بلومبيرغ: سندات قطر الخضراء تعزز الاستثمارات الصديقة للبيئة

قطر تصدر سندات خضراء بقيمة 2.5 مليار دولار

قالت وكالة بلومبيرغ إن طرح دولة قطر سندات خضراء للاكتتاب الدولي يأتي في سياق تعزيز مكانتها المتقدمة في التصنيف الإئتماني (AA)، وفي سياق استراتيجيتها نحو تصفير الانبعاثات الكربونية.
وقالت إن الدولة الخليجية التي تتصدر قائمة المنتجين للغاز المسال، تدافع عن هذا النوع من الطاقة كونه الأقل انتاجا للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، المعضلة التي تؤرق العالم بسبب انعاكاساتها المناخية ومضارها البيئية.

وأضافت الوكالة الأمريكية في تقرير نشرته الأربعاء أن قطر تنفق مليارات الدولارات في مشاريع انتاج الطاقة الشمسية.


والأربعاء، أعلنت وزارة المالية عن إصدار سندات خضراء بقيمة 2.5 مليار دولار أمريكي، كأول إصدار من نوعه في المنطقة، بهدف تمويل مشاريع صديقة للبيئة.

وقسمت السندات على شريحتين، الأولى بمليار دولار لأجل 5 سنوات بسعر هامش 30 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأمريكية، والثانية بـ 1.5 مليار دولار لأجل 10 سنوات بسعر هامش 40 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأمريكية

وبذلك تكون قطر قد نجحت في تسجيل أقل سعر هامش تم تحقيقه تاريخيا من قبل سندات أي دولة في منطقة الشرق الأوسط ووسط وشرق أوروبا وأفريقيا.
ووصل إجمالي طلبات الاكتتاب 14 مليار دولار، ما أكد أنه حظي بإقبال واسع وتنوع جغرافي ومؤسساتي من المستثمرين الدوليين

ويعكس نجاح الاكتتاب ثقة المستثمرين العالية في إطار التمويل الأخضر السيادي للدولة، والذي أسس وفق أعلى المعايير العالمية في مجال التمويل المستدام.

كما يمنح الاكتتاب المستثمرين فرصة المشاركة في محاربة الآثار السلبية للتغير المناخي وحماية البيئة بالتنمية المستدامة، بالتوازي مع تطوير قطاع التمويل المستدام في البلاد.

وخلال النسخة الأخيرة من مؤتمر المناخ كوب 28 الذي عقد في الإمارات، منتصف ديسمبر الماضي، أكدت قطر تنفيذ عدة مشاريع تحد من تداعيات تغير المناخ، والاستثمار في مشاريع الطافة منخفضة الكربون للحد من الانبعاثات، والدور القطري في إمداد السوق العالمي بالطاقة الصديقة للبيئة.

ونفذت قطر عددا من مشاريع ومبادرات الحد من تداعيات تغير المناخ، وتستثمر في الطاقة النظيفة، بهدف تحقيق كفاءة استهلاكها.

محطة “الخرسعة”

محطة “الخرسعة”

وتعد محطة “الخرسعة” للطاقة الشمسية، أحد الأمثلة البارزة للاستثمار القطري في تقليل انبعاثات الكربون والحفاظ على البيئة، والتي تبلغ مساحتها 10 كيلومترات مربعة، وتتضمن مليون و800 ألف لوحة شمسية، وتوفر 10 بالمائة من الطاقة الكهربائية للدولة وقت الذروة.

وأصبحت قطر على وشك الانتهاء من بناء محطتين للطاقة الشمسية بالمدن الصناعية التابعة لشركة قطر للطاقة بقدرة إجمالية تصل 870 ميجاوات.
ومن المتوقع بدء إنتاجهما عام 2025، وبذلك تصل القدرة الإنتاجية الكلية من الطاقة الشمسية حوالي 1.7 جيجاوات.

حماية البيئة

وتضع قطر في صدارة أولوياتها حماية البيئة والتصدي للتغيرات المناخية في المجالات كافة، وتواصل العمل للوفاء بالالتزامات بموجب اتفاق باريس.

كما قدمت الدوحة تقريرها الخاص بالمساهمات الوطنية المحدثة لتسليط الضوء على الإنجازات الطموحة التي تسعى إلى تحقيقها.

ويشكل الحفاظ على البيئة وتنميتها إحدى الركائز الـ4 الرئيسية لرؤية قطر الوطنية 2030.

وتحدد استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي عددا من الأولويات ومن بينها خفض انبعاثات الغازات الدفيئة 25 في المائة بحلول 2030، في إطار جهود المساهمة في تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.

وزير الدولة لشؤون الطاقة المهندس سعد الكعبي خلال منتدى سينوبيك الذي عقد بمدينة شنغهاي

أنظف غاز في العالم

ونوفمبر الماضي، قال وزير الدولة لشؤون الطاقة المهندس سعد الكعبي إن دولة قطر تصدر أنظف طاقة هيدروكربونية في العالم من أجل دعم خطط الاستدامة والحفاظ البيئية.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الكعبي خلال منتدى سينوبيك الذي عقد بمدينة شنغهاي الصينية.

وأشاد الكعبي بالعلاقات القطرية الصينية وخصوصا ما يتعلق باتفاقيات توريد الغاز القطري لبكين والشراكة التي تم توقيعها والخاصة بمشروع توسعة حقل الشمال للغاز.

وقال وزير الدولة لشؤون الطاقة إن قطر عملت على دعم الغاز الطبيعي كعنصر أساسي في أي مزيج للطاقة يهدف في النهاية لتحول واقعي للطاقة النظيفة منخفضة الكربون.

وأضاف “نحن نزود العالم بأنظف مصدر للطاقة الهيدروكربونية، والذي يتمتع بالصفات الاقتصادية والبيئية التي من شأنها دعم نمو مستدام ومستقبل أفضل”.

وجدد الكعبي التأكيد على أن قطر ستكون مصدر 40% من إمدادات الغاز الطبيعي المسال الجديدة في العالم بحلول 2029، مضيفا “لذلك نحن نعتقد أن علاقة أقوى بين أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم وأكبر مستهلك للطاقة في العالم (الصين) هي نتيجة طبيعية وحتمية للحقائق التي تشكل خارطة الطاقة اليوم”.

كما لفت إلى أهمية التحول للطاقة منخفضة الكربون من أجل حماية الكوك، وقال: “نؤمن بأن التحول إلى طاقة منخفضة الكربون يعد من أكثر التحديات الملحة التي تواجهنا في هذا العصر”.

لكن الأمر لا يتعلق بالبيئة فحسب، حسب الكعبي، لكنه يتعلق أيضا بمستقبل الطاقة التي تمس حياة كل فرد على هذا الكوكب، وتتجاوز الحدود والاقتصادات والثقافات”.

وقال الكعبي إن الأمر “يتعلق بتحول معقول وواقعي إلى بدائل أنظف للمزيد من النمو الاقتصادي، بينما نحقق التوازن في الوقت نفسه بين أمن الطاقة، والتكلفة، والاستدامة”.

وأضاف “أن التحول إلى مستقبل طاقة أكثر نظافة واستدامة لا يمكن تحقيقه بمعزل عن الغير، فهو يتطلب تعاونا كبيرا بين الدول، والصناعات، ومختلف الأطراف المعنية لتحقيق الهدف المشترك”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الكعبي لتحول واقعي للطاقة النظيفة، كما أنها ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها على أهمية دور الغاز الطبيعي في التحول.

وتعمل قطر على توسعة حقل الشمال الأكبر من نوعه في العالم من أجل زيادة إنتاجها إلى 126 مليون طن سنويا بحلول 2027 مقارنة بـ77 مليونا تنتجها حاليا.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *