سمو الأمير يصل أوزبكستان في مستهل جولة بآسيا الوسطى

وصل سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الاثنين، إلى أوزبكستان في مستهل جولة تشمل أربع دول في منطقة آسيا الوسطى.

وكان الرئيس شوكت ميرضيائيف في مقدمة مستقبلي أمير البلاد لدى وصوله إلى مطار سمرقند الدولي.

وتأتي الجولة تلبية لدعوة قادة هذه الدول التي تمتلك اقتصادات واعدة وفرصا كبيرة للاستثمار في أكثر من مجال.

وبعد أوزبكستان، سينطلق سمو الأمير إلى قرغيزيا ومنها إلى كازاخستان، حيث سيشارك في منتدى أستانا الدولي، قبل وصوله إلى آخر محطات جولته في طاجيكستان.

وسيبحث الشيخ تميم بن حمد مع قادة الدول وكبار مسؤوليها تعزيز التعاون والقضايا المشتركة ومن المتوقع أن يشهد توقيع عدد من مذكرات التفاهم.

وتمثل الجولة جزءا من استراتجية قطر لتنويع اقتصادها عبر ضخ مزيد من الاستثمارات في الاقتصادات الواعدة وهو أمر يتوفر بقوة في منطقة آسيا الوسطى.

أوزبكستان.. فرص واعدة

افتتحت الدوحة سفارة في أوزبكستان خلال مايو الماضي لتوطيد العلاقات التي بدأت في 1997.

وخلال حفل افتتاح السفارة، دعا وزير الاستثمار والصناعة والتجارة الأوزبكي لزيز كودراتوف، إلى إطلاق منتدى أعمال مشترك مع قطر في طشقند أو في الدوحة.

وقال كودراتوف إن بلاده تمتلك موقعا متميزا وسط القارة الآسيوية يجعلها بوابة لـ300 مليون مستهلك، وهي تصدر 60% من إنتاجها الزراعي إلى دول آسيا وروسيا وهو أمر يجعلها وجهة اقتصادية مهمة للدوحة التي تواصل العمل على تعزيز أمنها الغذائي.

تمتلك أوزبكستان أيضا فرصا في مجالات الطاقة والبنوك والأدوية والطعام الحلال، وقد وفرت الكثير من الحوافز الجادة للمستثمرين خلال السنوات الماضية.

وتستفيد الشركات الأوزبكية الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية والبرمجيات من الاستثمار الأجنبي خصوصا في ظل الإصلاحات التشريعية التي تجريها الحكومة.

ولدى أوزبكستان استراتيجيات الاقتصاد الأخضر وخصخصة البنوك الأوزبكية وقوانين الشراكة بين القطاعين العام والخاص، أدت إلى تضاعف الاستثمار الأجنبي في البلاد عشر مرات خلال السنوات الست الماضية.

وأدت الإصلاحات الحكومية الواسعة التي بدأت عام 2017 إلى فتح الاقتصاد وجذب رأس المال الأجنبي، كما إن عدد المستثمرين الذين ينتبهون إليها آخذ في الازدياد.

ووفقا لموقع “يورونيوز”، فقد ضخت الولايات المتحدة 40 مليون دولار في قطاع الزراعة الرقمية وذلك في مشروع “Silverleafe” في سمرقند والذي يعتمد الأتمتة بنسبة 100%.

تقوم حكومة أوزبكستان بتأسيس بنية تحتية متطورة وتحاول جذب مستثمرين أجانب للاستفادة من موارد البلاد الطبيعية وسوق العمل حيث يبلغ عمر 60% من السكان 30 عاما أو أقل.

على مدى السنوات الخمس الماضية، خصص البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير أكثر من 3 مليارات دولار لقطاعات رئيسية داخل الاقتصاد الأوزبكي، تم توزيعها على أكثر من 100 مشروع.

في 12 مايو الماضي، قال ألكيس دراكينوس، مدير قسم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في أوزبكستان، إن إصلاحات قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، واستراتيجية الاقتصاد الأخضر لعام 2030 وخصخصة البنوك المملوكة للدولة، كلها أسباب تدفع الاستثمار من تقدم إلى آخر لأنها ترسل إشارة قوية للمستثمرين الدوليين حول إمكانات أوزبكستان والتزامها بالإصلاح.

إلى جانب ذلك، أصبح المشهد التكنولوجي في أوزبكستان الآن جذابا للغاية للمستثمرين الأجانب، حيث التركيز على التكنولوجيا المالية والأسواق والتجارة والإلكترونية والبرمجيات.

لقد نمت إيرادات الشركات العاملة في هذه المجالات ​ثلاث مرات تقريبا منذ العام 2020 وحتى الآن، ولا يزال هناك المزيد يمكن الوصول إليه، كما يقول كيان زنديه، رئيس الاستثمار في “Sturgeon Capital”، البريطانية، والتي استثمرت نحو 30 مليون دولار في هذه السوق قبل 3 سنوات.

يقول رستم خامداموف، الرئيس التنفيذي لشركة (BILLZ) وهي أول شركة أوزبكية لتأمين الاستثمار، إن فرص على مستثمرين أجانب كانت صعبة جدا قبل خمس سنوات من الآن.

كانت “بيلز” هي أول شركة محلية تعمل مع “Sturgeon Capital”، في مجال تأمين الاستثمارات وقد نجحت في جذب أربع دول.

والآن، يقول خامداموف “أصبح العثور على التمويل أسهل بكثير، كما أن العروض المحتملة أكبر بكثير مما كانت عليه كل هذا يمنحنا فرصا للتوسع والتطوير في المستقبل”.

هناك العديد من الأمور التي تدفع قطر للتفكير بجدية في الاستثمار بهذا البلد الذي يتيح الدخول دون تأشيرة ويفرض ضرائب منخفضة ويمتلك عددا كبيرا من المتعلمين.

وزاد حجم الاستثمار الأجنبي في أوزبكستان بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وتهدف الدولة إلى جذب أكثر من 100 مليار يورو على مدى السنوات الأربع المقبلة، وفقا لوزير الاستثمار والصناعة والتجارة عزيز كودراتوف.

زيارة مهمة

وقال رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني إن قطر مهتمة بتوسيع علاقاتها الاقتصادية مع دول العالم ضمن استراتيجيتها لتنويع إيراداتها.

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء القطرية الرسمية أمس الأحد أن الدوحة عملت خلال السنوات الماضية على توسيع علاقاتها مع دول آسيا الوسطى نظرا لما تمتلكه هذه الدول من فرص اقتصادية واستثمارية مجدية ستعود بفائدة كبيرة على الجانبين.

وأكد الشيخ فيصل على أهمية زيارة أمير البلاد لأوزباكستان وقال إنها دولة تمتلك الكثير كمن الموارد الطبيعية والغاز، ما يفتح المجال للشركات القطرية للاستثمار فيها، فضلا عن إصلاحاتها التشريعية الجاذبة للاستثمار.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *