“إعلان الدوحة” 2024.. خارطة طريق لبناء تكتل اقتصادي عربي آسيوي

منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان في الدوحة

وضع “إعلان الدوحة” الصادر عن منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان، اللبنات الأساسية لبناء تكتل اقتصادي وسياسي عربي آسيوي يمهد للتنفيذ العملي لـ “مبادرة البنية التحتية الإسلامية”.

وشدد إعلان الدوحة، الذي تم الاتفاق عليه في ختام الاجتماع الثالث المشترك مساء الثلاثاء، على ضرورة تعزيز آفاق التعاون الاقتصادي والإمكانات التي تتمتع بها الدول المشاركة، بما فيها الثروات الطبيعية الهائلة والفرص الاستثمارية الواعدة في مجالات الطاقة والتعدين والصناعات البتروكيماوية والسياحة وغيرها.

منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان بالدوحة

تطوير آليات التعاون

وأكد المشاركون في المنتدى أهمية تشجيع استكمال وتعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، والاستفادة من الإمكانات الهائلة في مختلف المجالات الاقتصادية، ودعم وتطوير برنامج استراتيجي شامل ليكون خارطة طريق للعقد المقبل بشأن التنفيذ العملي وتعبئة الموارد من أجل “مبادرة البنية التحتية الإسلامية”.

كما تم التأكيد على أهمية تطوير آليات التعاون الخاصة بالمنتدى في كافة المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة بين الدول العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان.

إدانة العدوان الإسرائيلي

وأدان إعلان الدوحة استمرار جرائم العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتجسيد استقلال دولة فلسطين.

وطالب الإعلان بالتزام الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها واستقرارها، ورفض التدخلات الأجنبية، وكذلك وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، ودعم مسار المصالحة الوطنية الشاملة، واستئناف المشاورات السياسية للتوصل إلى حل سياسي شامل للوضع في اليمن.

الأمن المائي

وشدد الإعلان على أهمية احترام قواعد ومبادئ القانون الدولي الحاكمة لاستغلال الأنهار العابرة للحدود، وعلى رأسها عدم التسبب في ضرر ذي شأن ومبدأ الإخطار المسبق.

وفي هذا الصدد أكد دعمه الكامل للأمن المائي المصري والسوداني، وطالب إثيوبيا بالامتناع عن أية إجراءات أحادية توقع الضرر على مصالح وحقوق مواطني دول مصب نهر النيل.

وأشاد الإعلان بعضوية الإمارات في مجلس الأمن للفترة 2022 – 2023، كما رحب بانتخاب الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2024 – 2025، وعبر عن دعمه ترشيح البحرين عضوا غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2026 – 2027، وترشيح قيرغيزستان عضوا غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2027 – 2028، وكذلك دعم ترشيح طاجيكستان عضوا غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2028 – 2029، داعيا إلى التنسيق بين العضو العربي بمجلس الأمن ودول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان.

مكافحة الإرهاب

أدان إعلان الدوحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره ودوافعه، مؤكدا على أهمية مكافحته واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه.

وجدد الإعلان التأكيد على دعم جميع الجهود الرامية لنزع السلاح النووي ومنع انتشار الأسلحة النووية.

وأمس، دعا رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى تعزيز التعاون بين العالم العربي ودول آسيا الوسطى في مختلف المجالات، وذلك خلال افتتاحه أعمال الدورة الثالثة لمنتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان.

وأكد على أن العلاقات التاريخية والثقافية والحضارية التي تربط بين المنطقتين تمثل أرضية صلبة لتطوير التعاون على مختلف الأصعدة.

وعبر الشيخ محمد بن عبد الرحمن، عن تطلعه إلى التوافق على برامج تعزز التبادلات التجارية والاستثمارات، وتضمن استدامة سلاسل التوريد، وتربط وسائل النقل والعبور، وتُعنى بالأمن الغذائي والمائي، وتُنفذ مشاريع استثمارية مشتركة، وتعزز الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر والزراعة الذكية، وتُعالج المشاكل البيئية، وتُستثمر في البنية التحتية السياحية والتعليم والصحة.

رئيس الوزراء في منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان،

كما أعرب عن أمله في أن يخرج إعلان الدوحة، الذي سيتم اعتماده في ختام أعمال المنتدى، بخطط وبرامج عملية تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقتين.

وشدد رئيس الوزراء على أهمية تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث والتدريب، والابتكار، والذكاء الاصطناعي، والرقمنة، والتقنيات الحيوية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على الفقر والجوع.

وأكد التزام دولة قطر بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، واستمرارها في نهجها القائم على التعاون والحوار لتحقيق أهداف المجتمع الدولي والإقليمي في الحفاظ على النظام الدولي المتعدد الأطراف، والسلام والأمن والاستقرار والرخاء في جميع أنحاء العالم.

شارك في أعمال المنتدى عدد من كبار المسؤولين من دول العالم العربي ودول آسيا الوسطى وأذربيجان، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.

وناقش المنتدى، سبل تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، والطاقة، والزراعة، والنقل، والسياحة، والثقافة، والتعليم، والصحة، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.

ومنتصف أبريل الجاري،وخلال اجتماع طشقند العربي مع دول آسيا الوسطى، أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على رغبة قطر الصادقة في تعزيز العلاقات مع دول آسيا الوسطى، وتوسيع أطر التعاون القائم، وترسيخ دور الشراكة الإقليمية.

رئيس الوزراء يؤكد أهمية الحوار الاستراتيجي مع دول آسيا الوسطى

الحوار الاستراتيجي

وشدد على أهمية الحوار الاستراتيجي مع دول آسيا الوسطى، واستكمال الخطط لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.

ولفت الشيخ محمد بن عبد الرحمن، إلى التحديات العالمية التي تواجهها دول المنطقة، وأهمية التصدي لها بشكل جماعي، بما في ذلك التغير المناخي، وأزمة الأمن الغذائي، والإرهاب، والإسلاموفوبيا.

وأكد على ضرورة إبقاء التواصل والتنسيق الفعال بين دول المنطقة للحفاظ على الاستقرار والسلم الإقليميين.

وحذر رئيس مجلس الوزراء من مخاطر التصعيد في المنطقة، ودعا إلى خفضه والالتزام بمنع أي زعزعة للاستقرار. وشدد على أهمية العمل الجماعي المنسق لوضع حلول مبتكرة للتحديات المشتركة في مختلف المجالات.

وبيّن أن خطة العمل المشترك بين دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى 2023-2027 تُتيح ذلك.

وأوضح أن دول مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى تسعى لتحقيق أهداف القمة الأولى لقادة الجانبين، وتعزيز الترابط في جميع مجالات التعاون.

ودعا إلى بذل الجهود لترسيخ العمل الآسيوي المشترك، وتعزيز العلاقات السياسية والاستراتيجية بين الجانبين.
وأكد على سعي قطر لترسيخ السلام والأمن والاستقرار، ودورها كوسيط موثوق به في حل الأزمات والصراعات.

وشدد رئيس مجلس الوزراء على استمرار مساعي قطر لإيجاد دفع حقيقي لعملية سلام تُفضي إلى تسوية عادلة ودائمة وشاملة للقضية الفلسطينية.

 

 

جدير بالذكر أن اجتماع طشقند الوزاري المشترك شهد مناقشة عدد من الموضوعات المهمة، بينها: تعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والثقافية، وتبادل الخبرات في مجالات التعليم والتدريب المهني والرعاية الصحية، وبحث آليات تعزيز الاستثمارات المشتركة.

كما بحث دعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد الاجتماع على أهمية الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى، واتفق الجانبان على مواصلة العمل المشترك لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *