القحطاني: فض النزاعات سلميا خيار قطري استراتيجي

قال السفير مطلق بن ماجد القحطاني، أن المساعي الحميدة والوساطة وتسوية المنازعات بالطرق السلمية تعد خيارا استراتيجيا وركنا أساسيا في سياسة دولة قطر الخارجية، مؤكدا أن سمو الأمير عازم على المضي قدما في نهج حل الخلافات عبر الحوار.

وأضاف القحطاني في حوار مع وكالة الأنباء القطريةقنا“، اليوم الاثنين، إن دولة قطر تولي أهمية كبيرة في سياستها الخارجية لمبدأ توطيد السلم والأمن الدوليين.

وأكد أن سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لديه إرادة قوية وإيمان راسخ بأهمية وضرورة المضي قدما في نهج الوساطة وبذل المساعي الحميدة بما يعزز الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي، ويرسخ مكانة قطر عالميا.

كما أكد القحطاني اكتساب الدوحة خبرة تراكمية تمتد لأكثر من ربع قرن في مجال الوساطة والمساعي الحميدة، وهو ما رسخ سمعتها ومكانتها إقليميا ودوليا كوسيط نزيه ومحايد حريص على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وقال إن قطر اكتسبت بتجربتها وخبرتها ثقة المجتمع الدولي وأصبحت وسيطا مقبولا ومرحبا به، وذلك في ضوء نهجها في الوساطة المتفق مع أحكام القانون الدولي.

وتتمسك قطر أيضا بحسب القحطاني بمبادئ الشفافية والمصداقية والحياد والمحافظة على سرية المفاوضات والحرص على المهنية العالية خلال العمل مع مختلف الأطراف المعنية.

 

لا أجندات خاصة ولا نفرض نفسنا

وأضافليست لدولة قطر أي أجندة سياسية خفية ولا تبحث عن الشهرة الإعلامية عند القيام بدورها كوسيط لحل النزاعاتفهذه الجهود نابعة من حرصنا على بناء السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم“.

وتابعنحن في منطقة تشهد الكثير من الصراعات والتوترات، ولدينا إيمان راسخ بأهمية دور الوساطة لتسوية النزاعات وبذل المساعي الحميدة لحل الخلافات لتجنب وقوع الصراع وما يترتب عليه من تكاليف بشرية واقتصادية وتنموية“.

وقال القحطاني إن قطر لا تفرض نفسها وسيطا في حل أي صراع أو في معالجة أي أزمة دون موافقة أطرافها، مضيفاهذه المسألة تتعلق بسيادة الدول ولا تقوم دولة قطر بدعوة نفسها للتدخل دون موافقة أطراف الصراع“.

كما لفت إلى أن المحافظة على سرية المفاوضات مبدأ أساسي تلتزم به الدولة، قائلا “هناك الكثير من الوساطات التي قامت بها دولة قطر وتقوم بها حاليا لم يتم الإعلان عنها وهو ما جعل من دولة قطر وسيطا موثوقا ومرحبا به في الكثير من النزاعات“.

ولفت إلى أن فشل أي وساطة بعد أي اتفاق لا يعود إلى الوسيط وإنما للفرقاء أنفسهم، مؤكدا أن “ما يجري بعد الاتفاق من نجاح أو فشل هو مسؤولية أطراف النزاع ودور الوسيط يبقى في إيصال أطراف الاتفاق إلى تسوية للصراع“.

وأشار القحطاني إلى “التحديات الخارجيةالتي تواجه المفاوضات أحيانا، والمتمثلة في سعي بعض الأطراف الخارجية إلىإفشال المفاوضات“.

كما شدد على أن دولة قطر تعمل في إطار شراكات إقليمية ودولية مع إشراك مختلف الأطراف ذات الصلة بغية الوصول إلى توافق إقليمي ودولي بشأنه، وهو ما يضمن نجاح الوساطة واستدامتها“.

وتطرق القحطاني إلى عدد من الأزمات التي ساهمت الوساطة القطرية في حلها سواء على مستوى الدول أو على مستوى كيانات ومجموعات سياسية، وكذلك الجهود الراهنة في بعض الملفات الإقليمية والدولية.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *