في ظل إغلاق تام للمعابر.. ميناء غزة العائم يستقبل أول سفينة مساعدات أمريكية

وصول أول سفينة مساعدات لميناء غزة العائم

استقبل ميناء غزة العائم الذي بناه الجيش الأمريكي مؤخرا، أول سفينة مساعدات إغاثية من الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، في ظل إغلاق تام لكافة المعابر، وحصار وعدوان غير مسبوقين شمل جميع أنحاء القطاع، لا سيما مدينة رفح، رغم التحذيرات الدولية المتواصلة منذ شهرين.

وقالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مؤتمر صحفي، الخميس إن التسليم الأولي للمساعدات تشمل وجبات لـ 11 ألف شخص، وعلب دعم لـ 7200 طفل يعانون من سوء التغذية ومستلزمات نظافة لـ 30 ألف شخص، وفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز.

وقال مسؤولون في البنتاغون إنهم كانوا يهدفون في البداية إلى تسليم نحو 90 شاحنة من المساعدات يوميا، على أن يزيد العدد إلى نحو 150 شاحنة عندما تصل العملية إلى طاقتها القصوى، وفق وكالة “أسوشييتد برس”.

من جهتها، قالت جماعات الإغاثة إن ذلك أقل بكثير من الإمدادات الإنسانية اللازمة يوميا لمواجهة المستويات المذهلة للجوع والحرمان في غزة.

وقامت عشرات الشاحنات التابعة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، بتفريغ حمولة أول سفينة مساعدات..

وحسب مصادر فلسطينية، فإن الشاحنات ستعمل على نقل حمولة سفينة المساعدات إلى مناطق جنوبي القطاع لتوزيعها على مئات آلاف النازحين خاصة في منطقة المواصي التي هجَّروا إليها مئات الآلاف قسرا، في سياق إمداد المدنيين بالحد الأدنى من مستلزمات الحياة، وتسبق عملية واسعة لاجتياح رفح الذي تصر عليه قوات العدوان الإسرائيلي، ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي وتوصيات محكمة العدل الدولية.

وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي “سنتكوم”، إن العملية تأتي ضمن “جهد مستمر متعدد الجنسيات لتقديم مساعدات إضافية للمدنيين الفلسطينيين في غزة عبر الممر البحري ذو الطبيعة الإنسانية بالكامل والذي يشمل مساعدات تبرعت بها عدد من الدول والمنظمات الإنسانية”.

والخميس، أعلنت “سنتكوم” في بيان، الانتهاء من بناء الرصيف البحري العائم على شواطئ قطاع غزة.

والأسبوع الماضي، نقلت أسوشيتد برس عن وزير خارجية قبرص، كونستانتينوس كومبوس قوله إن “سفينة مساعدات أمريكية غادرت ميناء لارنكا متجهة إلى غزة، في أول عملية تسليم إلى الرصيف الذي تم بناؤه حديثا”.

وتأتي المساعدات بعد نحو شهرين من إصدار الرئيس جو بايدن، أمرا بانشاء رصيف عائم كبير على بعد عدة أميال قبالة سواحل قطاع غزة ليكون منصة انطلاق لعمليات تسليم المساعدات.

وجراء العدوان الإسرائيلي وإغلاق المعابر، يعاني سكان غزة “مجاعة” لا سيما في محافظتي غزة وشمال القطاع، في ظل شح شديد بإمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود بسبب الحصار.

و9 مايو الجاري، انطلقت سفينة محملة بالمساعدات القطرية التركية لأهالي قطاع غزة، من ميناء مرسين على البحر الأبيض المتوسط، جنوبي تركيا.

وشاركت وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، لولوة الخاطر، في وداع السفينة المحملة بـ1908 أطنان من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة.

وساهم صندوق قطر للتنمية بـ1358 طنا، وإدارة الكوارث والطوارئ التركية بـ550 طنا من حمولة السفينة.

وقالت الخاطر، بمناسبة انطلاق سفينة المساعدات، تتجلى اليوم صورة أخرى من صور التعاون الأخوي الوثيق بين دولة قطر وتركيا.

سفينة مساعدات قطرية تركية لإغاثة قطاع غزة

وأضافت “نشهد معا انطلاق سفينة من ميناء مرسين إلى ميناء العريش المصري، وهي تحمل أكثر من 1900 طن من المساعدات الإنسانية إلى أشقائنا في غزة الذين يصارعون منذ 7 أشهر أهوال القتل والتهجير القسري والجوع، ويخطون بأحرف من نور قصص الصمود والتضحية والفداء، قصص ألهمت العالم كله وسيذكرها التاريخ جيلا بعد جيل”.

ولفتت أن السفينة تعد أحدث حلقة في سلسلة التعاون المستمر مع تركيا في المجالات التي تخدم المصالح المشتركة وتعزز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.

 ومطلع مايو الجاري، سيطر جيش الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر بشكل كامل، في حين قالت هيئة المعابر الفلسطينية إن المعبر مغلق بسبب وجود دبابات إسرائيلية.

وشهد محيط المعبر اشتباكات حيث هاجمت قوات الاحتلال مناطق في مدينة رفح بشكل مباغت بعد إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبول مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وبذلك توقفت حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكل تام إلى قطاع غزة سواء من خلال معبر رفح أو معبر كرم أبو سالم.


وجاءت عملية السيطرة على المعبر بعد وقت قصير من تأكيد البيت الأبيض الأمريكي حصول الرئيس جو بايدن على وعد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفتح معبر كرم أبو سالم وتسهيل دخول مزيد من المساعدات إلى غزة.

 وسبق ذلك أن قال مكتب بنيامين نتنياهو إن مجلس الحرب قرر بالإجماع مواصلة عملية رفح من أجل استعادة الأسرى وتحقيق أهداف الحرب، وذلك في إشارة إلى رفض المقترح الذي وافقت عليه حركة حماس.

وأضاف المكتب في بيان أن مطالب حماس “بعيدة عن مطالبنا وسنرسل وفدا للقاهرة للبحث عن صفقة مقبولة”.

وأبريل الماضي، أجرت وزيرة الدولة للتعاون الدولي، مباحثات مع وكيلة الأمين العام وكبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، سيغريد كاغ، التي زارت الدوحة آنذاك.

وتناولت المباحثات تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وسبل إدخال أكبر كمية من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وأعربت الخاطر خلال الاجتماع عن إدانة دولة قطر لاستهداف قافلة الإغاثة الإنسانية التابعة لمنظمة “المطبخ المركزي العالمي” والتي راح ضحيتها 7 من العاملين مع المنظمة في غزة.

وأكدت الخاطر على أهمية دعم الجهود التي تبذلها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مساعدة الملايين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.

 

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *