من على متن أسطول الصمود.. “مشيرب” ترصد تحديات الرحلة ومخاطرها

من على متن أسطول الصمود.. "مشيرب" ترصد تحديات الرحلة ومخاطرها

مشيرب ـ هاجر رضوان

من على متن إحدى القوارب المتجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي، تكافح الناشطة العُمانية أمامة اللواتي لإيصال صوتها للعالم أجمع، والذي يصمت عن “حرب الإبادة الجماعية والتجويع” التي يتعرض لها القطاع، قائلة: ” زمن الشعارات والكلام قد انتهى، وحان وقت الفعل”.

وانطلقت عشرات السفن ضمن “أسطول الصمود العالمي” نهاية أغسطس الماضي ومطلع سبتمبر الجاري من إسبانيا وإيطاليا، محملة بمساعدات إنسانية، بهدف فتح ممر إنساني وكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة الممتد منذ 18 عاما، والذي اشتّد خلال العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023.

ويضم “أسطول الصمود” نحو 50 سفينة، يشارك على متنها ناشطون من دول أوروبية وعربية وأفريقية ومن أمريكا اللاتينية وتركيا والولايات المتحدة وباكستان والهند وماليزيا وغيرها.

وأكد الناشطة اللواتي في مداخلة حصرية لـ”منصة مشيرب”، أن الرحلة لم تنته بعد، مشيرة إلى أن التطورات في الساعات والأيام المقبلة ستحدد ما إذا كان هذا الجهد سيترجم إلى وصول فعلي للمساعدات أو سيبقى علامة احتجاجية تضيف وزنا لمطالب وقف الحصار والضغط الدولي.

وشددت على أن رسالة الأسطول لا تقتصر على إيصال المساعدات الإنسانية فقط، بل هي أيضا محاولة للفت نظر الرأي العام الدولي إلى مأساة مدنية وإنسانية يعيشها سكان غزة. 

وبيّنت اللواتي في حديثها لـ”مشيرب” أنها تزداد إيمانا يوما بعد يوم بأهمية مشاركتها في هذه الرحلة، مؤكدة أنه لا يوجد أي سبب يمكن أن يمنعها من المشاركة. وقالت: ما يحدث في غزة يفوق الوصف والتعبير، واصفة إياه بـ”جريمة القرن”.

ولفتت إلى أن “الفعل نفسه جاء متأخرا”، لكنها نوهت في الوقت نفسه إلى ضرورة البدء من أي نقطة، معتبرة أن الاستمرار بالعمل والتحرك أهم من الاكتفاء بالشعارات والتنديد.

وزراء خارجية 16 دولة يعربون عن قلقهم بشأن سلامة "أسطول الصمود العالمي"

لن أعود

وروت اللواتي أن من أكثر اللحظات المؤثرة التي عاشتها خلال الرحلة كانت حين اجتمع الوفد الخليجي وأُبلغوا بأن عدد المشاركين قد يقلص إلى النصف بسبب عطل في بعض المراكب، وهو ما وصفته بلحظة حزينة وصعبة انعكست على وجوه الجميع. 

واستذكرت الناشطة العُمانية لحظة أخرى لا تقل صعوبة تمثلت في تعطل القارب الذي كانت على متنه بعد إبحاره إلى جزيرة صقلية، حيث طلب منها العودة إلى تونس أو إيطاليا، لكنها أكدت أنها رفضت ذلك وأصرّت على الانتقال إلى أي قارب آخر، قائلة: “لن أعود إلى بلدي إلا إذا وصلت إلى غزة”.

وأشارت إلى أن الفعل الشعبي والمنظمات المدنية تستطيع أن تضغط أخلاقيا على مؤسسات القرار الدولي، مطالبةً بوقف التواطؤ الدولي الذي يسهّل استمرار ما وصفته بـ “الإبادة والتجويع”. 

وأضافت: “لا شيء يحرج إسرائيل ما دامت القوى العظمى تقف معها. الحل أن نستيقظ كشعوب ونقف ضد من يساندون الإبادة”.

وتؤكد أمامة أنه لن تتراجع عن هدفها الإنساني والرمزي وإيصال الرسالة بأن “الشعوب قادرة على الحراك ورفع الصوت أمام ما يعتبرونه انتهاكا لحقوق المدنيين في غزة”. 

على بعد أيام

وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أعلن الأسطول أنه على بعد ثلاثة أو أربعة أيام من قطاع غزة، فيما يدخل خلال يومين “المنطقة عالية المخاطر”.

والأحد، قالت قناة “كان” العبرية الرسمية إن إسرائيل تستعد “للسيطرة” على سفن “أسطول الصمود” العالمي.

وستكون الخطوة المحتملة بمثابة تكرار لسيناريو السفينتين “مادلين” و”حنظلة”، اللتين ارتكبت إسرائيل بحقهما قرصنة في يونيو ويوليو الماضيين.

هجمات بمسيرات

يشار إلى أن أسطول الصمود العالمي، تعرض لهجمات بطائرات مسيرة يعتقد أن إسرائيل نفذتها، ما تسبب في عدة انفجارات.

ويواصل “أسطول الصمود” سيره في اتجاه غزة المحاصرة ويضم اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية، وعلى متنه أكثر من 500 ناشط من 40 دولة.

وتعد هذه أول مرة يبحر فيها هذا العدد من السفن مجتمعة نحو قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني، ويحاصره الاحتلال الإسرائيلي منذ 18 سنة.

وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

وشددت إسرائيل الحصار على القطاع، منذ 2 مارس الماضي، عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 66 ألف شهيد، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/725