دول غربية وعربية تحث إسرائيل على عدم توسيع نطاق الحرب

إطلاق صواريخ - أرشيف
إطلاق صواريخ - أرشيف

دعت العديد من الدول الغربية والعربية إسرائيل إلى ضبط النفس والابتعاد عن تصعيد رقعة الحرب في المنطقة، وتفادي أي شكل من أشكال الرد العسكري على الهجوم الإيراني الأخير.

ورغم تأكيد الولايات المتحدة والدول الأوروبية على دعمها أمن إسرائيل وحق الأخيرة في الدفاع عن نفسها إلا ان التصريحات العلنية والمطالبات غير العلنية تدفع كلها باتجاه منعها من الرد على إيران عسكريا.

وهدد القادة الإسرائيليون برد قوي ووشيك وداخل العمق الإيراني على الهجوم الذي شنته طهران بالمسيّرات والصواريخ مساء يوم السبت، في حين تعهدت طهران برد حاسم على أي استهداف ضدها.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الاثنين التزام الولايات المتحدة بمنع اتساع رقعة الحرب في المنطقة، في حين هدد رئيس أركان الاحتلال هيرتسي هاليفي برد عسكري وشيك.

دعوات دولية لضبط النفس

ودعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وكل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى ضبط النفس.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، على أن منطقة الشرق الأوسط والعالم لا يستطيعان تحمل نشوب أي حرب أخرى.

وجاء ذلك خلال بيان أمام الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأحد، مشددا على أن الوقت قد حان لتهدئة التوترات وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد والتراجع عن حافة الهاوية.

كما حذر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين من أن منطقة الشرق الأوسط، تقف على شفا هاوية، ويجب وقف التصعيد في الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي وطهران.

وقال بوريل للإذاعة الإسبانية: “نحن على حافة الهاوية وعلينا الابتعاد عنها”، معربا عن اعتقاده بأن إسرائيل سترد على إيران، وعن أمله في ألا يؤدي ذلك إلى مزيد من التصعيد بين الطرفين.

حلف الناتو

واستنكر حلف شمال الأطلسي (الناتو) التصعيد الإيراني، داعيا إلى ضرورة ضبط النفس، على لسان “فرح دخل الله” المتحدثة باسمه، التي قالت في بيان، إنه من الضروري ألا يصبح النزاع في الشرق الأوسط خارجا عن السيطرة.

وحث وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون، اليوم الإثنين، الاحتلال الإسرائيلي على عدم التصعيد، وقال إن خطوة إيران فشلت تقريبا وإن التركيز يجب أن ينصب على التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريح تلفزيوني، خص به قناة “بي.أف.أم”، إن باريس ستقوم بكل ما في وسعها لتفادي التصعيد في الشرق الأوسط”، عقب الهجوم الإيراني على إسرائيل.

بدوره، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس إيران من شن هجمات جديدة على إسرائيل، ونصح إسرائيل نفسها بالمساعدة في تهدئة التوترات.

وقال شولتس في مؤتمر صحفي من شنغهاي “إن هجوم إيران على إسرائيل لم يسبق له مثيل، وما كان يجب أن يحدث، مضيفا “أريد أن أكرر تحذيري: يجب ألا يكون هناك المزيد من مثل هذه التصرفات من طرف إيران”

روسيا وتركيا والصين

ودعت روسيا يوم الأحد جميع الأطراف إلى ضبط النفس، لكنها أضافت أن التوتر سيظل مرتفعا لحين حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن الهجوم الإيراني “نعبر عن قلقنا البالغ إزاء تصعيد خطير آخر في المنطقة, وندعو جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس”.

وأشارت روسيا إلى أن طهران قالت إن الهجوم جاء في إطار حق الدفاع عن النفس بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق والذي نددت به موسكو. ولم تندد روسيا بالهجمات الإيرانية على إسرائيل.

وأعربت كل من الصين وتركيا عن قلقهما العميق من الهجوم، وطالبتا الأطراف بالهدوء وضبط النفس لتفادي التصعيد.

قطر

وبحث سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد تطورات الأوضاع في المنطقة والعالم، وذلك خلال اتصال جرى أمس الأحد.

وأكد الزعيمان خلال الاتصال على أهمية خفض التصعيد بكافة أشكاله في المنطقة وتجنب اتساع رقعة الصراع في المنطقة.

كما أكدا أيضا على أهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وصولا لتحقيق حل دائم ونهائي للقضية الفلسطينية بما يحقق السلام الدائم والشامل في المنطقة.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by منصة مشيرب -Msheireb Platform (@msheirebqa)

مجلس التعاون الخليجي

من جهته، أكد مجلس التعاون الخليجي في بيان صدر صبيحة الأحد، على ضرورة ضبط النفس والحفاظ على استقرار المنطقة والعالم، وذلك بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل.

وشدد الأمين العام للمجلس جاسم البديوي في بيان على ضرورة تحلي جميع الأطراف بأقصى درجات ضبط النفس لمنع أي تصعيد إضافي يهدد استقرار المنطقة.

مصر

وحذرت مصر من خطر التوسع الإقليمي للنزاع. وطالبت على على لسان وزير خارجيتها، بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وأكدت على محاولتها احتواء الوضع عبر الاتصال المباشر مع جميع أطراف النزاع.

الأردن

ودعا “مهند مبيضين” وزير الاتصال الأردني المتحدث باسم الحكومة الأردنية  الأطراف إلى عدم التصعيد حتى لا يتحول الصراع إلى حرب إقليمية.

وأعربت كل من السعودية والعراق و الكويت عن القلق جرّاء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته

الموقف الأمريكي

بدوره، أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي على إيران.

جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الاأمريكية
جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الاأمريكية

وبعد الهجوم أكد بايدن أن الولايات المتحدة ستوفر دعما ثابتا لإسرائيل في مواجهة أي هجوم، لكنه حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصال أجراه معه ليلة الهجوم بألا يسعى للرد.

وفي حين نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين إسرائيليين أن الرد الإسرائيلي على الهجوم حتمي وسيكون كبيرا في عمق إيران، إلا أن التسريبات تؤكد عدم رغبة واشنطن في هذا السيناريو.

وتقول صحيفة أوبزرفر البريطانية إن مصير المنطقة كلها “معلّقٌ في الهواء”، بسبب تفكير إسرائيل في الرد.

أما موقع “بوليتيكو”، فقال إن الهجوم الأخير نقل الحرب بين إيران وإسرائيل من الظل إلى العلن وتجاوز حرب الوكالة إلى المواجهة المباشرة، مؤكدا أن المنطقة قد تواجه تصعيدا كبيرا في حال رد إسرائيل على الهجوم.

كما تحدثت صحيفة “تليغراف” عن احتمالات للرد الإسرائيلي الذي قد يشمل شن غارات جوية على قواعد عسكرية أو مقار حكومية، أو ضربات على مقر الحرس الثوري أو أماكن وجوده حول إيران.

تحذيرات غربية سرية لإسرائيل

وقال زعماء مجموعة السبع إنهم سيعملون على تجنب المزيد من التصعيد في المنطقة وطالبوا إيران ووكلاءها بوقف هجماتهم.

وتتماشى هذه التحذيرات الغربية السرية لإسرائيل من مغبة التصعيد مع ما قاله الخبير العسكري اللواء فايز الدويري بشأن خلق إيران قواعد جديدة للردع بينها وبين إسرائيل.

فقد أكد الدويري في مقابلة مع الجزيرة ليلة الهجوم أن إيران أوصلت رسالة بأنها سترد على أي هجوم إسرائيلي يطال أراضيها بهجوم يطال الأراضي المحتلة مباشرة وليس في مكان آخر.

وأشار إلى أن لدى إيران أنظمة صواريخ فرط صوتية يمكنها بلوغ إسرائيل في أقل من 15 دقيقة لكنها ربما احتفظت بها لاستخدامها في حالة أي تصعيد محتمل من جانب تل أبيب.

وقال رئيس أركان الاحتلال إن الرد قادم فيما قالت وسائل إعلام عبرية إنه سيكون “حكيما”.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *