونيسيا، 285 مليون دولار.

وذكرت المصادر للصحيفة البريطانية أنّه “لا توجد إشارات على أنّ المقاطعة ستنتهي قريباً”، مما دفع جنرال أتلانتيك إلى إعادة النظر في خطط بيع حصتها.

يُذكر أنّ ستاربكس واجهت انتقادات في إندونيسيا، أكتوبر الماضي، بعد أن رفعت ستاربكس دعوى قضائية ضد نقابة عمالها، لِاستخدامهم غير المصرح به لعلامتها التجارية. وذلك بعد نشر الاتحاد منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي يُعبر عن تضامنه مع فلسطين.

وتُعدّ هذه الخطوة من جنرال أتلانتيك دليلاً آخر على التأثير السلبي لحملات المقاطعة للمنتجات الأمريكية في العالم الإسلامي، والتي تُشكل إندونيسيا جزءاً هاماً منها والدول التي تعارض السياسة الأمريكية في العالم.

الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مستشفى في قطاع غزة
الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مستشفى في قطاع غزة

وأواخر نوفمبر الماضي، قالت صحيفة واشنطن بوست إن سلسلة مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية (ماكدونالدز) وضعت نفسها وسط الحرب الدائرة حاليا بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية، في وقت يعم فيه السخط مختلف أرجاء الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة أن إدارة ماكدونالدز في تل أبيب (شركة ألونيال المحدودة)، أعلنت أنها ستقدم وجبات مجانية للجنود الإسرائيليين والمستشفيات.

فروع أخرى لماكدونالدز في الشرق الأوسط نأت بنفسها، قائلة إنه لا علاقة لها بقرار توفير وجبات لجنود الاحتلال مجانا، بل إن بعضها بدأ بالتبرع لقطاع غزة تضامنا مع الفلسطينيين، وفق الصحيفة الأميركية.
وأشارت الصحيفة أن العديد من فروع سلسلة مطاعم الوجبات السريعة تعرضت للتخريب في تركيا ولبنان ومصر، وذلك في أعقاب الجريمة “المروعة” التي شنتها قوات العدوان على مستشفى المعمداني في غزة وأسفرت عن مقتل المئات.

وتمتلك سلسلة ماكدونالدز أكثر من 40 ألف فرع في جميع أنحاء العالم، وفق آخر إحصائية صادرة عن المطاعم العابرة للقارات بنهاية عام 2021، وترتبط ارتباطا وثيقا بالولايات المتحدة، رغم أن الغالبية العظمى من مطاعمها مملوكة لأفراد أو شركات محلية بموجب نظام حقوق الامتياز.

الصحيفة الأميركية أرجعت ظهور ماكدونالدز كبؤرة توتر إلى حقبة المقاطعة العربية للعلامات التجارية الأميركية في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية وبعد غزو الولايات المتحدة للعراق.

جثث الشهداء في شوارع قطاع غزة
جثث الشهداء في شوارع قطاع غزة

وكانت مطاعم الوجبات السريعة المحيطة بميدان التحرير في القاهرة قد تعرضت للهجوم والتدمير، وتحولت إلى مراكز إسعافات أولية للمتظاهرين خلال احتجاجات الربيع العربي عام 2011، وفق واشنطن بوست.
وتابعت الصحيفة قائلة إن وكلاء ماكدونالدز في قطر والسعودية والكويت والبحرين والإمارات وسلطنة عمان وتركيا تبرعوا بأموال لصالح أهالي قطاع غزة، مشيرة أن وكلاء آخرين في مصر ولبنان والأردن أصدروا بيانات، “لكنهم لم يتبرعوا بالمال إلا في وقت لاحق، تحت الضغط”.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *