سمو الأمير يجري مباحثات خاصة مع البرهان ويدعو لسلام شامل ومستدام في السودان

عقد سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي وصل إلى الدوحة اليوم الخميس في زيارة عمل.

وهذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها البرهان للدوحة منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل الماضي، وجاءت ضمن سلسلة زيارات شملت القاهرة وجنوب السودان ومن المتوقع أن تشمل السعودية والإمارات.

وبحث سمو الأمير خلال جلسته الخاصة مع البرهان أبرز  القضايا التي تهم البلدين، قبل أن يعقدا جلسة مباحثات رسمية، وفق ما أعلنه الديوان الأميري.

وتناولت المباحثات مختلف التطورات في السودان، حيث أطلع رئيس مجلس السيادة سمو الأمير على مستجدات الأوضاع والتحديات التي تواجهها الخرطوم في الوقت الراهن.

دعوة لسلام شامل ومستدام

وجدد الشيخ تميم بن حمد التأكيد على موقف قطر الداعي إلى وقف القتال في السودان وحل الخلاف عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.

كما دعا سموه كافة الأطياف السياسية السودانية إلى تجاوز الخلافات ووقف العمليات العسكرية والانخراط في عملية تفاوض واسعة وصولا إلى اتفاق سلام شامل ومستدام يحقق تطلعات السوادنيين.

وثمن أمير البلاد الجهود الإقليمية والدولية والمساعي الحميدة الهادفة لإنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار في السودان.

وبعد اللقاء، كتب الشيخ تميم بن حمد عبر حسابه على منصة “X”: “سعيد باستقبال أخي عبد الفتاح البرهان، وبمباحثاتنا التي أجريناها لتعزيز علاقاتنا الأخوية الراسخة وتطوير التعاون الثنائي بيننا في مجالات متنوعة، وقد جددت خلالها حرص قطر الدائم على دعم الجهود الرامية لإنهاء القتال الدائر في السودان حفاظا على وحدته وأمنه واستقراره”.

من جهته، عبر البرهان عن شكره وتقديره لسمو الأمير على موقف الدوحة الداعم للسودان حكومة وشعبا، بما يخدم الاستقرار والتنمية فيها.

وقال البرهان في تصريح لقناة الجزيرة إن الجيش يعمل حاليا على هزيمة التمرد وإيقاف معاناة السودانيين، مؤكدا المضي لاستكمال المرحلة الانتقالية وإرساء الحكم المدني.

وتناولت الجلسة أيضا بحث سبل دعم وتنمية العلاقات الأخوية بين البلدين، ومستجدات الأحداث إقليميا ودوليا، وذلك بحضور رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وشارك في الجلسة أيضا رئيس الديوان الأميري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الديوان الأميري، ورئيس جهاز أمن الدولة عبد الله الخليفي، ووزير الدولة بوزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي ووزير المالية علي الكواري، وعدد من كبار المسؤولين.

كما شارك من الجانب السوداني وزير الخارجية المكلف علي الصادق ومدير المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.

وفي وقت سابق اليوم، وصل رئيس مجلس السيادة السوداني إلى الدوحة وكان في استقباله لدى وصوله مطار الدوحة الدولي وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي.

والأسبوع الماضي، التقى البرهان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أول محطاته الخارجية منذ بدء الاشتباكات، وبعدها زار جنوب السودان والتقى الرئيس سلفاكير ميارديت.

ويوم الثلاثاء، قال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في الإحاطة الإعلامية، إن البرهان سيصل الدوحة وإن العلاقات القطرية السودانية اتسمت دائما بالتواصل الدائم، مؤكدا أن زيارات من هذا النوع “ليست أمرا مستغربا”.

ونفى الأنصاري علمه “عن طلب وساطة وجه أو سيوجه إلى قطر”، لكنه جدد موقف قطر الداعي إلى وقف الحرب وإطلاق النار في السودان.

وأعربت الدوحة منذ بدء الأزمة عن موقفها الرافض لاستخدام العنف في الخلافات السياسة ودعت لوقف القتال بشكل فوري وحل المشكلة عبر الحوار وتجنيب المدنيين ويلات الحرب.

ويوم الخميس الماضي، بحثت قوى “الحرية والتغيير– المجلس المركزي” مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة، سبل إيقاف الحرب واستعادة السلام في البلاد.

وثمنت “قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي” التزام قطر بالعمل مع القوى الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي.

وأواخر أغسطس الماضي، أعلنت قوى الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي في السودان أنها ستبدأ سلسلة زيارات خارجية تبدأ بدولة قطر.

ويشهد السودان قتالا محتدما بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل ولم تفلح الجهود الدولية والإقليمية في أحلال السلام حتى الآن.

وأسفرت المعارك عن مقتل نحو 5 آلاف شخص، وفق منظمة “أكليد” غير الحكومية. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن القتال أجبر أكثر من 4.6 ملايين شخص على الفرار وإن أكثر من 700 طفل ينزحون كل ساعة.

وتحاول قطر تقديم مساعدات إنسانية وطبية لدعم المتضررين من القتال الدائر بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والتي أدت لتشريد ونزوح عشرات آلاف السودانيين.

وأعلنت الخارجية القطرية أوائل يوليو الماضي استئناف جسر المساعدات للسودان بعد توقف دام أكثر من شهر.

ووصل حجم المساعدات -التي تقدمها قطر الخيرية وبنك قطر للتنمية- إلى 371 طنا منذ بدء القتال في السودان منتصف أبريل الماضي.

وتأتي هذه المساعدات ضمن جهود قطر لتخفيف تداعيات الأزمة على السودانيين ومساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يعيشها البلد.

وتعهدت قطر بتقديم 50 مليون دولار لدعم السودان، خلال مشاركتها في مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية بالسودان، الذي عقد برئاسة السعودية في يونيو الماضي.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *