أعلن نادي ريال مدريد، إعادة تسمية ملعبه الأسطوري “سانتياغو برنابيو”، ليحمل من الآن اسما مختصرا وأكثر عصرية “البرنابيو”.
ويبرز “برنابيو” كعنوان تسويقي، يواكب طابع الواجهة المستقبلية للصرح، ويختصر إرث “سانتياغو برنابيو” في صيغة يسهل تمييزها عالميا.
ويُنتظر أن تنعكس الهوية الجديدة على اللافتات الداخلية والخارجية ومنتجات المتجر الرسمي ومحتوى المنصات الرقمية، عبر توحيد الخطوط والألوان واستخدام برنابيو كعلامة قائمة بذاتها، إلى جانب شعار ريال مدريد.
ويخدم هذا التبسيط الحملات الدولية، ويزيد من قابلية التعرف على الاسم في الوسائط المرئية والبث التلفزيوني، ويرافق ذلك تحديثات شكلية للواجهة تتناغم مع الاستخدامات الجديدة، من الرياضات الأمريكية إلى العروض الجماهيرية الكبرى، ضمن إطار تصميمي واحد.
منشأة متعددة الاستخدامات
ووفقا لصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، تأتي هذه الخطوة تزامنا مع تحول الملعب إلى منشأة متعددة الاستخدامات، إذ سيستضيف للمرة الأولى مباريات من دوري كرة القدم الأمريكية للمحترفين، اليوم الأحد، إلى جانب مباريات كرة القدم، التي استضاف منها آلاف المباريات المثيرة.
ويعد “البرنابيو” الجديد تحفة معمارية فريدة تعكس رؤية رئيس النادي فلورنتينو بيريز في جعل ريال مدريد مؤسسة رياضية واقتصادية عالمية.
وأكدت صحيفة “آس” أن النادي على وشك النجاح في حل مشكلة الضوضاء الصادرة عن الحفلات الموسيقية الصاخبة، على أن ينتهي هذا الأمر في غضون شهرين على أقصى تقدير، وهو الأمر الذي شدد عليه مهندس الملعب الجديد بنفسه في تصريحات صحفية خلال الأسبوع الماضي.
ويستعد البيرنابيو لاستضافة مهرجان مافيداد في أعياد العام الميلادي الجديد، علما أن جميع تذاكر المهرجان نفذت بالكامل.
مخطط متكامل
وبدأت أعمال التجديد في عام 2019 بتكلفة تجاوزت 900 مليون يورو وفقا لمخطط متكامل، لتشمل سقفا متحركا يغلق بالكامل في دقائق، وشاشات بانورامية بزاوية 360 درجة، وأرضية قابلة للسحب تسمح باستخدام الملعب للحفلات والعروض دون التأثير على جودة العشب الطبيعي.
الهوية البصرية الجديدة للملعب بشعاره العصري المستوحى من هيكله المعدني تضفي عليه طابعا مستقبليا يرمز لتطور النادي، وتجعله أقرب إلى معلم فني ومعماري على غرار متحف جوجنهايم في بيلباو.
وافتتح الملعب في ديسمبر 1947 باسم “تشامارتين الجديد” قبل أن يعاد تسميته تكريما للرئيس الأسطوري سانتياغو برنابيو الرجل الذي جعل من الريال أحد أعظم الأندية في التاريخ.
تاريخ حافل
ومنذ ذلك الحين، احتضن البرنابيو لحظات خالدة: من أمجاد الخمسينيات الأوروبية، إلى حقبة “الغلاكتيكوس”، وصولا إلى معجزات دوري الأبطال في العقد الأخير.
كل زاوية من الملعب تحمل ذكريات تاريخية لا تنسى، من نهائي كأس العالم 1982 بين إيطاليا وألمانيا الغربية، إلى “الريمونتادات” المدوية أمام باريس سان جيرمان وتشيلسي ومانشستر سيتي عام 2022.
على مدار عقود، ظل البرنابيو أكثر من مجرد ملعب إنه رمز للهوية المدريدية وصوت جماهيرها التي تهتف دائما: هلا مدريد.
ميزانية مليارية
من جهة ثانية، يستعد نادي ريال مدريد متصدر الدوري الإسباني حاليا لعرض ميزانية موسم 2025-2026، في الجمعية العمومية في الشهر الجاري، تُعد الأضخم في تاريخ كرة القدم.
وذكرت صحيفة “ماركا” الإسبانية، أن ريال مدريد سيقدّم لأعضائه ميزانية قياسية تبلغ 1.248 مليار يورو من الإيرادات العادية دون احتساب صفقات انتقالات اللاعبين.
وقالت الصحيفة “سيعرض ريال مدريد على الجمعية العمومية أكبر ميزانية في تاريخه بفضل إيرادات ملعب برنابيو، ومن المتوقع أن يواصل الملعب زيادة الإيرادات”.
تحولات اقتصادية
ويعكس الرقم المذكور “تحوّلا واضحا في اتجاه إدارة ريال مدريد”، كما يُعد المستند الاقتصادي الأكثر طموحا الذي قدّمه النادي للجمعية.
وتشمل توقعات ريال مدريد زيادة قدرها 75.5 مليون يورو مقارنة بإغلاق السنة المالية 2024-2025، بزيادة قدرها 5%.
ويستند هذا النمو إلى ركيزتين أساسيتين هما، استغلال ملعب برنابيو والاتفاقيات التجارية الجديدة، وعليه أصبح الملعب هو المحرك المالي للنادي القادر “على جلب الإيرادات باستمرار بغض النظر عن جدول المباريات”.
إيرادات برنابيو
وحقق ريال مدريد من الملعب فقط إيرادات بلغت 79.1 مليون يورو في السنة المالية 2024-2025، وذلك من الأعمال الجديدة أي دون احتساب مبيعات التذاكر أو منطقة كبار الشخصيات.
وجاءت إيرادات الملعب على النحو التالي:
- جولة الزائرين لسانتياغو برنابيو: 52.6 مليون يورو
- الفعاليات والحفلات الموسيقية: 15.4 مليون يورو
- خدمات الطعام والضيافة: 10.3 ملايين يورو
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأرقام تحققت رغم أن الملعب لم يكن قد وصل إلى كامل خدماته الاستثمارية بنسبة 100%.
ويتوقع النادي زيادة إضافية في الميزانية لموسم 2025-2026، بفضل تفعيل كامل مناطق الضيافة والمطاعم، واستغلال جميع مساحات كبار الشخصيات وإدراج فعاليات دولية أخرى.
وينتظر النادي أن يزداد تأثير الملعب في النموذج الاقتصادي مع تأثير خاص على بند الإيرادات من “الأعضاء والملعب”، الذي سيرتفع من 326.8 مليون يورو إلى 402.4 مليون يورو.
وستكون رسالة إدارة ريال مدريد إلى جمعيته العمومية التي ستُعقد يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، أن ملعب برنابيو هو “منجم ذهب”.
واختتمت الصحيفة “يحقق ملعب برنابيو إيرادات عندما يكون هناك مباريات وعندما لا يكون أيضا”.
صفقات جديدة
أشارت تقارير صحفية إلى أن ريال مدريد يخطط لتعزيز صفوفه خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة وقد حدد 4 أولويات لذلك.
وذكر موقع “توين فاموس”، أن إحدى أولويات ريال مدريد في الأشهر المقبلة هي تمديد عقد فينيسيوس جونيور.
ويرتبط المهاجم البرازيلي حاليا بعقد حتى عام 2027، لكن هدفه هو تمديد عقده مع النادي، الذي يسعى هو الآخر إلى ذلك.
ويحتاج النادي الملكي إلى الجلوس والتفاوض بشأن الاتفاق لأن مستقبل البرازيلي يؤثر على مجال رئيس يُفكر فيه النادي بجدية وهو التعاقد مع مهاجم هداف.
كما يُفكر ريال مدريد أيضا بجدية في التعاقد مع لاعب وسط متميز لتعزيز خط هجومه.
لهذا السبب، تفكر إدارة “الميرينغي” بعودة نيكو باز، الذي يُقدم أداء رائعا مع كومو، والذي يُمكنه أيضا اللعب على الجناح الأيمن في بعض المواقف.
من ناحية أخرى، حدد النادي الملكي حاجته إلى قلب دفاع قوي في الكرات الهوائية ويمتلك قوة بدنية كبيرة.
وهذه الصفات الدفاعية افتقدت بشدة في المباريات الحاسمة، وهي ضرورية للمنافسة في بعض المباريات.
وتشير الأنباء إلى أن الفريق سيختار في النهاية بين دايوت أوباميكانو من بايرن ميونخ أو إبراهيما كوناتي من ليفربول، وكلاهما سيصبح لاعبا حرا في 30 يونيو المقبل.
واكتفى ريال مدريد في سوق الانتقالات الأخيرة بضم دين هويسن وفضّل تكديس المواهب في مراكز أخرى، ليصل الحال إلى وجود 3 لاعبين في مركز الظهير الأيسر (مع إمكانية مشاركة دافيد ألابا كرابع)، بينما يقف مركز قلب الدفاع على حافة الانهيار بعد إصابة أنطونيو روديغر.
ويقدم الميرينغي بداية موسم رائعة، إذ يتصدر الليغا بعد 12 جولة برصيد 31 نقطة، بفارق ثلاث نقط أمام غريمه برشلونة (28 نقطة).

