قطر تستهدف أسواقا جديدة للغاز الطبيعي وزيادة الإنتاج

تسعى قطر إلى توسيع مبيعاتها وإنتاج الغاز الطبيعي المسال من خلال إبرام اتفاقيات وتحالفات مع عدة دول وشركات خلال 2024.
ووفقًا لتقرير صادر عن Fitch Solutions، فإن الدول الآسيوية بما في ذلك الصين والهند تخلق فرصًا مهمة لقطر لتوسيع مبيعاتها وطاقتها الإنتاجية.

تشير مشاركة قطر للطاقة في مشروعي حقل الشمال مع سينوبك وبتروتشاينا إلى استراتيجيتها طويلة الأجل لاختراق السوق الصينية المزدهرة؛ حيث تعاقدت شركات صينية على استيراد ما يقرب من 8 ملايين طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال من مشروعي حقل الشمال.

ومن المتوقع أن ترتفع صادرات الغاز الطبيعي القطري إلى الصين إلى 25 مليون طن سنويًا خلال العامين المقبلين، وهو ما يمثل حوالي 32% من الطاقة الإنتاجية الحالية للغاز الطبيعي المسال في قطر.

وأشار التقرير إلى أنه “بالإضافة إلى الكميات المتعاقد عليها، يمكن لشركتي سينوبك وبتروتشاينا رفع 0.8 مليون طن إضافية من الغاز الطبيعي المسال، إما للتصدير إلى الصين أو للتداول في الأسواق العالمية”.

على المدى الطويل، ستظل الصين جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية تطوير الغاز الطبيعي المسال في قطر، حيث تظل أساسيات الطلب من جانب المستهلكين في سوق الغاز الطبيعي في منطقة آسيا قوية، مدعومة بسياسات تحويل الوقود من الفحم إلى الغاز وشبكات الغاز الحضرية المتوسعة.

من ناحية أخرى، تقدم الهند سوقًا رئيسية أخرى لقطر، حيث تفيد التقارير بأن شهيتها لاستيراد الغاز الطبيعي المسال تتزايد بسرعة. تتمتع العلاقات بين قطر والهند في مجال الطاقة بالمتانة، حيث تم توقيع اتفاقية بيع وشراء مع شركة Petronet LNG في عام 1999. ومع ذلك، وبالمقارنة مع السوق الصيني، فإن تجارة الغاز الطبيعي المسال بين قطر والهند تتخلف كثيرا.

جددت قطر هذا العام اتفاقية بيع وشراء مع شركة Petronet LNG الهندية لتوريد حوالي 7.5 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال بدءًا من هذا الشهر. لكن الصين تظل أكبر دولة تدفع في تجارة الغاز الطبيعي المسال القطرية.

وجاء في التقرير: “لم يطرأ نمو كبير على تجارة الغاز الطبيعي المسال بين قطر والهند، إلا أن الهند لديها حوافز لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر، بالنظر إلى قربها الجغرافي وانخفاض تكاليف الشحن. وعلى عكس الصين، فإن الشركات الهندية ليست طرفًا في مشاريع الغاز الطبيعي المسال القطرية ومن غير المرجح أن تحصل على اتفاقيات بيع وشراء طويلة الأجل، مما يحد من إمكانية النمو في تجارة الغاز الطبيعي المسال بين البلدين”.

وفي الوقت نفسه، كانت الهند تنتظر بفارغ الصبر الغاز الطبيعي المسال الأمريكي كمصدر بديل للإمداد، لكن من المرجح أن يضطر المستهلكون الهنود إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال المتعاقد عليه من قطر، بالنظر إلى القرب الجغرافي وتكاليف الشحن المعقولة.

وذكر تقرير Fitch Solutions كذلك: “إن التوسع الكبير في قدرة استيراد الغاز الطبيعي المسال في الهند، والذي من المقرر أن يرتفع إلى حوالي 65 مليون طن سنويًا (88 مليار متر مكعب)، يمكن أن يدعم نمو تجارة الغاز الطبيعي المسال بين قطر والهند.
ومقارنة بأوروبا والصين، ستظل الهند سوقًا أصغر للغاز الطبيعي المسال بالنسبة لقطر”.

من ناحية أخرى، من المتوقع أن “تحتدم” المنافسة بين قطر والولايات المتحدة في قطاع الغاز الطبيعي المسال الأوروبي حيث تسعى قطر إلى تأمين اتفاقيات بيع وشراء طويلة الأجل للغاز الطبيعي المسال مع عملاء في المنطقة الأوروبية.

“ومن المتوقع تسليم شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى محطة Gate LNG التابعة لشركة Shell في ميناء روتردام و ومحطة Fos Cavaou لتلقي الغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة TotalEnergies في جنوب فرنسا.
استنادًا إلى اتفاقيات التصدير الحالية واتفاقيات الإمداد الجديدة، يمكن أن ترتفع صادرات الغاز الطبيعي المسال المتعاقد عليها من قطر إلى أوروبا من 18.7 مليون طن سنويًا في عام 2023 إلى 28 مليون طن سنويًا في عام 2026، مما يغلق الفجوة مع الصادرات الأمريكية. يمكن أن تأتي صادرات الغاز الطبيعي المسال الإضافية إلى أوروبا من حصة إيني في مشروع حقل الشمال الشرقي، حيث تمتلك إيني 3.12٪، أي ما يعادل 1.0 مليون طن سنويًا من إنتاج الغاز الطبيعي المسال.

يُختتم التقرير بالتأكيد على أن أوروبا ستظل سوقًا مهمة لقطر، مع إمكانية نمو تجارة الغاز الطبيعي المسال بشكل أكبر على المدى الطويل.

ومع ذلك، ستظل المنافسة مع الولايات المتحدة قوية، خاصة مع سعي كلتا الدولتين لتأمين حصتهما في السوق الأوروبية المتنامية.

بالإضافة إلى النقاط المذكورة أعلاه، يقدم التقرير أيضًا تحليلًا مفصلًا لآفاق الطلب على الغاز الطبيعي المسال في آسيا وأوروبا، بالإضافة إلى التحديات والفرص الرئيسية التي تواجهها قطر في سعيها لتوسيع مبيعاتها وإنتاجها من الغاز الطبيعي المسال.

بشكل عام، يقدم التقرير نظرة شاملة لقطاع الغاز الطبيعي المسال في قطر وسوقه العالمية.