سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد.. عشرية أولى من الإنجازات

أحيت دولة قطر يوم الأحد الذكرى العاشرة لتولي سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مقاليد الحكم في 25 يونيو 2013، خلفا لوالده.

وحققت قطر خلال السنوات العشر التي قضاها الشيخ تميم بن حمد في الحكم العديد من الإنجازات، وواجهت العديد من التحديات أيضا.

كان تولي الشيخ تميم بن حمد (44 عاما) مقاليد الحكم حدثا غير مسبوق في منطقة الخليج حيث تخلى والده له عن الحكم طوعا، في تقليد جديد بالمنطقة.

انتهج أمير قطر الشاب سياسة متزنة إلى حد كبير في التعامل مع الأزمات ودفع باتجاه تنويع الاقتصاد عبر دخول أسواق جديدة في قطاعات بعيدة عن قطاع الطاقة الذي كان وما زال يمثل حجر زاوية في اقتصادات المنطقة.

وحرص الشيخ تميم بن حمد خلال سنوات حكمه الماضية على تعزيز اهتمام بلاده بقضايا الملسمين والعرب، وسلّط الضوء على قضايا الأمتين في مختلف المحافل الدولية.

وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمة المتحدة العام الماضي، انتقد ازدواجية العالم في التعامل مع الحرب الروسية على أوكرانيا مقارنة بتعامله مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

وتصدر الشيخ تميم قائمة أكثر الشخصيات الإسلامية في العالم عام 2022، وفق كتاب “500 شخصية مسلمة” الذي يصدر سنويا عن المركز الملكي للبحوث الاستراتيجية التابع لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، بالأردن.

ومضى الشيخ تميم بن حمد قدما في تعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار، والاهتمام بالشباب، وشهد العام 2021 انتخاب أول مجلس شورى في تاريخ البلاد.

 

تعزيز الدبلوماسية

كانت أزمة الخليج هي التحدي الأكبر الذي واجهته قطر خلال السنوات العشر الماضية، وقد تعامل سمو الأمير معها بدبلوماسية هادئة حتى تجاوزت البلاد الخلاف سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

وخلال العشرية الأولى للأمير، قادت قطر العديد من الوساطات وحققت خرقا في جدار أزمات كثيرة وكبيرة، وتوسطت في إطلاق سراح العديد من المحتجزين لدى عدد من الدول.

وهذه أبرز نجاحات الدبلوماسية القطرية في عهد الشيخ تميم بن حمد

  • في العام 2014، قادت قطر وساطة مهمة لوقف القتال جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وهي الوساطة التي تكررت لاحقا في أكثر من عدوان.

  • نوفمبر 2015، شهدت الدوحة توقيع اتفاق المصالحة بين قبيلتي التبو والطواري الليبيتين، وهو الاتفاق الذي أنهى عامين من القتال، واستغرق التوصل إليه عاما من المفاوضات.

  • في نفس العام، تمكنت الدوحة من إعادة جنود لبنانيين كانوا محتجزين لدى مقاتلي جبهة النصرة. كما نجحت الدوحة عام 2016 في إطلاق سراح أسرى جيبوتيين كانوا في قبضة إريتريا.

  • في يناير 2017، استضافت الدوحة توقيع اتفاق السلام بين حكومة الخرطوم وحركة “جيش تحرير السودان- الثورة الثانية”، استكمالا لاتفاق سلام دارفور الذي توسطت فيه قطر أيضا عام 2011، وحمل اسم “وثيقة الدوحة للسلام”.

  • عام 2018، بدأت الدوحة وساطة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية وهي المفاوضات التي استمتر عامين وانتهت باتفاق سلام لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في أفغانستان.

  • في مايو 2022، كان رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أول مسؤول خارجي يلتقي زعيم طالبان هيبة الله آخوند زاده، في قندهار لبحث سبل كسر العزلة العالمية المفروضة على الحركة وإعادة الاستقرار لأفغانستان وإنهاء الإجراءات التي اتخذتها طالبان ضد النساء والفتيات فيما يتعلق بالتعليم والتوظيف.

  • في 2021، استضافت الدوحة مباحثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران من أجل إحياء الاتفاق النووي.

  • في يونيو 2023، استضافت الدوحة مباحثات أوروبية إيرانية من أجل إحياء الاتفاق أيضا مع تزايد احتمالات التوصل لتفاهم بين الجانبي.

في أغسطس 2021، لعبت الدوحة دورا محوريا في إجلاء عشرات الآلاف من مطار كابل الدولي بعد الانسحاب السريع للقوات الأجنبية من البلاد.

وخلال عملية الإجلاء التي وصفتها الولايات المتحدة بالتاريخية، أمنت الدوحة عبور أكثر من 70 ألفا من الأفغان ورعايا الدول الأجنبية ووفرت لهم استضافة مؤقتة لحين نلقهم إلى بلادهم أو إلى بلد ثالث.

بعد هذا التدخل الكبير، صوت مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قرار يقدر جهود الدوحة في هذه العملية.

وفي مارس 2022، أعلنت الرئيس جو بايدن قطر حليفا استراتيجيا من خارج حلف الناتو تقديرا لموقفها في أفغانستان.

هناك العديد من النجاحات الدبلوماسية التي حققتها قطر تحت قيادة الشيخ تميم بن حمد، ويمكن تلمسها في حضور قطر القوي بالأمم المتحدة، وافتتاح العديد من المكاتب للمنظمات الأممية أو الدولية في الدوحة.

 

نقلة اقتصادية

كان التطور اللافت في سنوات حكم الشيخ تميم بن حمد، هو التركيز على تعزيز الإنتاج المحلي والسعي لتحقيق اكتفاء ذاتي في العديد من الأمور.

وقد قطعت البلاد شوطا على طريق الاكتفاء الذاتي في العديد من المنتجات الغذائية، ووجه الأمير بوضع جدوال زمنية لتحقيق أهداف تنمية الاقتصاد المحلي.

وهذه هي أبرز النجاحات التي حققتها قطر مؤخرا فيما يخص الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وفق تصريحات سابقة لمدير إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية، يوسف الخليفي.

  • الاكتفاء الذاتي من الخضروات وصل إلى 130% عام 2022 مقارنة بالنسبة المستهدفة والتي كانت 70%.

  • الاكتفاء من اللحوم الحمراء بلغ 18% عام 2022، من أصل 30% تستهدفها الحكومة.

  • الدواجن الطازجة والألبان وصلت إلى 100%.

 

وأولى سمو الأمير اهتماما كبيرا بالقطاع الخاص القطري وذلك بالتزامن من دفع الصندوق السيادي للدولة نحو مزيد من التوسع عالميا.

حاليا، يحتل صندوق قطر السيادي المرتبة عاشرة بين أكبر الصناديق عالميا بـ460 مليار دولار، وقد أعلنت مؤخرا عزمة ضخ مزيد من الاستثمارات في الولايات المتحدة وآسيا.

وفقا للبيانات الرسمية، فقد حققت موازنة قطر فائضا يقترب من 65% خلال العام الماضي، إلى 98 مليار دولار.

وفي قطاع الطيران، أصبحت قطر واحدة من أبرز دول العالم، وقد تمكنت من تسيير عشرات الرحلات إلى العديد من الدول خلال فترة الإغلاق التي فرضتها الجائحة بين 2019 و2020.

وتصدر الخطوط الجوية القطرية قائمة أفضل شركات الطيران في العالم عدة مرات، كما اختير مطار حمد الدولي، كأفضل مطار العالم.

إلى جانب ذلك، افتحتت قطر ميناء حمد الدولي عام 2018، وهو الأكبر بمنطقة الخليج والشرق الأوسط، ليكون بوابة قطرية جديدة على العالم، وبإمكانيات عالمية.

تم إنشاء الميناء على مساحة تتجاوز الـ28 كيلومترا وبتكلفة بلغت 7.5 مليار دولار، وهو واحد من أبرز مشاريع البنية التحتية التي تتبناها رؤية 2030، وهذه أبرز إمكانياته:

  • طاقة تصل إلى 7.5 مليون حاوية نمطية سنويا.
  • المساحة 28.5 كيلومترا مربعا.
  • طول حوض الميناء 4 كيلومترات وعرضه 700 متر وبعمق يصل إلى 17 مترا، ما يعني جاهزيته لاستقبال أكبر سفن العالم.
  • محطة للبضائع العامة بطاقة استيعابية 1.7 مليون طن سنويا ومحطة للحبوب بطاقة مليون طن سنويا، ومحطة استقبال تستوعب نصف مليون سيارة سنويا، محطة استقبال للمواشي، وأخرى لسفن أمن السواحل، ومحطة للدعم والإسناد البحري.
  • الميناء مصمم بطريقة مبتكرة بحيث يكون قابلا للتوسع مستقبلا دون تكلفة كبيرة.

 

يشكل الميناء دفعة قوية للاقتصاد القطري، كونه يحقق جزءا كبيرا من خططها للتحول إلى مركز تجاري إقليمي، ويدعم المخزون الاستراتيجي من الحبوب والغذاء ويزيد التبادل التجاري مع دول العالم المختلفة.

 

توسعة حقل الشمال

يمثل مشروع توسعة حقل الشمال في الجزأين الشرقي والجنوبي وبتكلفة تتجاوز 40 مليار دولار، أكبر مشروع من نوعه في العالم بقطاع الغاز الطبيعي المسال.

خلال السنوات التي حكم فيها الشيخ تميم بن حمد، تصدرت قطر قائمة مصدري الغاز المسال في العالم، وأصبحت رقما صعبا في هذه السوق.

من المنتظر أن يرتفع إنتاج الدوحة من الغاز المسال إلى 126 مليون طن سنيا مع انتهاء التوسعة عام 2027، مقارنة بـ77 مليون طن سنويا حاليا.

وأبرمت قطر عقودا طويلة الأمد لتصدير الغاز المسال إلى دول منها الصين وألمانيا وبنغلاديش، وهي تعمل على بناء 100 ناقلة لتوريد الغاز إلى مختلف عواصم العالم.

 

إنجازات رياضية

كان العقد الماضي هو عقد الحضور القطري البارز في عالم الرياضة، حيث تحول البلد إلى قبلة للعديد من المسابقات والدولية في مختلف الألعاب.

لكن استضافة مونديال كرة القدم عام 2022، كان الحدث الأبرز قطريا وعربيا وشرق أوسطيا، كونها البطولة الأولى في المنطقة.

وخلال البطولة، قدمت قطر صورة مغايرة لتلك التي تحاول بعض دول الغرب ترويجها عن العرب والمسلمين، وقد استغلت الحدث لتعزيز التسامح والتعريف بالإسلام.

الإنجاز الأبرز في كأس العالم كان خلوه التام من أي أحداث عنف داخل أو خارج الملاعب، ناهيك عن وصف الاتحاد الدولي لكرة القدم به بأنه “الأفضل في التاريخ”.

وكان مونديال قطر هو الوحيد تاريخيا الذي يحوز شهادة “آيزو” في إدارة الفعاليات المستدامة.

ولم تتوقف آثار البطولة على مجرد المباريات، حيث عملت الدولة على بناء إرث طويل الأمد للأجيال المقبلة عبر تنظيم المونديال.

وفي طريقها لتنظيم البطولة، أسست قطر في عهد الشيخ تميم بنية تحتية هائلة ومستدامة جعلتها نموذجا في كثير من الأحيان، وأبرزها:

  • مترو الدوحة.

  • مدينة لوسيل التي تعد نموذجا للمدن المستدامة.

  • تعزيز رقمنة العديد من الخدمات.

  • شبكة جسور وطرق حديثة.

     

  • افتتاح حوالي 50 فندقا جديدا إلى جانب العديد من الشواطئ الجديدة.

  • توسعة مطار حمد الدولي لترتفع إلى 58 مليون مسافر سنويا.

ومن المقرر أن تستضيف قطر بطولة كأس العالم لكرة السلة في 2027، وبطولة كأس آسيا اواخر العام الجاري، وبطولة كأس آسيا تحت 20 عاما العام المقبل.

 

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *