واشنطن بوست: إسرائيل استهانت بعلاقة الولايات المتحدة بقطر

قالت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها، إن علاقة الولايات المتحدة مع قطر دخلت مرحلة جديدة، بموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يقدّم ضمانات أمنية لقطر، بما في ذلك الالتزام بالرد السريع على أيّ “عدوان أجنبي”.

وأكدت الصحيفة أن هذا المستوى من الدعم عادة ما يقتصر على أقرب حلفاء واشنطن.

وأوضحت “واشنطن بوست” أن هذه الخطوة جاءت بعد الهجوم الإسرائيلي غير المتوقع على الدوحة في 9 سبتمبر، والذي أصاب حيا سكنيا وأسفر عن استشهاد ستة أشخاص، بينهم رجل أمن قطري.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الإسرائيلي رغم إخفاقه في إصابة أهدافه – مسؤولو حماس في الدوحة – إلا أنه أدى إلى تغيّر في حسابات حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي.

وكتب جورجيو كافييرو، الأستاذ المساعد المساعد في جامعة جورجتاون: ”مع سعي كل من الملكيات الست إلى تحقيق أهداف طموحة في مجال التنمية الاقتصادية والتنويع، أصبح الاستقرار الإقليمي ضرورة استراتيجية مشتركة”.

وأضاف: “إن جذب المستثمرين وقادة الأعمال والسياح يعتمد على الحفاظ على بيئة آمنة – ليس فقط داخل حدودهم، ولكن في جميع أنحاء المنطقة بشكل عام. من وجهة نظر الخليج، تلقي أفعال إسرائيل بظلالها على جدوى هذه الرؤى للتحول الاقتصادي”.

وأفاد الخبراء أن الرئيس ترامب، الذي يطمح إلى أن يكون صانع صفقات في الشرق الأوسط، قد يتعامل مع تداعيات الضربة الإسرائيلية لفترة من الوقت. بحسب “واشنطن بوست”

من جانبه، قال باتريك ثيروس، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في قطر من 1995 إلى 1998: “لا أعتقد أن ترامب أدرك مدى خطورة الأمر، ومدى الضرر الذي ألحقه به الإسرائيليون”. وأضاف “هذا وضع ترامب في موقف صعب للغاية”.

وكتب المحلل الدفاعي الإسرائيلي رون بن ييشاي: “كان للصفقات التجارية التي وُعد بها ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى الدوحة، وجهود قطر في الوساطة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وحماس، وتعهد الدوحة بدعم خطة من 20 نقطة لإنهاء الحرب في غزة وتعزيز الاستقرار الإقليمي، تأثير كبير”.

دور مركزي

وذكرت الصحيفة أن دولة قطر لعبت على مر السنين، دورا مركزيا في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، مبينة أن الدوحة تستضيف مكتبا سياسيا لحركة حماس منذ عام 2012 والذي يستخدم كخط اتصال للمفاوضات.

وأشارت إلى أن قطر وقبل وساطتها لوقف الحرب على غزة، كانت جسرا مهما بين الولايات المتحدة وطالبان خلال محادثات السلام حول أفغانستان وأثناء عملية الإجلاء في عام 2021. كما ساعدت قطر في تأمين تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا. وفي عام 2023، كانت قطر هي التي توسطت في تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وإيران.

إسرائيل استهانت بالعلاقة

وقالت “واشنطن بوست”، إنه وفي ضوء ذلك، “يبدو أن قرار إسرائيل بضرب الدوحة قد استخف بالروابط القوية بين الولايات المتحدة وقطر. يوم الاثنين، وبناء على طلب واضح من ترامب، اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنظيره القطري ليعتذر عن الضربة. وبينما كان ترامب يحمل سماعة الهاتف على ركبتيه، أكد نتنياهو لرئيس وزراء قطر: إسرائيل لا تنوي انتهاك سيادتكم مرة أخرى في المستقبل، وقد تعهدت بذلك للرئيس”.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو كان بإمكانه تجنب هذا “الطقس المهين”، منوهة إلى أن وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) عارضت الضربة خشية أن تؤدي إلى قطع علاقات الوكالة مع القطريين.

ضمانات أمنية

وقبل يومين أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر أمرا رئاسيا، أكد فيه أن الولايات المتحدة تعتبر أي هجوم مسلح على أراضي دولة قطر أو سيادتها أو بنيتها التحتية الحيوية تهديدا لسلام وأمن الولايات المتحدة.

وبيّن ترامب أن هذا الأمر الرئاسي جاء تقديرا للتحالف الدائم بين الولايات المتحدة ودولة قطر.

وشدد على أن سياسة الولايات المتحدة هي ضمان أمن دولة قطر وسلامة أراضيها ضد أي هجوم خارجي.

اعتذار نتنياهو

والاثنين الماضي، قدم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتذاره عن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقرات سكنية لقيادة حركة “حماس” في العاصمة الدوحة، وانتهاك السيادة القطرية، متعهدا بعدم تكرار أيّ استهداف لأراضي دولة قطر في المستقبل.

جاء ذلك خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع كل من رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقالت الخارجية القطرية في بيان لها، إن هذا الاتصال جاء في إطار الجهود الأمريكية للتعامل مع تداعيات العدوان الإسرائيلي، وما نتج عنه من انتهاك صارخ لسيادة دولة قطر، واستشهاد المواطن القطري بدر الدوسري.

العدوان على قطر

وفي 9 سبتمبر الجاري، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما جويا على مقرات سكنية لقيادة حركة “حماس” بالدوحة، ما أدانته قطر وأكدت احتفاظها بحق الرد على العدوان الذي استشهد فيه عنصر أمن قطري.

بينما أعلنت “حماس” نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.

وأثار العدوان الإسرائيلي على سيادة قطر إدانات عربية ودولية، مع دعوات إلى ضرورة ردع “إسرائيل” لوقف الاعتداءات التي تنتهك القانون الدولي.

وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة، إلى جانب مصر وبإشراف أمريكي، في مفاوضات غير مباشرة بين “حماس” وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بغزة.

وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 66 ألفا و55 شهيدا و168 ألفا و346 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.

شاهد أيضا