المشاركون في اجتماع جدة يتفقون على مواصلة التشاور بشأن أوكرانيا

أنهى مسؤولون في عشرت الدول والمنظمات اجتماعا في مدينة جدة السعودية بشأن الحرب في أوكرانيا، واتفقوا على مواصلة التشاور بحثا عن أرضية مشتركة للسلام.

وجرى الاجتماع يوم السبت بحضور مستشاري الأمن القومي لدول بينها الولايات المتحدة لبحث وجهات النظر بشأن وقف الحرب.

وكان مقررا أن يستمر الاجتماع يومين وفق ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال أواخر يوليو، لكن وسائل إعلام سعودية رسمية أكدت انتهاءه مساء السبت.

ويوم الأحد، قالت وكالة واس السعودية إن المجتمعين اتفقوا على مواصلة التشاور وتبادل الآراء وصولا إلى ما يمكنه الإسهام في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق أمام عملية السلام المأمولة.

ولم يحضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الاجتماع الذي ترأسه وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان.

وقالت وكالة واس المشاركين في اللقاء اتفقوا على ضرورة الاستفادة من المقترحات التي جرى بحثها يوم السبت والتي وصفتها بالإيجابية.

وغابت روسيا عن الاجتماع لكنها قالت إنها ستتابعه عن كثب لاستيضاح أهدافه، فيما أكدت الخارجية الروسية أن الرياض أبلغت موسكو بأنها ستطلعها على النتائج.

وعبر المشاركون عن شكرهم للمملكة العربية السعودية التي استضافت اللقاء كجزء من جهود ولي العهد لإنهاء الأزمة، بحسب واس.

وشارك في الاجتماع ممثلون عن الأرجنتين، أستراليا، البحرين، البرازيل، بلغاريا، كندا، تشيلي، الصين، جمهورية القمر، التشيك، الدنمارك، مصر، إستونيا، المفوضية الأوروبية.

كما حضر المجلس الأوروبي، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المملكة الأردنية، الكويت، لاتفيا، ليتوانيا، هولندا، إضافة إلى النرويج، بولندا.

وشارك أيضا قطر، كوريا، رومانيا، سلوفاكيا، جنوب أفريقيا، إسبانيا، السويد، تركيا، أوكرانيا، الإمارات، المملكة المتحدة، الأمم المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية.

صيغة سلام مقبولة

لم يحظ اجتماع جدة بالزخم السياسي الذي توقعته أوكرانيا على ما يبدو، لكن وول ستريت جورنال قالت يوم الأحد إن المشاركين اتفقوا على إيجاد “صيغة سلام مقبولة”.

وقبيل انطلاقه، وصف مسؤولو كييف الاجتماع بأنه هام جدا فيما اعتبرته المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا فرصة للتحقق من عدم جدوى مبادرة الرئيس الأوكراني للسلام.

وسبق أن استضافت مدينة كوبنهاغن الدنماركية اجتماعا مماثلا في يونيو الماضي ولم يصدر عنه بيان رسمي أيضا.

ولا تبدو هذه اللقاءات قادرة على وقف القتال الدائر منذ عام ونصف ولا حتى على بدء مفاوضات جادة بين طرفي النزاع، لكنها تبقي محاولات الحل السياسي قائمة.

وشهدت المعارك تصعيدا كبيرا تزامنا مع الاجتماع حيث قصف الأوكران سفينة روسية في البحر الأسود فيما رد الروس بقصف منشآت صحية وعسكرية في كييف.

وتسعى الرياض لتمرير مقترح بإنشاء مجموعات عمل لبحث قضايا محددة تتعلق بهذه الحرب التي تركت تداعيات كبيرة على العديد من المناطق حول العالم.

ومن بين الأمور التي تحاول السعودية تشكيل لجان لمتابعتها -بحسب وول ستريت جورنال- تأثير الحرب على العالم ومسألة السلامة النووية والتداعيات البيئة والغذائية للحرب.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ودبلوماسيين، أن هناك توافقا على عقد اجتماع آخر بشأن أوكرانيا بعد التقدم في محادثات جدة.

وقال دبلوماسيون: إن هناك قبولا واسعا لتبني فكرة أن المبادئ الأساسية للقانون الدولي، مثل احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، يجب أن تكون في صميم محادثات السلام المستقبلية بين أوكرانيا وروسيا”.

وأوضح مسؤول أمريكي أن كثيرا من الفضل يعود للمضيفين السعوديين في المشاركة الدبلوماسية الأخيرة.

وبينت الصحيفة أن الاختلاف الأكبر بين اجتماعات كوبنهاغن وجدة هو الحضور، فقد بلغ عدد المشاركين في الأخيرة أكثر من الضعفين.

وكان إيهور جوفكفا نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، أعرب عن “عدم القدرة على الحديث عن الأمن العالمي أو المنطقة دون مراعاة مواقف الدول القيادية”.

وفي تصريحات لشبكة بلومبرغ الأمريكية، تساءل جوفكفا عن “كيفية الحديث عن السلام مع روسيا دون إشراك دول الجنوب العالمي”.

وقال المسؤول الأوكراني إن بلاده تريد من اجتماع جدة “تحديد صياغة مقبولة للجميع” على كل نقطة من النقاط العشر التي تضمنتها خطة السلام الأوكرانية، والتي طرحها زيلينسكي في ديسمبر الماضي.

وتشمل النقاط العشر من الخطة “الدعوة لحماية إمدادات الأغذية والطاقة”، و”السلامة النووية” و”الإفراج عن كل الأسرى”.

كما تشمل النقاط “سحب القوات الروسية ووقف العمليات القتالية وإعادة الحدود بين أوكرانيا وروسيا لسابق عهدها”.

واستبعد دبلوماسيون غربيون في تصريحات لوكالة رويترز الموافقة على جميع النقاط العشر الواردة في صيغة زيلينسكي للسلام خلال المحادثات.

وكان الرئيس الأوكراني أعرب، الأربعاء، عن أمله في أن تؤدي المبادرة إلى “قمة سلام” يحضرها قادة من حول العالم في فصل الخريف المقبل لدعم المبادئ، استنادا إلى صيغته الخاصة لتسوية النزاع.

وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، إن المشاركين في اجتماع جدة أجروا مشاورات “مثمرة للغاية” بشأن المبادئ الأساسية التي ينبغي أن يُبنى عليها سلام عادل ودائم.

وأضاف يرماك الذي ترأس وفد بلاده في اجتماعات جدة، في بيان، أن وجهات نظر مختلفة ظهرت خلال المحادثات في السعودية.

ووصف يرماك لقاء جدة بأنه كان “حوارا صريحا ومنفتحا جدا”، حيث تمكن خلالها ممثلو كل بلد من التعبير عن موقفهم ورأيهم.

في المقابل، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، لوكالة “تاس”، إن موسكو ستناقش نتائج مشاورات جدة بشأن أوكرانيا مع الشركاء في “بريكس” الذين شاركوا في الاجتماع.

وأوضح ريابكوف أن موسكو ستتبادل وجهات النظر مع الشركاء في بريكس الذين تمت دعوتهم للاجتماع.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *