لقي قرار الحكومة الإسرائيلية وقف عمل شبكة الجزيرة انتقادات كبيرة حيث اعتبره مسؤولون ومنظمات دولية تعديا على حرية الصحافة، وطالبوا بالتراجع عنه فورا.
وأدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية بإغلاق مكاتب الجزيرة، معتبرة أنها إشارة إلى نية الاحتلال استمراره بارتكاب المجازر دون توثيق داعية إلى توفير الحماية للمؤسسات الإعلامية في فلسطين.
وأعربت مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس ووتش ورابطة الصحافة الأجنبية عن أسفها لقرار الإغلاق وأكدت على أهمية حرية الصحافة.
عرض هذا المنشور على Instagram
دعوة لإلغاء القرار
وقالت المفوضية الأممية إن حرية التعبير حق إنساني أساسي، وحثت إسرائيل على إلغاء قرارها، مؤكدة أن وسائل الإعلام الحرة والمستقلة ضرورية لضمان الشفافية والمساءلة.
بدوره، قال المقرر الأممي المعني بالحق في السكن بالاكريشنان راجاغوبال: “إن قرار إسرائيل إغلاق قناة الجزيرة ينفي مجددا ادعاءاتها بأنها دولة ديمقراطية”، واصفا القرار بـ”رد فعل نظام مذعور يخاف من الحرية”.
ووصفت رابطة الصحافة الأجنبية قرار إسرائيل بإغلاق الجزيرة بأنه “يوم مظلم لوسائل الإعلام والديمقراطية”.
وأعرب وزير خارجية النرويج إسبن إيدي عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي تفيد بحظر قناة الجزيرة في إسرائيل، قائلا إن حظر وسيلة إخبارية مثل الجزيرة “اعتداء مباشر على حرية الصحافة”.
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس القرار، واصفة إياه “بالقمعي والانتقامي” الذي جاء بسبب فضح القناة جرائم إسرائيل.
واعتبرت حماس القرار انتهاكا فاضحا لحرية الصحافة ومحاولة لإخفاء الحقيقة في الحرب على غزة،
ودعت إلى إلغاء عضوية إسرائيل في المؤسسات الصحفية الدولية كخطوة لفرض احترام العمل الصحفي حسب ما جاء في بيان لها اليوم.
كما أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب في بيان، أمس الاحد، بكل “قوة قرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتيناهو بإغلاق مقر قناة الجزيرة في الكيان المحتل”.
واعتبر الاتحاد القرار “محاولة للتعتيم على مجازر جيش الاحتلال في غزة وسعي لتضليل الرأي العالمي وإظهار ما يريده الاحتلال فقط”.
وأضاف في بيان أن ما قام به نتنياهو “ما هو إلا افتراءات تحريضية تهدد قناة الجزيرة والعاملين فيها”.
عرض هذا المنشور على Instagram
وقف عمل الجزيرة
وقررت الحكومة الإسرائيلية وقف عمل شبكة الجزيرة الإعلامية، وذلك بعد إقرار الكنيست قانونا يمهد الطريق لإغلاق الشبكة بزعم قيامها بالتحريض على إسرائيل، وهو ما وصفته الشبكة القطرية بالتضليل والافتراء.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منشور على منصة إكس أمس الأحد “قررت الحكومة برئاستي بالإجماع إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل والتي وصفها بالمحرضة”.
وتضمن القرار الذي يتطلب إعادة المصادقة عليه كل 45 يوما إيقاف بث قناة الجزيرة وإغلاق مكاتبها في إسرائيل ومصادرة المعدات وكذلك تقييد الوصول إلى مواقعها الإلكترونية.
وقال نتنياهو بعد مصادقة الكنيست على القانون، إن القناة لن تبث من إسرائيل بعد اليوم ويجب طردها. فيما عبّرت دول غربية عديدة من بينها الولايات المتحدة عن قلقها من القانون الذي اعتبرته تقييدا واعتداء على حرية الصحافة.
وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كرعي، في بيان: “إن الأوامر ستدخل حيز التنفيذ على الفور”، مضيفا “لقد واجهنا الكثير من العقبات القانونية غير الضرورية حتى تمكنّا أخيرا من إيقاف آلة التحريض التابعة لقناة الجزيرة والتي تضرّ بأمن البلاد”.
وتضمن القرار الذي يتطلب إعادة المصادقة عليه كل 45 يوما إيقاف بث قناة الجزيرة وإغلاق مكاتبها في إسرائيل ومصادرة المعدات وكذلك تقييد الوصول إلى مواقعها الالكترونية.
وقال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين، وليد العمري، إن القرار جاء وفقا لما سمي قانون الطوارئ، ونتيجة حملة تحريض متواصلة ضد القناة من قبل وزراء اليمين المتطرف.
وأضاف العمري أن القرار شاركت به جهات سياسية وإعلامية إسرائيلية، بحثا عن انتصارات سهلة، وأنه يشمل المناطق داخل الخط الأخضر والقدس المحتلة والجولان السوري المحتل، ولا يشمل الضفة الغربية من الناحية القانونية.
وفي مارس الماضي، تبنى الكنيست الإسرائيلي ما عرف بـ”قانون الجزيرة” والذي يمنح الحكومة صلاحيات مؤقتة لمنع شبكات الأخبار الأجنبية من العمل في إسرائيل إذا رأت الأجهزة الأمنية أنها تضر بالأمن القومي.
عرض هذا المنشور على Instagram
تضليل وافتراء
ووصفت شبكة الجزيرة القرار الأخير بأنه إمعان في التضليل والافتراء وقالت في بيان: “إن المفارقة تكمن في صدور القرار تزامنا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة”.
واستنكرت الجزيرة الفعل الذي وصفته بالإجرامي والمتعدي على حقوق الإنسان في الوصول إلى المعلومات، وأكدت حقها في مواصلة تقديم خدماتها للجمهور عبر العالم، مشيرة إلى أنه أمر تكفله المواثيق الدولية.
وقال البيان: “إن قمع إسرائيل للصحافة الحرة للتستر على جرائمها بقتل الصحفيين واعتقالهم لم يثننا عن أداء واجبنا”، لافتا إلى أن أكثر من 140 صحفيا فلسطينيا استُشهِدوا في سبيل الحقيقة منذ بداية الحرب على غزة.
ونفى البيان كل المزاعم التي تُسوِّقها إسرائيل ضد الشبكة بشكل قاطع، مؤكدا التزام الشبكة الثابت بالقيم الواردة في ميثاقها للشرف المهني.
ودعت الجزيرة المؤسسات الإعلامية والحقوقية لإدانة تعديات سلطات إسرائيل المتكررة على الصحافة والصحفيين، قائلة “سنسلك كل السبل أمام المنظمات الدولية والقانونية لحماية حقوقنا وطواقمنا”.
أضف تعليقا