بعد النجاح الكبير في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، تركز قطر جهودها على “تحرير” قطاع السياحة لديها، كأحد مخرجات إرث البطولة، بهدف التحليق في أجواء العالمية، وفق تقرير لموقع بلومبيرغ نشر اليوم الثلاثاء.
وجاء التقرير بالتزامن مع انطلاق منتدى قطر الاقتصادي اليوم والذي يستمر حتى الخميس المقبل.
📌 رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال الكلمة الافتتاحية لمنتدى قطر الاقتصادي: كلنا فخر بأن دولة قطر أصبحت منارة للفرص الاقتصادية للكثيرين ويسعى إليها المستثمرون من أنحاء العالم@MBA_AlThani_#لقطة #قطر 🇶🇦 #منصة_مشيرب #منتدى_قطر_الاقتصادي pic.twitter.com/d1Vr8s2fOK
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) May 14, 2024
ونقلت بلومبيرغ عن رئيس قطر للسياحة، سعد بن علي الخرجي، قوله إن “هناك العديد من الضوابط المفروضة على الفنادق فيما يتعلق بساعات العمل والترخيص”.
وأضاف: “سنحاول تحرير قطاع الضيافة وإزالة أي عقبات تعيق نموه”.
وتحدى قطاع السياحة في قطر التوقعات التي كانت تشير إلى إمكانية تراجعه بعد بطولة كأس العالم التي صرفت عليها الدولة أكثر من 300 مليار دولار، وفق بلومبيرغ، حيث استقبلت قطر 4 ملايين زائر، عام 2023، بزيادة قدرها 39% مقارنة بعام كأس العالم 2022.
2024.. أرقام قياسية
كما بدأ عام 2024 بشكل إيجابي، حيث سجلت العاصمة الدوحة رقما قياسيا باستقبال 700 ألف زائر في يناير، وذلك تزامنا مع استضافتها لبطولة كأس آسيا لكرة القدم، وفقًا للخرجي.
وأضاف أن المدينة، التي تضم فنادق بطاقة استيعابية تصل 39 ألف غرفة، حققت معدل إشغال لامس 75% في الربع الأول من العام الجاري.
وأشار الخرجي إلى أن حوالي 44% من السياح جاؤوا من دول الخليج، في حين ارتفع عدد الوافدين من أوروبا والولايات المتحدة وآسيا أيضًا.
نظرة تتجاوز الرياضة
تمتلك قطر، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 2.5 مليون نسمة، تأثيرا كبيرا في مجال الرياضة العالمية. بالإضافة إلى استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، الأولى في الشرق الأوسط، تمتلك الدوحة حصة كبيرة في نادي باريس سان جيرمان، أحد أفضل الأندية الفرنسية لكرة القدم.
كما أن لديها موقع حلبة لوسيل العالمية التي تستضيف سباقات الفورمولا 1 بموجب عقد لمدة 10 سنوات بدأ في عام 2023.
والعام القادم، تستضيف الدوحة بطولة كأس العرب لكرة القدم، كما تنظم كأس العالم لكرة السلة FIBA 2027.
وعلى الرغم من أن الأحداث الرياضية ساهمت في جذب آلاف المشجعين، إلا أن الخرجي قال إن قطر تهدف الآن إلى جذب السياح مع عائلاتهم ورجال الأعمال من خلال سلسلة من المؤتمرات والمعارض. على سبيل المثال، ينعقد منتدى قطر الاقتصادي، الذي تنظمه بلومبيرغ، اليوم الثلاثاء، ويستضيف قادة من قطاعي السياسة والمال.
كما تستضيف قطر معرض جنيف الدولي للسيارات في الدوحة كل عامين على مدار العقد المقبل.
وكانت نسخة عام 2023 هي المرة الأولى التي يُقام فيها هذا الحدث الرفيع المستوى خارج سويسرا.
ومطلع أكتوبر الماضي، افتتح رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، النسخة الأولى من معرض جنيف الدولي للسيارات قطر، وذلك خلال حفل رسمي أقيم بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.
وأشار الخرجي إلى استضافة قطر لقمة الويب التي جلبت 17 ألف شخص إلى الدوحة في فبراير الماضي وتعقد على مدار السنوات الأربع المقبلة في الدوحة.
واستضافت قطر قمة الويب 2024، الحدث العالمي الذي حقق عوائد ضخمة للاقتصاد الوطني، مسجلا أكثر من 19 ألف رحلة طيران و 38 ألف ليلة فندقية، وتجاوز خلاله متوسط إنفاق الضيف الواحد 11 ألف ريال.
وتناول تقرير أصدره مكتب الاتصال الحكومي، مطلع أبريل، الأثر الاقتصادي لاستضافة “قمة الويب”، ودورها في تعزيز بيئة الشركات الناشئة، وتطوير الكفاءات البشرية، وريادة الأعمال وترسيخ مكانة قطر في المشهد التكنولوجي العالمي.
فوائد اقتصادية
وتحدث التقرير، عن الفوائد الكبيرة التي حققها الاقتصاد القطري من خلال تنظيم النسخة الأولى من قمة الويب بالشرق الأوسط وأفريقيا، من 26 إلى 29 فبراير الماضي.
ونجحت القمة في استقطاب آلاف المستثمرين رواد الأعمال وقادة القطاع التكنولوجي، لتمثل منصّة دولية هامة إبرزت الإمكانيات الاقتصادية لدولة قطر.
وقال مدير مكتب الاتصال الحكومي، الشيخ جاسم بن منصور آل ثاني، رئيس اللجنة المنظمة للقمة، إن استضافة “قمة الويب قطر” على مدار 5 سنوات، يأتي ضمن إطار جهود تنويع اقتصاد قطر، وترسيخ مكانتها كوجهة تكنولوجية رائدة، بعد استقطاب آلاف المستثمرين وخبراء التكنولوجيا ورواد الأعمال وشركات ناشئة من مختلف أنحاء دول العالم.
رئيس قطر للسياحة سعد علي الخرجي يلقي كلمته في حفل تكريم جوائز هيئة السياحة للعام 2023@NTC_Qatar#لقطة#قطر🇶🇦#مشيرب#منصة_مشيرب pic.twitter.com/u2aOGpK7D2
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) November 9, 2023
وأضاف تقرير بلومبيرغ: تطرح الدولة الغنية بالغاز روزنامة متزايدة الأهمية لفعاليات الفن والتصميم والأزياء كجزء من مساعيها لتحقيق هدفها المتمثل في استقطاب 6 ملايين زائر دولي سنويًا بحلول عام 2030، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف عددهم عام 2019.
وأغسطس الماضي، قالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية إن دولة قطر أصبحت وجهة سياحية صاعدة بقوة، مشيرة إلى أن البلد الخليجي يتطور بشكل كبير.
وأوضح تقرير للصحيفة أن أنظار العالم باتت تتجه بقوة نحوها منذ أواخر عام 2022، حين استضافت كأس العالم لكرة القدم، وشهدت حينها تدفقا كبيرا للسياح الأجانب.
وأشار التقرير إلى أن السياحة تعتبر صناعة صاعدة في قطر، وتشهد تطورًا كبيرًا، وأصبحت معها الدوحة قبلة جاذبة للسياح من مختلف أنحاء العالم.
وتلفت الدوحة نظر السياح من خلال التنوع الثقافي الذي شهدته البلاد مؤخرا، بما في ذلك المعالم الحضارية كمتحف قطر الوطني ومتحف الفن الإسلامي، وجزيرة اللؤلؤة ومدينة لوسيل العصرية.
كما لفت التقرير أيضا إلى محطات التسوق النوعية، والمدينة التعليمية الحديثة، وخدمات المترو بخطوطه الملونة إلى جانب توافر مجموعة من سلسلة الفنادق الفخمة.
وأشارت الصحيفة إلى وجود مجموعة متنوعة من الواجهات الثقافية والمعالم التاريخية الأخرى حيث جعلت هذه التطورات من الدوحة مدينة تحتوي على ثروة مدهشة من الأماكن للاستمتاع والاستكشاف.
وقالت إن قطر أصبحت مركز طيران دولي شهير، حيث توفر رحلات مباشرة إلى وجهات في قارات العالم. سواء كانت الدوحة وجهتك النهائية أو مجرد محطة توقف.
وجهة واحدة
وتسعى قطر أيضًا إلى أن يساهم قطاع السياحة بنسبة 12% في إجمالي ناتجها المحلي، بحلول عام 2030.
وقال الخرجي، ردًا على سؤال حول المنافسة المتزايدة بين دول الخليج على استقطاب السياح: “لقد أثرت بطولة كأس العالم على المنطقة بأكملها، ونحن نرى مجلس التعاون الخليجي كوجهة واحدة”.