دخل النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا، لاعب نادي سانتوس، دائرة اهتمام عدة أندية إنجليزية، تمهيدا لاحتمالية ضمه خلال فترة الانتقالات الشتوية القادمة.
يأتي هذا التطور في ظل رغبة اللاعب في استعادة مستواه المفقود بعد سلسلة من الإصابات وغياب الاستقرار، إضافة إلى الوضعية الحرجة لفريقه الذي يخوض صراعا مريرا لتفادي الهبوط في الدوري البرازيلي.
ويعاني نيمار من الغياب عن صفوف منتخب البرازيل قبل نحو سبعة أشهر من مونديال 2026، لكن مدرب «السيليساو» كارلو أنشيلوتي ترك الباب مفتوحا لعودته في حال تحسن مستواه خلال الفترة القادمة.
أندية البريميرليغ
وبحسب خبير الانتقالات فابريزو رومانو، تواصلت عدة أندية من الدوري الإنجليزي (بريميرليغ) مع ممثلي اللاعب للاستفسار حول احتمالية التعاقد معه خلال الميركاتو الشتوي في صفقة انتقال حر.
وأضاف رومانو أن الوضع الحالي لا يشهد مفاوضات جادة، لكن من المتوقع أن تتضح الصورة أكثر في ديسمبر القادم.
حلم المونديال
وكانت تقارير صحفية قد سابقة أكدت أن نيمار يطمح للعودة إلى أوروبا لتعزيز فرصه في المشاركة مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 2026.
وانضم نيمار إلى سانتوس في يناير الماضي بعقد مدته ستة أشهر بعد فسخ عقده مع الهلال بالتراضي، قبل أن يتم تمديد عقده مع النادي البرازيلي حتى ديسمبر.
وتزامنا مع تواضع مستوى نيمار في معظم المباريات مع سانتوس بسبب تواتر الإصابات، فإن تقارير صحافية برازيلية تؤكد أنه أصبح في ما يُشبه العزلة داخل الفريق، وأن تصرّفاته تستفز كثيرا مكوّنات نادي سانتوس، بما في ذلك التجاوزات التي يرتكبها باستمرار، وتورطه في صراعات داخلية مع مدرب فريقه في ظهوره الأخير.
وأشار أنشيلوتي في عديد المناسبات إلى أنه لن يوجه الدعوة إلى نيمار ليكون حاضرا مع منتخب “السامبا”، إلا عندما يستعيد مستواه الحقيقي، الذي جعل منه واحداً من أفضل اللاعبين في العالم في المواسم الماضية.
وقد يدفع نيمار غاليا ثمن الأزمة الأخيرة التي تسبب فيها داخل فريق سانتوس، لأن عدم ظهوره بانتظام مع الفريق سيكون أشبه بـ”رصاصة الرحمة” التي تُنهي آماله في المشاركة في كأس العالم مع قوة المنافسة التي يجدها وعدم استعداد أنشيلوتي لتقديم هدايا، كذلك فإن التطورات الأخيرة قد تدفع نيمار إلى التفكير فعليا في الرحيل عن سانتوس، وربما العودة مرة أخرى إلى أوروبا.
تشيلسي في الواجهة
وكشفت صحيفة ذا الصن البريطانية، أن عدة أندية إنكليزية تراقب الوضع من كثب، وفي مقدمتها تشيلسي، الذي ارتبط اسم نيمار به منذ أكثر من عقد، بدءا من فترة ما قبل انتقاله إلى برشلونة عام 2013.
ورغم أن سياسة البلوز الحالية تميل نحو الشباب، إلا أنّ وجود مجموعة برازيلية داخل الفريق قد يجعل الصفقة جذابة من الناحية التسويقية والرمزية. كذلك يرى البعض داخل النادي أن التعاقد مع نجم عالمي يتمتع بخبرة قارية قد يكون خطوة تكسر الجمود الهجومي، خصوصاً في ظل إصابات كول بالمر وعدم استقرار الفريق هجوميا.
ويُثير وصول نيمار المحتمل إلى البريمييرليغ اهتماما كبيرا داخل ناديَي مانشستر، إذ يبقى مانشستر يونايتد من أبرز المرشحين، وخصوصا بعد وصول مجموعة “إينيوس” ورغبتها في توقيع صفقة مع نجم صف أول، تعيد الهيبة للنادي، إذ لم يتردد “الشياطين الحمر” سابقا في استعادة كريستيانو رونالدو، ويملك في غرفة ملابسه لاعبين برازيليين مثل كاسيميرو وماتيوس كونيا، ما يجعل بيئة التأقلم مريحة لنيمار.
أما مانشستر سيتي، فهو خيار نظري أكثر منه واقعيا، لكن فكرة أن يعمل نيمار تحت قيادة بيب غوارديولا تبقى حلما لبعض المشجعين، رغم الشكوك في قدرة اللاعب البدنية على التكيف مع ضغط السيتي الهائل.
وينظر ليفربول أيضا إلى وضع اللاعب باهتمام، فالفريق قد يستفيد من خبرة نيمار في ظل تعثّر منظومة أرني سلوت الهجومية، خصوصا في ظل وجود الحارس البرازيلي أليسون بيكر، الذي قد يلعب دورا مهما في إقناع اللاعب.
ورغم تقدّم نيمار في السن، وتراجع مستواه في الفترة الأخيرة، خصوصا بعد الإصابة القاسية التي تعرّض لها مع نادي الهلال السعودي، فإن حلم خوض آخر مونديال بقميص منتخب البرازيل تحت قيادة كارلو أنشيلوتي قد يدفع النجم السابق لبرشلونة إلى خوض تجربة جديدة في أقوى دوري في العالم، إذ يأمل نيمار من خلال هذه الخطوة استعادة جزء من بريقه المفقود، وضمان مكانه في قائمة “السيليساو” المتجهة إلى الملاعب المونديالية صيف 2026.

