يُعرف جامع الإمام مُحمَّد بن عبد الوهاب باسم الجامع الكبير في قطر؛ لأنه أكبر مسجد فيها، وقد اُفتتح في عام 2011، ومع ذلك، فإن خطوطه البسيطة وتقوساته الجميلة تخطف الأنظار وتميِّز التقاليد المعمارية الإسلامية. ويضم الجامع ثلاث مكتبات وقاعات منفصلة للصلاة والوضوء للرجال والنساء وقاعات خاصة لحفظ القرآن الكريم، ويستوعب أكثر من 30 ألف مصلٍ.
يوفر الجامع المُشيّد من الحجر الرملي إطلالات رائعة على أفق الدوحة، مع تعاقب الأقواس والقباب التي تجعل الجامع هو الأكبر في البلاد. وتعمل الأرضيات الرخامية الملونة على توفير البرودة للمصلين عند ارتفاع حرارة الصيف، بينما توفر الممرات المظللة بالقباب الصغيرة الظل. ويتكون الجامع من إجمالي 93 قبة، يقع بعضها فوق محراب والمصلى. وتُلقى الدروس الدينية على مدار العام، بالإضافة إلى تقديم جدول قوي للبرامج الاجتماعية والتعليمية والثقافية.
يفتح الجامع أبوابه أمام جميع الزوار، في غير أوقات الصلاة بغض النظر عن الانتماء الديني، على الرغم من أنه يُوصى بالجولات المنظمة. يجب أن يخلع الجميع أحذيتهم قبل دخول الجامع وأن يحرص الزوار على ارتداء ملابس محتشمة، ويتم تزويد النساء بأوشحة لتغطية رؤوسهن، وعباءات، عند الحاجة. ولا يُسمح بتناول الطعام في الداخل، وكما هو الحال مع جميع دور العبادة، يجب على الزوار مراعاة السلوك المحترم واللائق. ولا يُسمح بدخول الأطفال دون سن السابعة، كما يُمنع التصوير منعاً باتاً في منطقة الصلاة المخصصة للسيدات.
شُيّد الجامع الكبير في الدولة على يد مؤسس دولة قطر، الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، تخليداً لذكرى والده. وسُمي على اسم الإمام محمد بن عبد الوهاب، الداعية ورجل المدين المُصلح من المملكة العربية السعودية الذي يُنسب إليه الفضل في تأسيس الوهابية، والتي تطرح تفسيراً أصولياً للإسلام. ويُعرف أتباعه بالسلفيين، وهم منتشرون في كل من قطر والمملكة العربية السعودية، ويركزون على وحدانية الله، مع إنكار التبرك بالأولياء أو زيارة الأضرحة.