قطر تزود أمريكا بمادة اليوريا لمدة 15 عاما وتثبت مكانتها في صناعة البتروكيماويات

مجمع رأس لفان القطري للبتروكيماويات سيكون الأكبر في الشرق الأوسط

وقعت قطر للطاقة اتفاقية طويلة الأمد لتوريد اليوريا لشركة “كوك” للأسمدة، إحدى الشركات المتخصصة في مجال إنتاج وتوريد الأسمدة الأمريكية.

وتنص الاتفاقية -التي ستدخل حيز التنفيذ في يوليو المقبل- على توريد ما يصل إلى 0.74 مليون طن سنويا من اليوريا قطرية المنشأ إلى الشركة الأمريكية لاستخدامها في القطاعات الزراعية في الولايات المتحدة  والأسواق الدولية الأخرى لمدة 15 عاما.

وقال وزير الدولة لشؤون الطاقة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة المهندس سعد الكعبي، إن توقيع الاتفاقية يعزز العلاقة مع شركة كوك للأسمدة، مؤكدا أنها خطوة مهمة لدعم التعاون بين الجانبين وزيادة النمو.

بدوره، قال نائب رئيس شركة صناعات كوك ورئيس شركة كوك للأسمدة مارك لويترس، إن قطر للطاقة “كانت شريكا مهما لشركة كوك للأسمدة لأكثر من عقد من الزمن”.

وأضاف “يسعدنا تعزيز علاقتنا ذات المنفعة المتبادلة لسنوات قادمة”، مؤكدا أن الاتفاقية تتوافق مع رؤية شركة كوك للأسمدة طويلة المدى، وتمثل فرصة قيمة لخدمة عملائها بشكل أفضل.

وتجدر الإشارة إلى أن شركة كوك للأسمدة إحدى الشركات التابعة لشركة صناعات كوك، تمتلك مصانع أسمدة في أمريكا الشمالية وترينيداد وتوباغو والمغرب، ومرافق توزيع في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والبرازيل وأستراليا وأسواق دولية أخرى.

 

قطر الثانية عالميا في تصدير اليوريا

وتعد دولة قطر ثاني أكبر مصدر لليوريا في العالم كما أن شركة قطر للأسمدة “قافكو” التابعة لقطر للطاقة أكبر منتج متكامل لليوريا والأمونيا من موقع واحد في العالم.

وكان الكعبي قد أكد العام الماضي أن الدوحة تخطط  لبناء أكبر مصنع لإنتاج الأمونيا الزرقاء في العالم، مشيرا إلى أن طاقته الإنتاجية ستصل إلى 1.2 مليون طن سنويا.

وسيكون المصنع هو الأكثر استدامة وهو جزء من مشروع تقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه لالتقاط وعزل نحو 1.5 مليون طن منه سنويا، وسيعتمد على الطاقة الكهربائية جزئيا.

وتنتج “قافكو” نحو 4 ملايين طن سنويا من الأمونيا، و6 ملايين طن من اليوريا، مما يضمن الأمن الغذائي لأكثر من 100 مليون شخص، حسب ما أكده الكعبي العام الماضي.

 

أكبر مصنع بتروكيماويات في المنطقة

وفي فبراير الماضي، وضع سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حجر أساس مجمع راس لفان للبتروكيماويات والذي يعتبر واحدا من أكبر مشاريع البتروكيماويات في العالم، وسيرفع الطاقة الإنتاجية إلى ما يقارب 14 مليون طن سنويا أواخر 2026.

ويتضمن مجمع راس لفان للبتروكيماويات وحدة لتكسير الإيثان، هي الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط ومن أكبر الوحدات في العالم، بطاقة إنتاجية تبلغ 2,1 مليون طن سنويا من الإيثيلين، ومن المتوقع أن يرفع قدرة قطر الإنتاجية بأكثر من 40%.

وهذه الكسارة هي جزء من مشروع لبناء كسارتين أولاهما في قطر هي الأكبر بالمنطقة والأخرى في الولايات المتحدة وستكون الأكبر في العالم، وبطاقة تزيد عن 2.2 مليون طن سنويا، ومن المتوقع بدء تشغيلهما قبل نهاية 2026.

ويضم المجمع أيضا خطين لإنتاج البولي إيثيلين عالي الكثافة بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ حوالي 1,7 مليون طن سنويا من البوليمرات مما سيزيد إنتاج الدوحة بنحو 50%.

وتمتلك قطر للطاقة حصة أغلبية تبلغ 70% في مجمع راس لفان للبتروكيماويات، بينما تمتلك شركة شيفرون فيليبس للكيماويات النسبة المتبقية البالغة 30%.

ويتمتع المشروع بصفات ومزايا بيئية متميزة، وبمواصفات عالية في البناء، والتشغيل، والتكنولوجيا، جميعها مصممة لضمان توفير الطاقة وخفض انبعاثات الغازات والمخلفات الهيدروكربونية بشكل كبير مقارنة بالمصانع العالمية المشابهة”.

وتبلغ كلفة المجمع -حسب الكعبي- 6 مليارات دولار، وهو أكبر استثمار منفرد في تاريخ قطر للطاقة في صناعة البتروكيماويات، ويعتبر هذا الاستثمار الكبير علامة فارقة في استراتيجية قطر للطاقة للتوسع في قطاع البتروكيماويات.

 

تعزيز مكانة قطر

وسيعزز المشروع أيضا مكانة قطر المتكاملة كلاعب عالمي في صناعة الطاقة، بالإضافة إلى تحقيق فوائد اقتصادية كبيرة للبلاد، وسيساهم في مضاعفة القدرة الإنتاجية من الإيثيلين ومشتقاته.

وتصل تكلفة المشروع إلى 6 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في أواخر عام 2026، ومن المتوقع أن يرفع الإنتاج الإجمالي لدولة قطر من البتروكيماويات إلى ما يقارب 14 مليون طن سنويا.

ويعتبر المشروع أكبر استثمار لـ “قطر للطاقة” في صناعة البتروكيماويات في قطر، وأول استثمار مباشر منذ 12 عاماً، وفق وزير الطاقة سعد الكعبي.

وتخطط شركات النفط والغاز الطبيعي المملوكة للدولة في المنطقة لمجموعة كبيرة من مشاريع البتروكيماويات للاستفادة من الطلب على المواد البلاستيكية في تحول الطاقة.

وكانت قطر من أوائل الدول في الشرق الأوسط التي أنشأت قاعدة للبتروكيماويات في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي، مستفيدة من مواردها الهائلة من الغاز.

وفي مارس 2023، أعلنت شركة قطر للطاقة وشيفرون فيليبس عن بدء إنشاء مصنع المثلث الذهبي للبوليمرات بالقرب من هيوستن والذي سيتضمن وحدة تكسير الإيثيلين بطاقة إنتاجية تبلغ 2.08 مليون طن متري سنويا.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *