الاحتلال الإسرائيلي يغتال صوت الحقيقة في غزة

الاحتلال الإسرائيلي يغتال صوت الحقيقة في غزة
الشهيدان أنس الشريف ومحمد قريقع

اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الأحد، مراسلي قناة الجزيرة في قطاع غزة أنس الشريف ومحمد قريقع، ومصوريهما إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، باستهداف خيمتهم أمام مجمع الشفاء الطبي.

وقالت مصادر صحفية فلسطينية، إن جيش الاحتلال قصف بصاروخ مسيرة خيمة طاقم الجزيرة الملاصقة لمجمع الشفاء الطبي، ما أدى إلى استشهاد من كان بداخلها.

واستشهد إلى جانب طاقم الجزيرة في مدينة غزة، الصحفي محمد الخالدي، والمصور مؤمن عليوة، وفقا لمصادر صحفية فلسطينية.

وأقرَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهدافه للصحفي أنس الشريف واصفا إياه بأنه “إرهابي تنكر بزي صحفي في قناة الجزيرة”.

وكان الشريف قدّ تعرض لحملة تحريض إسرائيلية واسعة في الآونة الأخيرة، بسبب تغطيته للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وجريمة التجويع التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين.

هكذا اغتال الاحتلال صوتي الحقيقة أنس الشريف ومحمد قريقع

الظهور الأخير

وكان الصحفي محمد قريقع قد اختتم مداخلته الأخيرة مع قناة الجزيرة قبل دقائق قليلة من استشهاده، والتي أكد فيها أن مدينة غزة تشهد ليلة عصيبة وقصف متواصل من طائرات الاحتلال الإسرائيلي.

أما أنس الشريف، فكان ظهوره الأخير على شاشة قناة الجزيرة الساعة الـ 12 ظهرا، حيث كان يغطي من داخل مستشفيات قطاع غزة، راصدا الحالة المأساوية التي وصل لها الأطفال نتيجة التجويع الإسرائيلي المتعمد للقطاع.

وعلى مدار أشهر طويلة عمل الصحفيان الشريف وقريقع ومصورا قناة الجزيرة على نقل حقيقة جرائم الاحتلال في مدينة غزة وشمال القطاع.

وصية الشريف

وعقب عملية اغتياله، نشر حساب أنس الشريف على موقع “فيسبوك” وصية الشهيد، الذي كان يتوقع استهدافه من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد عمليات التحريض الكبيرة التي تعرض لها في الآونة الأخيرة.

وقال الشريف في الوصية التي كتبها في شهر أبريل 2025، “إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي”.

وأضاف الشريف في وصيته الأخيرة: “إن متُّ، فإنني أموت ثابتا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى”.

وأضاف: “عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارا، ورغم ذلك لم أتوانَ يوما عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف”.

وصية أنس الشريف_ أوصيكم بفلسطين درةَ تاجِ المسلمين ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم.

تنديد واسع

ونددت الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك بجريمة اغتيال الصحفيين.

وقال دوجاريك -في تصريحات للجزيرة- إن الأمم المتحددة نددت بجميع عمليات قتل الصحفيين، مضيفا أن العاملين في الإعلام يجب أن يتكمنوا من أداء عملهم بحرية دون استهداف.

وعلقت إيرين خان المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي على عملية الاغتيال بأن الجيش الإسرائيلي يحاول قتل الحقيقة لكنه لا يستطيع ذلك.

وقالت المسؤولة الأممية، إن الصحفيين الذين يكشفون فظائع إسرائيل في قطاع غزة يتم استهدافهم، ووصفت الراحل أنس الشريف بالصحفي الشجاع، وقالت إنه أبلغها أنه سيواصل كشف الحقيقة.

من جهتها، أعربت لجنة حماية الصحفيين عن صدمتها لاغتيال مراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع ومصوريْهما على يد إسرائيل بغزة.

وقالت اللجنة إن طاقم الجزيرة قُتل في هجوم على خيمة يستخدمها الصحفيون، مشيرة إلى أن إسرائيل قتلت 180 صحفيا فلسطينيا على الأقل منذ بدء الحرب على غزة.

بدوره عبر نادي الصحافة الأميركي عن الحزن والألم لاغتيال مراسلَي الجزيرة في غزة، وقال رئيس النادي إن أنس الشريف واحد من بين أكثر من 200 صحفي تم الإبلاغ عن قتلهم منذ بدء الحرب، ووصف الشريف بأنه كان صحافيا مرموقا.

كما نعت الفصائل الفلسطينية الشهيدين أنس الشريف ومحمد قريقع، مؤكدة أن اغتيالهما “جريمة وحشية تتجاوز كل حدود الفاشية والإجرام”.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/6g9