السفينة نوتيكا تبحر لنقل النفط من على متن خزان صافر اليمني

أبحرت السفينة “نوتيكا” من جيبوتي اليوم السبت باتجاه البحر الأحمر لنقل مليون برميل نفط من على متن حزان صافر المتوقف على ساحل اليمن، وفق ما أعلنه منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي.

وقال غريسلي في تغريدة على تويتر إن عملية نقل مليون برميل نفط من الخزان المتهالك المتوقف على ساحل اليمن الغربي منذ 8 سنوات، ستبدأ الأسبوع المقبل.

وأضاف: “يسعدني أن أكون على متن السفينة (البديلة) وبداية نقل النفط الأسبوع المقبل”، دون مزيد من التفاصيل.

وأعلنت الأمم المتحدة في مارس الماضي شراء سفينة لنقل النفط الخام من على متن “صافر”، بعد حصولها على تمويلات كافية من المانحين.

وتعود ملكية سفينة “صافر” لشركة النفط اليمنية الحكومية “صافر لعمليات إنتاج واستكشاف النفط”، وكانت قبل اندلاع الحرب في 2014 تستخدم لتخزين النفط الوارد من الحقول المجاورة لمحافظة مأرب (وسط البلاد) وتصديره.

 

تهديد خطير

وبسبب عدم خضوعها لأعمال صيانة منذ عام 2015، أصبحت السفينة تمثل تهديدا خطيرا على المنطقة بسبب النفط الخام والغازات المتصاعدة.

وتحمل السفينة أكثر من 1.1 مليون برميل نفط، وهو ما يجعلها عرضة لخطر التسرب أو الانفجار أو الحريق. وتقف “صافر” قبالة ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين.

وبنيت “صافر”، وهي عبارة عن منصة عائمة من باخرة ضخمة، للتعامل مع مشكلة ضحالة الشواطئ اليمنية في البحر الأحمر والتي لا يمكن لناقلات النفط المجيء إليها.

وترتكز المنصة وسط البحر في المياه العميقة وتتصل بالميناء عبر أنبوب نفط، فيما يصل النفط عبر أنبوب “مأرب-رأس عيسى”، الذي يجلب الخام إلى المنطقة.

وقالت الأمم المتحدة إن عملية تفادي التسرب النفطي في البحر الأحمر، التي تنسقها الأمم المتحدة، بدأت في 30 مايو الماضي مع وصول خبراء من شركة إنقاذ رائدة على الصعيد العالمي إلى موقع خزان النفط العائم.

ولفتت المنظمة الدولية عبر موقعها على الإنترنت إلى أن خزان صافر سيظل يشكل تهديدا للبيئة، حتى بعد تفريغه مت حمولته؛ بسبب الزيت اللزج الذي سيتبقى فيه وخطر انهياره المتواصل.

وأكدت أن هناك حاجة ماسة إلى تمويل إضافي لسحبه بأمان لإعادة تدويره بشكل أخضر ومستدام وضمان التخزين الآمن للنفط.

وكانت الأمم المتحدة بحاجة لنحو 145 مليون للبدء بعملية تفريغ الخزان، وقالت نهاية يوليو إنها جمع 115 مليونا من المتبرعين والدول المانحة، وإنها بحاجة لـ 28 مليونا أخرى.

وتحمل الناقلة أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت من ناقلة إكسون فالديز، وهي مرشحة لتصبح خامس أكبر تسرب لخزان نفطي في التاريخ.

وحذرت الأمم المتحدة مرارا من أن نتائج تسرب النفط من الخزان ستكون كارثية على الموارد البيئية والإنسانية والاقتصادية في سواحل بلدٍ دمرته الحرب لأكثر من سبع سنوات.

وقالت المنظمة إن تسرب النفط من خزان النفط العائم صافر سيؤدي إلى تدمير الشعاب المرجانية وأشجار المنغروف الساحلية وغيرها من الحياة البحرية في البحر الأحمر.

وأضافت “سيصبح الملايين من البشر عرضةً للتلوث الهوائي. كما ستنعدم سبل نقل الغذاء والوقود والإمدادات الحيوية لليمن، في بلد يحتاج فيه 17 مليون شخص إلى المساعدات الغذائية”.

وأكدت أيضا أن الأثر على المجتمعات الساحلية “سيكون بالغ القسوة، لأن مئات الالاف من العاملين في مجال الصيد سيفقدون مصادر أرزاقهم بين ليلة وضحاها”.

وسيستغرق الأمر أكثر من 25 عاما لاسترداد مخزون الأسماك في حال لم يتم إنقاذ الخزان ونقل النفط، وتُقدر تكاليف تنظيف تسرب النفط من صافر بـ20 مليار دولار، بحسب الأمم المتحدة.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *