دمار غير مسبوق.. إسرائيل تقتل وتصيب مئات الفلسطينيين لتخليص 4 أسرى

أحد السكان يحمل جريحا سقط خلال العملية

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس السبت أكثر من 210 فلسطينيين وأصابت 400 آخرين على الأقل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة خلال عملية استعادة أربعة أسرى.

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية نصرا تاريخيا ووصف العملية بالمعقدة في حين أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن سعادته بالعملية.

لكن العملية التي شاركت فيها قوة أمريكية أدت لتدمير المنطقة على رؤوس ساكنيها فضلا عن إزهاق أرواح 210 مدنيين بسبب القصف العنيف جدا الذي رافق العملية.

لقد انطلقت العملية من الرصيف البحري الذي قالت واشنطن إنها أقامته لإيصال المساعدات، واختبأت القوة التي نفذتها داخل سيارة مساعدات وعندما بدأ الهجوم قامت المدفعية والطيران الإسرائيلي بدك المنطقة، كما يقول شهود عيان.

 

مهمة صعبة

وبعد ساعات من الاشتباكات، تمكنت القوة من استعادة الأسرى الأربعة بعد تدخل سلاح الجو وإنزال طائرة مروحية، وخلّفت وراءها دمارا لا يمكن تصوره حسب وصف صحيفة “واشنطن بوست“.

وقال جيش الاحتلال إن قواته العسكرية والبحرية والجوية وفرت الغطاء لفريق الإنقاذ الذي نفذ العملية.

ووفقا للصحيفة الأمريكية فقد تركت العملية بعض الجرحى الذين أصيبوا بجروح خطيرة وبعضهم فقد أطرافه في المخيم الذي لم يعد فيه أي إمكانية لتقديم الدعم الطبي لهؤلاء الجرحى.

وقال مسؤولو الصحة في القطاع إن الكثير من الجرحى لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفيات، وحتى لو تمكنوا فإن الوضع الصحي المنهار بسبب العدوان الإسرائيلي لن يقدم لهم الكثير.

جانب من الدمار الذي خلفته عملية استعادة الأسرى الـ4 في النصيرات

وقال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح خليل الدغران في مؤتمر صحفي، أمس السبت، إن إسرائيل ارتكبت مجزرة في النصيرات، مضيفا “في هذه الحالة الرهيبة.. المستشفى لا يمكنه استيعاب عدد القتلى والجرحى لأنه مكتظ بالجرحى منذ أسابيع”.

ووفقا لرامي الشرفي، وهو طبيب في مستشفى العودة، فقد استهدفت المروحيات كل من يتحرك في ساحة المستشفى، ومنع الجيش سيارات الإسعاف من مغادرة المستشفى أو العودة إليه أثناء المداهمة.

 

قادة إسرائيل يشيدون بالعملية

وأشاد وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت يوم السبت بالعملية ووصفها بأنها “واحدة من أكثر العمليات البطولية والاستثنائية التي شهدتها على مدار 47 عاما من الخدمة العسكرية”.

ونقلت واشنطن بوست عن إحدى النازحات في مخيم دير البلح قولها “لقد شعرنا بالرعب 100 مرة بسبب القصف.. هؤلاء الناس على استعداد لحرق العالم كله للحصول على الشخص الذي يريدونه”.

وفي حين يعتبر النظام الصحي في القطاع في حالة موت سريري، اجتاح طوفان من الجرحى المستشفيات يوم السبت، وأظهرت صور ومقاطع فيديو عشرات المصابين والجثث الملقاة على أرضية مستشفى شهداء الأقصى.

وقال الدغران إن المستشفى كان يعمل بمولد واحد فقط ويواجه خطر الخروج من الخدمة على الفور، وناشد السكان القريبين للتبرع بالدم لإنقاذ حياة الجرحى، كما دعا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والعاجل لإنقاذ مستشفى الأقصى.

جانب من الدمار الذي خلفته عملية استعادة الأسرى الإسرائيليين الأربعة

وأظهرت مقاطع فيديو أشخاصا يركضون للاختباء بينما تساقطت القنابل. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الشوارع امتلأت بالركام بعد العملية لدرجة أن سيارات الإسعاف وخدمات الطوارئ في وسط غزة لم تتمكن من الاستجابة للعديد من النداءات لنقل الجرحى إلى المستشفيات.

وأظهر مقطع فيديو من داخل مستشفى شهداء الأقصى، بالقرب من النصيرات، مشاهد فوضوية بينما كان الطاقم الطبي يكافح من أجل علاج الضحايا الملطخين بالدماء وهم ممددون جنبا إلى جنب على الأرض.

وقتلت إسرائيل أكثر من 36 ألف مدني منذ بدء عدوانها قبل 8 أشهر، وتسببت في إصابة وفقدان عشرات الآلاف وفق البيانات الرسمية.

ومن بين الشهداء أكثر 15 من ألف طفل بعضهم من طلاب المدارس ومرحلة رياض الأطفال، حسب ما أعلنته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية الأسبوع الماضي.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *