سمو الأمير يختتم جولة مهمة في آسيا الوسطى

اختمم سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الخميس جولة شملت أربع دول في آسيا الوسطى، بهدف توسيع الشراكة الاقتصادية وتوطيد العلاقات بين قطر وهذه الدول.

وشملت الجولة التي بدأت يوم الاثنين الماضي كلا من أوزبكستان وقيرغيزيا وكازاخستان وطاجيكستان، وقد جاءت تلبية لدعوة قادة الدول الأربع.

وكان الهدف الرئيسي من الجولة هو بناء شراكات جديدة بناء على الفرص الاستثمارية والموارد والإصلاحات القانونية التي تمتلكها الدول التي زارها أمير البلاد.

قطر.. شريك أوزبكستان الواعد

بدأ سمو الأمير جولته بزيارة أوزبكستان حيث أجرى مباحثات رسمية مع  الرئيس شوكت ميرضيائيف، بحثا خلالها سبل تعزيز التعاون وحضرا مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.

و,وقع الجانبان 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم ثنائية تهدف إلى زيادة تطوير وتعميق التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والثقافي والإنساني ومجالات التعاون الأخرى.

وهذه هي أول زيارة يجريها أمير قطر لأوزبكستان منذ توليه الحكم قبل عشر سنوات وقد تزامنت مع مرور 25 عاما على بدء العلاقات بين البلدين.

وحظيت الزيارة باهتمام كبير من الإعلام الأوزبكي الذي وصفها بالـ”تاريخية”، وقالت إنها ستكون بداية مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين وصولا إلى الشراكة الشاملة.

ونقلت وكالة الأنباء الأوزبكية (UZA) عن الرئيس ميرضيائيف قوله إن قطر ليست فقط الشريك الواعد لبلاده في منطقة الشرق الأوسط وحسب وإنما في العالمين العربي والإسلامي.

كما قالت صحيفة “Yangi O’zbekiston” الأوزبكية إن زيارة سمو الأمير ستصبح علامة تاريخية في العلاقات الثنائية وستلعب دورا رئيسيا في تطويرها.

ولفتت الصحيفة إلى دعم الدوحة جهود طشقند من أجل التوصل إلى تسوية سلمية في أفغانستان، مشيرة إلى أن أوزبكستان أيضا تدعم كافة الإجراءات التي تتخذها قطر لتقديم المساعدة الإنسانية الطارئة للأفغان.

وخلصت الصحيفة إلى أن القمة الأوزبكية-القطرية في سمرقند ستكون خطوة سياسية مهمة لبدء مرحلة جديدة من التعاون ونقلها إلى مستوى متعدد الأوجه.

شركة شاملة

في السياق، قالت صحيفة “Gazeta” الأوزبكية إن الرئيس الأزوبكي أكد لسمو الأمير أن العلاقات بين البلدين ستصل إلى مستوى “الشراكة الشاملة”.

وأعلن الزعيمان خلال الزيارة عن استعدادهما لمضاعفة حجم التبادل التجاري، كما ناقشا أيضا تطوير الحوار السياسي والتبادل الثقافي وبناء التعاون الاقتصادي والاستثماري.

دفع للعلاقات مع العالم العربي

كانت قيرغيزيا هي ثاني محطات سمو الأمير وقد أجرى فيها مباحثات لتطوير التعاون في مختلف المجالات وشهد توقيع اتفاقيات مهمة.

ونقلت وكالة الأنباء القيرغيزية “KABAR” عن الرئيس صادر جباروف أن زيارة سمو الأمير لها أهمية تاريخية ليس في تعزيز التعاون وحسب وإنما في علاقات بيشكيك بالعالم العربي ككل.

وقال جباروف إن بلاده “تقدر تقديرا عاليا الاهتمام الصادق والدعم الشخصي من سمو الأمير لبلاده”، فيما قالت الوكالة إن الزيارة خطوة هامة من أجل دفع العلاقات نحو مزيد من التعاون.

واعتبرت أن هذه الزيارة ستمثل خطوة هامة في العلاقات الثنائية، مشيرة إلى أن قائدي البلدين أعربا عن استعدادهما لتطوير وتعميق التعاون الثنائي في كافة القطاعات والتنفيذ العملي للمشاريع الاستثمارية المشتركة.

وقال المحلل السياسي القيرغيزي، باكيت باكيتاييف إن زيارة سمو الأمير “مهمة للغاية وواعدة”، ووصف المحادثات بين الجانبين بأنها ذات أهمية كبيرة وعلى أساسها سيتم بناء المزيد من التعاون السياسي والاقتصادي.

وشدد باكيتاييف على ضرورة إيجاد توزان في العلاقات مع الدوحة في ظل عدم الاستقرار الجيوسياسي والاقتصادي الحالي، مؤكدا أنها “ليست مهمة سهلة لكنها قابلة للحل تماما”.

ونقلت الوكالة عن المحلل القيرغيزي مارس سارييف أن الزيارة ستضع أسسا قوية للعلاقات مع العالم العربي ككل، وستحقق نتائج ملموسة، وستؤسس لجذب استثمارات كبيرة إلى قيرغيزيا.

ودعا أمير البلاد الرئيس القيرغيزي إلى حضور بطولة كأس آسيا 2023 التي ستقام في قطر.

دفعة للعلاقات مع كازاخستان

خلال زيارته السريعة لكازخستان، شارك أمير البلاد في منتدى أستانا الدولي الذي حاول إيحاد حلول جديدة للتحديات السياسية والاقتصادية والبيئية التي تواجه العالم.

وقد أعرب الرئيس الكازاخي قاسم توكاييف عن ثقته في أن المحادثات التي جرت خلال الزيارة “ستعطي دفعة جديدة لمزيد من تطوير التعاون بين البلدين”.

وبدأت العلاقات بين قطر وكازاخستان قبل ثلاثين عاما، وقد أقام البلدان تعاونا سياسا واقتصاديا جيدا، بحسب ما نقلته الوكالة الكازخسية الرسمية عن الرئيس توكاييف خلال الزيارة.

وقد ناقش سمو الأمير وتوكاييف آفاق تنفيذ المشاريع المشتركة في مجالات النفط والغاز والتعدين والصناعات الزراعية والطب والقطاع المالي.

وقال توكاييف إن قطر “تعتبر شريكا مهما وموثوقا لكازاخستان في الشرق الأوسط”، معربا عن ثقته في أن المحادثات بين البلدين ستعطي دفعة جديدة لمزيد من التعاون الثنائي.

وأعرب عن استعداد بلاده لزيادة الصادرات إلى قطر لنحو 250 مليون دولار، مشددا على أهمية فتح رحلات جوية مباشرة بين البلدين نظرا للدور الذي تلعبه في زيادة التبادل التجاري.

طاجيكستان

اختتم سمو الأمير جولته بزيارة طاجيكستان وأجرى مباحثات رفيعة لتطوير العلاقات سياسيا واقتصاديا وتجاريا وثقافيا وإنسانيا، إلى جانب سبل تعزيز الحوار السياسي، وفق ما نقلته وكالة أنباء طاجيكستان الرسمية.

وناقشت المباحثات إمكانية تعزيز التعاون طويل الأمد بين البلدين وتأسيس مشاريع مشتركة بين البلدين لإنتاج صناعات تنافسية للتصدير، وخصوصا مياه الشرب والفواكه والخضروات.

كما ناقش الطرفان، بحسب الوكالة الطاجيكية، سبل تطوير التعاون في مجال السياحة، وفتح الطيران المباشر بين البلدين، وإمكانية تعزيز العلاقات الثقافية والإنسانية.

ووقع البلدان خلال الزيارة 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وقام سمو الأمير بافتتاح مسجد أبو حنيفة، الأكبر في طاجيكستان ويتسع لـ133 ألفا، وبتم بناؤه بتمويل قطري.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *