إدانة قطرية شديدة لمواصلة الاحتلال قصف خيام النازحين في رفح

استهداف القوات الاسرائيلية للخيام في رفح

أدانت دولة قطر بشدة مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف خيام النازحين في رفح بقطاع غزة، واعتبرته تحديا سافرا للقوانين والأعراف الدولية، وتقويضا لمسار المفاوضات.

ودعت وزارة الخارجية في بيان اليوم الأربعاء المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته القانونية والأخلاقية من خلال إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

وشدد البيان على ضرورة إلزام إسرائيل بقرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح، والحيلولة دون ارتكاب جريمة إبادة جماعية في المدينة، وتوفير الحماية التامة للمدنيين، ومنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم على النزوح القسري من المدينة.

وجدد البيان التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

 

قصف خيام المدنيين

وأمس الثلاثاء، استشهد 20 فلسطينيا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين بمنطقة المواصي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك بعد يوم واحد من استشهاد 45 فلسطينيا في قصف مخيم تل السلطان بالمدينة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن جيش الاحتلال قتل 72 نازحا خلال 48 ساعة بقصف خيامهم في مناطق زعم أنها آمنة.

وقالت لجنة الطوارئ في رفح في بيان إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة حرب وإبادة جماعية جديدة استهدفت خيام النازحين في المناطق الآمنة.

وتأتي الهجمات الإسرائيلية على المدنيين بعد أيام قليلة من قرار محكمة العدل الدولية القاضي بالوقف الفوري للعمليات العسكرية في رفح التي تؤوي نحو مليون ونصف مليون مدني.

وكانت دولة قطر قد أدنت بشدة القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيم تل السلطان، واعتبرته انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية من شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.

ويوم الأحد الماضي، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إنه أكد خلال مشاركته في اجتماع اللجنة العربية مع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على إدانة دولة قطر للعدوان الإسرائيلي على مخيم اللاجئين بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وشددت وزارة الخارجية في بيانها على ضرورة التزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بقرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح، ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل للحيلولة دون ارتكاب جريمة إبادة جماعية.

وكتب الشيخ محمد عبر منصة “إكس”: “أكدت خلال مشاركتي في اجتماع تبادل وجهات النظر بشأن الوضع في الشرق الأوسط مع وزراء خارجية اللجنة العربية على هامش مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي؛ إدانتنا لعدوان الجيش الإسرائيلي على مخيم للاجئين في مدينة رفح، وفي كافة القطاع واستمراره في انتهاك القانون الدولي”.

 

إنكار إسرائيلي وتأكيد غربي

وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري أن الجيش لم يشن أي غارة بالمنطقة الإنسانية في المواصي برفح، وقال يوم الثلاثاء إن الجيش كان يستهدف مقاوما فلسطينيا برفح.

وأضاف أن الهجمة أودت عن “غير قصد” بحياة فلسطينيين كانوا بالمنطقة، مضيفا أنه لم يتضح بعد سبب الحريق الذي أودى بحياة المدنيين و”التحقيق مستمر”.

وعن قصف مخيم تل السلطان، زعم هاغاري أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف مبنى كان يضم مسلحين يوم الأحد الماضي، وقال إن هذا المبنى لم يكن قريبا من خيام النازحين.

وأضاف أن الغارة الجوية تمت بمنطقة تبعد 1.5 كيلومتر عن منطقة المواصي التي تم تصنيفها آمنة، وأنه تم تنفيذ الغارة باستخدام ذخيرة برؤوس حربية صغيرة.

لكن شبكة “سي إن إن”، أكدت اليوم الأربعاء استخدام إسرائيل قنابل “جي بي يو-39” من طراز “سي دي بي” أمريكية الصنع لقصف مخيم تل السلطان مساء الأحد الماضي.

وقالت الشبكة إن مثل هذا النوع من القنابل لا يمكن أن يستخدم في المنطقة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي، مؤكدة أن ذيل القنبلة الأميركية الذي يبقى بعد انفجارها وُجد في مكان الاستهداف.

ونقلت الشبكة عن خبير بالأسلحة قوله إن القنبلة -التي تصنعها شركة بوينغ- هي ذخيرة عالية الدقة مصممة لمهاجمة “أهداف ذات أهمية إستراتيجية”، مشيرا إلى أن استخدام ذخيرة بهذا الحجم سيؤدي إلى مخاطر في منطقة مكتظة بالسكان.

كما نقلت عن مختص آخر أن إسرائيل كان يمكن أن تستعمل طرازا آخر من القنبلة ذاتها يمكنه أن يقلل الخسائر في حياة المدنيين، لكنها لم تفعل ذلك.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *