“إسرائيل” تواصل عدوانها على جنين.. والمقاومة تتوعد

"إسرائيل" تواصل عدوانها على جنين.. والمقاومة تتوعد
"إسرائيل" تواصل عدوانها على جنين.. والمقاومة تتوعد

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على جنين بالضفة الغربية المحتلة، فيما أعلنت السلطة الفلسطينية وقف التعامل مع “تل أبيب” وتخفيض العلاقات مع واشنطن.

وبدأت قوات الاحتلال يوم الاثنين هجوما واسعا على مدينة جنين ومخيمها واستخدمت المروحيات الحربية والجرافات العسكرية.

ودفعت حكومة الاحتلال صباح الثلاثاء بمزيد من التعزيزات العسكرية لاقتحام المخيم، وقال مسؤولون إن العملية مستمرة “حتى تجتث المقاومة”.

ونزح آلاف الفلسطينيين من المدينة بعدما بسبب استهداف نيران الاحتلال للمنازل، وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه أجلى قرابة 3 آلاف من سكان المخيم.

 

بوادر اقتحام

وتقدمت العديد من الآليات والجرافات العسكرية باتجاه عدد من محاور مدخل مخيم جنين الشرقي تمهيدا لاقتحامه بشكل كامل على ما يبدو.

وقالت وسائل إعلام إن أفراد المقاومة يحولون دون اقتحام المخيم حتى الآن، فيما قالت المقاومة إنها أوقعت إصابات في صفوف جنود الاحتلال.

وخلال الساعات الماضية، توعدت المقاومة بالرد على عدوان الاحتلال الذي يعتبر الأكبر منذ 2022، وإن “تل أبيب” ستدفع ثمنا باهظا حال اقتحام المخيم.

وقالت المقاومة داخل المخيم إنها استخدمت عبوات ناسفة تستخدم لأول مرة صد مركبات الاحتلال العسكرية، وأسقطت مسيرات كانت تستهدف المنازل.

وقالت حكومة الاحتلال إنها تتحسب لإطلاق صواريخ من جانب المقاومة المتمركزة في قطاع غزة.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان إلى 10 شهداء وأكثر من 100 جريح، فيما قالت وسائل إعلام عبرية إن جنديا أصيب في تبادل لإطلاق النار داخل المخيم.

ونقلت وكالة رويترز صورة تظهر نقل جنود إسرائيليين مصابين على متن مروحية عسكرية.

في غضون ذلك، قال جيش الاحتلال إنه عثر خلال العملية على ثلاثة معامل تحتوي على نحو 300 عبوة ناسفة ووسائل تصنيع متفجرات في جنين.

وأضاف أنه هاجم نحو 20 هدفا في أنحاء المدينة ومخيمها، وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن 15 غارة جوية نفذت على مناطق متفرقة في جنين، وإن عشرات الفلسطينيين جرى اعتقالهم.

وقال رئيس بلدية جنين نضال عبيدي في تصريحات لقناة الجزيرة إن تشريد مئات السكان يؤشر على نية الاحتلال تنفيذ اقتحام كامل وإنه يسعى لتقليل عدد القتلى.

وأضاف عبيدي أن جيش الاحتلال يتعمد هدم المنازل في المخيم بعد تشريد أعداد من الأهالي، واصفا الدمار في المخيم بـ”الكبير”.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات الاحتلال أرغمت مئات من أهالي مخيم جنين على مغادرته، تحت تهديد قصف منازلهم.

ونقلت الوكالة عن شهود عيان أن الاحتلال أجبر مئات المواطنين على إخلاء منازلهم قرب دوار الحصان، وأنه طالبهم بالخروج من البيوت عبر مكبرات الصوت.

وقصفت مروحيات الاحتلال الحربية منازل في المخيم فجر الاثنين كما قدمت الجرافات العسكرية عددا آخر من المنازل.

قطر تدين اقتحام “جنين” وتدعو العالم لوقف جرائم الاحتلال

الأكبر منذ عقدين

ووفقا لوسائل الإعلام العبرية فإن العملية الجارية هي الأكبر منذ عملية “السور الواقي” التي جرت عام 2002.

وقال الإعلام العبري إن العملية يجري التخطيط لها منذ عام، وإنها أقرت قبل عشرة أيام.

من جهته، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن جنين أصبحت “ملجأ للأرهابيين” خلال الشهور الماضية، وإن الجيش يضع حدا نهائيا لهذا الأمر.

ووفقا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” فإن نحو ألف من جنود الاحتلال سيبدؤون المرحلة الثانية من العملية خلال ساعات.

وقالت وسائل إعلام عبرية إن قوات من النخبة تشارك في العدوان منذ بدايته.

وقف التعامل مع “إسرائيل”

في غضون ذلك، أعلنت السلطة الفلطسينية وقف التعامل مع حكومة الاحتلال ومواصلة وقف التنسيق الأمني، وقال الرئيس محمود عباس إن “إسرائيل” تقوم بتهجير سكان المدينة.

وطالب عباس المجتمع الدولي بتدخل عاجل لإرغام الاحتلال على وقف تهجير سكان المخيم.

وقال الهلال الأحمر إنه أجلى نحو 3 آلاف من السكان فيما نفت حكومة الاحتلال أنها تقوم بعمليات تهجير.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن الرئيس عباس أن ما يحدث هو جريمة جديدة تضاف لجرائم الاحتلال المتواصلة منذ 1948.

وقال عباس إن تعامل العالم بازدواجية مع الاحتلال وعدم محاسبته يشجعه على المضي قدما في تنفيذ جرائمه بحق الفلسطينيين.

وأعلنت السلطة وقف كافة الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي ومواصلة وقف التنسيق الأمني.

ودعت السلطة الأمناء العامين لاجتماع طارئ للتوافق على رؤية وطنية شاملة وتوحيد الصف لمواجهة العدوان.

وأوقفت السلطة أيضا “تفاهمات العقبة وشرم الشيخ”، وقالت إنها أصبحت بلا جدوى ولم تعد قائمة بسبب عدم التزام الاحتلال بها.

وقالت سلطة رام الله إنها ستتوجه فورا إلى مجلس الأمن الدولي لتنفيذ قراره رقم 2334 وقرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف الإجراءات الأحادية.

وأوضحت السلطة أنها ستتطالب بفرض عقوبات على دولة الاحتلال، وستدعو المحكمة الجنائية الدولية على التعجيل في البت بالقضايا المحالة إليها.

دعم أمريكي وتنديد عربي

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة دعمها ما وصفته بـ”حق إسرائيل في الدفاع عن شعبها ضد حركتي حماس والجهاد الإسلامي والجماعات الإرهابية الأخرى”.

وقالت الخارجية الأمريكية “إن من الضروري اتخاذ كافة الاحتياطات الممكنة لمنع وقوع خسائر في أوراح المدنيين”.

وأضافت أنها تتلقى تقراير عن الأحداث وتراقب الوضع عن كثب، وقالت إن ما يحدث يتطلب تعاون قوات الأمن الفلسطينية مع قوات الاحتلال.

ونددت دول عربية بينها قطر ومصر والكويت والإمارات بعدوان الاحتلال واعتبرته استمرارا للجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين العزل، وانتهاكا صارخا وسافرا للقانون الدولي.

وتواترت أنباء بشأن اتصالات مكثفة تجريها القاهرة مع “تل أبيب” لوقف العدوان من أجل تجنب وقوع مواجهة مباشرة مع المقاومة.

ونقلت قناة “الشرق للأخبار” عن مصادر أن الجانب المصري أكد خلال الاتصالات رفضه الخروقات التي يقوم بها الاحتلال والتي تتناقض مع تم الاتفاق عيه في الاجتماعات الأمنية التي جرت في شرم الشيخ والعقبة.

ودانت الخارجية المصرية في بيان ما يقوم به الاحتلال، وأعلنت رفض القاهرة للاستخدام المفرط للقوة والعنف، ولمواصلة انتهاك القانون الدولي.

ومن المقرر أن تعقد جامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء، اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة، لبحث العدوان.

المقاومة تحذر

وهددت المقاومة بالدخول على خط المواجهة وقالت إنها ستقوم بواجبها تجاه شعبها، مؤكدة أن ما يقوم به الاحتلال لن يمر دون ثمن.

وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إن ما يحدث في جنين مذبحة وإن المقاومة وسرايا القدس ستقوم بواجبها لوقفها.

كما قال الأمين العام للحركة محمد الهندي إن العدوان على جنين يعكس المأزق الكبير الذي تمر به دولة الاحتلال.

وقال الهندي في تصريحات إن المقاومة موحدة ولديها بعض الإمكانيات وإرادة التصدي للعدوان.

أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فقالت في بيان إن العدوان سيفشل وإن نتنياهو وحكومته يتحملان مسؤولية ما يحدث.

وقالت الحركة إن الاحتلال لن يحسم المعركة ضد المقاومة، مؤكدة أن الفلسطينيين سيواصلون نضالهم.

وقال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إن ما يجري حاليا “سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة في كافة الاتجاهات”.

وأضاف هنية أن الشعب ومقاومته “يعرفان كيفية الرد على هذا العدوان البربري”.

وفي السياق، قال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري إن “إسرائيل” ستواجه ردا شاملا لا تتوقعه في حال تخطت الخطوط الحمر في مخيم جنين.

حالة اللعب: صعد الجيش الإسرائيلي خلال العام الماضي من غاراته في جنين ، حيث تقول إسرائيل إنه تم التخطيط لشن عدة هجمات ضد مواطنين إسرائيليين. كما يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بغارات شبه يومية على مدن وبلدات فلسطينية أخرى.

وقتلت قوات الاحتلال 130 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية خلال العام الجاري، وفق ما نقله موقع “أكسيوس” الأمريكي عن الأمم المتحدة.

وسقط أطفال ومدنيون بين القتلى رغم سقوط عدد من أفراد المقاومة، وقتلت قوات الاحتلال الشهر الماصي عدة فلسطينيين بينهم طفلان في غارة بمسيرات مسلحة على جنين.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *