“المُجادلِة” يحصد جائزة “الابتكار عبر التصميم” لعام 2025

"المُجادلِة" يحصد جائزة "الابتكار عبر التصميم" لعام 2025
"المُجادِلة: مركز ومسجد للمرأة"

حصد “المُجادِلة: مركز ومسجد للمرأة”، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، جائزة “الابتكار عبر التصميم”، من مجلة “فاست كومباني”، لعام 2025 عن فئة التصميم المعماري.

ويأتي هذا التكريم تقديرا للنهج المجتمعي الذي يعكسه تصميم المجادلة المعماري، إذ إنه يوفر فضاء رحبا يدعم النساء المسلمات، ويساعدهن على تعميق إيمانهن، وتحقيق ذواتهنّ في الزمن المعاصر.

وأكدت المديرة التنفيذية لمركز ومسجد “المُجادِلة” الدكتورة سهيرة صديقي، أن لهذه الجائزة قيمة خاصة لفريق المُجادِلة، كونها تؤكد الجهود المبذولة خلال الأشهر الماضية في دعم التطور الشخصي والديني والمجتمعي للنساء المُسلمات.

وقالت صديقي: “إن فوزنا بجائزة “فاست كومباني” هو شهادة على التزامنا بهذه الرؤية، وعلى الدور الحيوي الذي تواصل المرأة المسلمة تأديته لتعزيز الحوار ودفع عجلة التقدم المجتمعي”.

من جهتها، قالت مديرة الاتصال في “المُجادِلة” فاطمة الدوسري”: “يُجسّد التصميم المعماري لـ”المُجادِلة” رؤيتنا في توفير فضاء يشجع على الابتكار، ويرسخ قيمنا الإسلامية وإرثنا الحضاري”.

وأشارت الدوسري، إلى أن تصميم المُجادِلة جاء ليكون مساحة مخصصة للنساء المسلمات لتعميق إيمانهن، وتعزيز تواصلهن معا، مبينة أن هذا التكريم “يساهم في تعزيز قدرتنا على الإلهام والتفاعل ودعم النساء في المجتمعات المتنوعة”.

"المُجادلِة" يحصد جائزة "الابتكار عبر التصميم" لعام 2025

فضاء رحب للمرأة المسلمة

وأسست رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سمو الشيخة موزا بنت ناصر “المُجادِلة: مركز ومسجد للمرأة” في المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر، وصممته شركة ديلر سكوفيديو ورينفرو.

واستوحي “المُجادِلة” من الدور المحوري للمسجد كركيزة للمجتمع، إذ يشكّل مركزا نابضا بالحيوية، فهو يضم قاعات دراسية، ومكتبة، ومساحات للتجمع، ومقهى، وحدائق، مما يوفر فضاء رحبا للمرأة المسلمة للتواصل والتعلم والتفكّر.

ويستضيف “المُجادِلة” مجموعة واسعة من البرامج باللغتين العربية والإنجليزية، تتناول موضوعات مثل التاريخ والفقه الإسلامي، إلى جانب الرفاه الديني والنفسي والاجتماعي.

يمتد المصلى الفريد من نوعه في “المُجادِلة” على مساحة 9,400 قدم مربعة، ليستوعب 750 مصلية، فيما ترتفع قدرته الاستيعابية إلى 1300 مصلية خلال شهر رمضان المبارك، ويرتبط المصلى بجدار القِبلة الذي صُمم بانحناءة غير متماثلة تضم المحراب والمنبر.

كما يضم سقف المركز أكثر من 5000 قناة ضوئية، تنتشر عبرها أشعة الشمس لتعم أرجاء المكان، ويمتد السقف ليظلل المساحات الخارجية. أما المئذنة فقد صُممت على الطراز الحديث ومزودة بمجموعات من مكبرات الصوت، تتحرك صعودا وهبوطا في برج شبكي فولاذي بارتفاع 39 مترا. ويحتوي أيضا على مكان واسع مخصص للوضوء يكسوه الحجر البركاني.

مشروع رائد

بهذا التكريم، يواصل “المجادلة” ترسيخ مكانته كمشروع رائد في تصميم الفضاءات الدينية والمجتمعية للمرأة المسلمة، ويعكس في الوقت ذاته التزام مؤسسة قطر بتعزيز الإبداع والتنوّع الثقافي، ودعم المبادرات التي تمكن المرأة وتفتح أمامها آفاقا جديدة في مجتمعاتنا المعاصرة.

ويؤكد فوز “المجادلة” بهذه الجائزة المرموقة من مجلة “فاست كومباني” مدى أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه التصاميم المعمارية في خدمة المجتمعات، عندما تتجاوز البعد الجمالي لتلامس الاحتياجات الروحية والوجدانية والاجتماعية للفئات المستهدفة، وهو ما تحقق في هذا المشروع الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة كمركز ومسجد صُمم خصيصا للمرأة المسلمة.

كما يسلط التكريم الضوء على قدرة المعمار الإسلامي المعاصر على التطور والانفتاح، دون أن يتخلى عن ثوابته ورموزه الثقافية والدينية. فـ”المجادلة” ليس فقط مبنى دينيا، بل بيئة شاملة تحتضن المرأة في رحلتها نحو المعرفة، والتأمل، والمشاركة الفعالة في المجتمع.

ويعكس هذا المشروع أيضا توجه مؤسسة قطر نحو تطوير نماذج معمارية وإنسانية جديدة تواكب التحديات المعاصرة، وتسهم في تحقيق التنمية الشاملة من خلال التعليم والثقافة والدين. فالمجادلة، بما يوفره من مرافق ومضامين، يشكل منصة حقيقية للتمكين، حيث تتلاقى فيه القيم الإسلامية مع متطلبات الحياة الحديثة، في تجربة متكاملة قلّ نظيرها.

ويُتوقع أن يشكل هذا التتويج دافعا إضافيا لفريق “المجادلة” لتوسيع برامجه ونشاطاته، ومواصلة تقديم نموذج يحتذى به في بناء المساحات الدينية والاجتماعية المخصصة للمرأة، سواء في قطر أو في العالم الإسلامي عموما.

وبذلك، لا يمثل “المجادلة” مجرد تحفة معمارية فازت بجائزة وحسب، بل هو نموذج حي لمستقبل أكثر شمولية وتفاعلا، يعزز حضور المرأة المسلمة، ويعيد تقديم دور المسجد كمنارة فكرية واجتماعية وروحية متجددة، تنسجم مع روح العصر دون أن تفقد هويتها الأصيلة.


 

الرابط المختصر: https://msheireb.co/71z