أعلنت متاحف قطر عن برنامج ثقافي موسع وملهم لشهر أغسطس، يقدم تجارب غنية بالمعرفة والإبداع والفن التفاعلي، ويستهدف جميع أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم واهتماماتهم.
ويتضمن البرنامج مجموعة واسعة من الأنشطة التي تتوزع على متاحف ومراكز ثقافية مختلفة في أنحاء الدولة، تشمل مخيمات صيفية مخصصة للأطفال واليافعين، وورشات فنية تطبيقية، وجلسات لرواية القصص، وتجارب “من خلف الكواليس”، إلى جانب فعاليات تستكشف التقنيات الرقمية الحديثة والفنون التشكيلية المعاصرة.
ويأتي هذا البرنامج الاستثنائي ضمن احتفالات متاحف قطر بمرور عشرين عاما على تأسيسها، والخمسين عاما على انطلاق متحف قطر الوطني، ويتقاطع مع حملة “أمة التطور” الممتدة على مدار 18 شهرا، التي تسلط الضوء على المسيرة الثقافية المتنامية لدولة قطر كمركز حيوي للفنون والتبادل المعرفي.
المتحف العربي للفن الحديث
ويفتتح “متحف: المتحف العربي للفن الحديث” برنامجه لشهر أغسطس بورشة “عوالم الإيقاع” يومي 2 أغسطس و6 سبتمبر، التي تدعو المشاركين لخوض تجربة فنية آسرة تمزج بين الصوت والحركة والتأمل البصري.
وتحول هذه الورشة الموسيقى إلى لغة إبداعية حيوية عبر تمارين صوتية حية وجلسات تأمل تفاعلية مستلهمة من فنانين عالميين وأساليب فنية متنوعة، ما يمنح المشاركين فرصة لاستكشاف ذواتهم والتعبير عنها من خلال الإيقاع والتناغم الداخلي.
ويواصل المتحف برنامجه بمخيم صيفي للفنون الرقمية يعقد أيام 3، و5، و7، و10، و12 و14 أغسطس، ويوفر محتوى تدريبيا متكاملا يغطي مجالات متعددة تشمل التصميم الجرافيكي، والتلوين، والرسوم المتحركة، والرسم باستخدام أدوات رقمية حديثة مثل فوتوشوب، وبروكرييت، وإليستريتور.
ويركز المخيم على تنمية المهارات الفنية والرقمية، ويفتح آفاقا جديدة للتعبير البصري أمام المبتدئين والمتمرسين على حد سواء.
وتختتم فعاليات المتحف بورشة “رسم البورتريه عبر المرآة” في 27 أغسطس، وهي تجربة تأملية تعتمد على الرسم الذاتي من خلال انعكاس الوجه في المرآة، ما يعزز إدراك المشاركين لملامحهم وتفاصيلهم الفردية، ويشجعهم على التعبير الفني بأساليب واقعية، تجريدية، أو انطباعية، تترجم مشاعرهم وتصوراتهم الذاتية.
M7: فضاء للتصميم والابتكار الصغير
في قلب الحي الثقافي للدوحة، يفتح مركز M7 أبوابه هذا الشهر للأطفال والمبدعين اليافعين عبر مجموعة ورشات ومخيمات تدمج بين المتعة والتصميم والفنون الحرفية.
وتنطلق ورشة “صمموا منزل أحلامكم” في 2 أغسطس، موجهة للأطفال من 6 إلى 10 سنوات، وتتيح لهم تجسيد منازلهم المثالية باستخدام الورق المقوى وخامات شفافة وألوان زاهية، في تجربة تربط بين الخيال والتفكير المعماري المبدع.
وفي 9 أغسطس، يتعرف المشاركون على فن الغرز المتقاطعة في ورشة “تطريز فواصل الكتب”، حيث يصنعون فواصل شخصية للكتب في أجواء هادئة تحفز التركيز والانغماس في الحرفة اليدوية.
أما المخيم الصيفي الذي تنظّمه M7 بالتعاون مع ليوان – استديوهات ومختبرات التصميم، فيعقد على فترتين (10–14 و17–21 أغسطس)، ويركز على تعليم الأطفال تقنية إيقاف الحركة (Stop Motion Animation)، وخلال خمسة أيام، يتعلّم المشاركون كيف يصنعون أفلاما قصيرة باستخدام المجسمات الطينية وقصاصات الورق، ما يعزز مهاراتهم في السرد القصصي والعمل الجماعي والإبداع البصري.
متحف الفن الإسلامي
وفي أغسطس، يتحول متحف الفن الإسلامي إلى فضاء تفاعلي مفعم بالألغاز والتجارب الثقافية، وتعد تجربة “غرفة الهروب – وليمة الأسرار” واحدة من أبرز الفعاليات، حيث تنطلق أيام الأحد والثلاثاء والخميس على مدار الشهر، وتمنح الزوار رحلة بين أربع غرف تمثل شخصيات إسلامية تاريخية، هي: الرحالة، والطاهي، والطبيب، والخطاط.
ومن خلال حل الألغاز، يكتشف المشاركون معلومات مذهلة عن الطب القديم، والتقاليد الغذائية، والفلك وفن الخط، في مسعى لحضور “الوليمة السرية” مع السلطان.
من جانب آخر، ينظم مخيم “نحن ما نأكله” أيام 3، 4، و5 أغسطس، الموجه للأطفال بين 7 و10 سنوات، ويتناول موضوعات الغذاء والهوية والاستدامة، من خلال أنشطة تطبيقية محفزة للفكر، تربط الأطفال بثقافتهم وتحثهم على التفكير في عاداتهم الغذائية.
وتقدم أيضا سلسلة ورش “طبقي على المائدة” كل أربعاء من الشهر، في إطار معرض “مقعد على المائدة”، وتجمع بين الفن الإسلامي المعاصر والتصميم الخزفي، حيث يصمم المشاركون أطباقا مستوحاة من تقاليد الضيافة الإسلامية، بالتوازي مع أبحاث مكتبية وممارسة تطبيقية في استوديو الخزف.
مهرجان “تصوير”
ويقدم مهرجان “تصوير – قطر للصورة” مخيما صيفيا فريدا في أيام 3، 5، 6 و7 أغسطس، ويركز على التصوير الفوتوغرافي، والمقابلات الشخصية، وصناعة المجلات.
ويعتبر هذا البرنامج تجربة شاملة تستهدف تعزيز مهارات السرد البصري لدى المشاركين، وتمكينهم من التعبير عن تجارب إنسانية مشتركة بصور تحكي وتلهم وتستفز الخيال.
متحف قطر الوطني
في سلسلة من الفعاليات المميزة، يتيح متحف قطر الوطني للأطفال فرصة استثنائية للتعرف على خبايا المتاحف من الداخل، ويقام مخيم “المتحف متحفنا” في أوائل أغسطس (3–4 و6–7 أغسطس)، حيث يكتشف الأطفال آليات العمل المتحفي، من إدارة المقتنيات إلى الأرشفة والإرشاد، حيث تم تصميم البرنامج ليعزز تقدير الأطفال للتراث، ويعرّفهم على أهمية حفظ الثقافة الوطنية.
وفي 7 أغسطس، تستضيف المكتبة جلسة رواية القصص “القطط الصغيرة الثلاث”، وهي حكاية مليئة بالمرح والمغزى، تعلم الأطفال أهمية المسؤولية والعناية بالممتلكات.
كما تقام جولة “رحلة الاستكشاف العائلية” في 16 أغسطس باللغتين العربية والإنجليزية، في مغامرة تفاعلية تستهدف العائلات والأطفال، وتعزز معرفة الزوّار بتراث قطر من خلال حل الألغاز والمهمات التعليمية داخل المتحف.
برنامج الفن العام
ضمن سلسلة “حوارات فنية”، تعقد متاحف قطر جلسة في 26 أغسطس حول العمل الفني “ماما” للفنان سيباستيان مونتويا، وتوفر هذه الجلسات مساحة تفاعلية للنقاش بين محترفي الفن والمجتمع، وتكشف الكواليس الإبداعية وراء الأعمال التركيبية المنتشرة في الفضاء العام، وتهدف هذه السلسلة إلى بناء فهم أعمق للفن العام وإلهام الممارسين الثقافيين في قطر.
متحف 3-2-1
يختتم متحف قطر الأولمبي والرياضي برنامجه في 30 أغسطس بجلسة رواية قصص تفاعلية مخصصة للأطفال بين 7 و11 عاما، تهدف إلى تنمية الخيال الأدبي، وتحفيز حب القراءة في نفوس الصغار من خلال أسلوب قصصي مشوق وجاذب.
هذا العام، تطلق متاحف قطر أيضا مبادرة “أمّة التطوّر”، وهي حملة ثقافية تمتد على مدار 18 شهرا، تحتفي بالرحلة الملهمة التي بدأت مع تأسيس متحف قطر الوطني القديم في سبعينيات القرن الماضي، وامتدت لتشمل اليوم شبكة متكاملة من المتاحف والمراكز الثقافية والمعارض الفنية والمواقع الأثرية، التي تثري الحياة العامة في قطر، وتعزز دورها كجسر حضاري يربط بين الماضي والمستقبل.
وفي ضوء هذه التحولات الكبرى، تستمر متاحف قطر في لعب دورها الحيوي كمحرك للابتكار الثقافي، ومصدر للإلهام المجتمعي، ومنصة مفتوحة للحوار والتفاعل مع التراث العالمي، وذلك عبر مؤسساتها الرائدة مثل متحف الفن الإسلامي، ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث، ومتحف قطر الوطني، و3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي، وM7، ومطافئ: مقر الفنانين، وليوان – استديوهات ومختبرات التصميم، بالإضافة إلى مشاريع مستقبلية واعدة مثل دَدُ – متحف الأطفال، ومتحف قطر للسيارات، ومتحف مطاحن الفن، ومتحف لوسيل.
وتؤكد متاحف قطر، تحت رعاية سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقيادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، التزامها الراسخ بصون الإرث الثقافي، ودعم الممارسات الفنية المعاصرة، وتمكين الأجيال الصاعدة من المشاركة الفاعلة في صياغة المشهد الثقافي المستقبلي.
وفي هذا السياق، توجه متاحف قطر دعوة مفتوحة للجمهور العام، من مواطنين ومقيمين وزوار، لاكتشاف ما يقدّمه جدول فعاليات أغسطس من فرص استثنائية للتعلم والاستكشاف، ومشاركة اللحظات الإبداعية مع المجتمع، وتعزيز التقدير المتبادل بين الثقافات.
المواعيد وطرق التسجيل
لمزيد من التفاصيل حول المواعيد الكاملة، وطرق التسجيل، والجولات والمعارض المفتوحة، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني لمتاحف قطر عبر الرابط التالي: مـــن هُنـــا