شراكة إنسانية بين قطر وكندا لدعم أطفال غزة

شراكة إنسانية بين قطر وكندا لدعم أطفال غزة
جانب من المؤتمر الصحفي القطري - الكندي المشترك

مشيرب ـ هاجر رضوان

في تحرك إنساني مشترك، وتحت رعاية وزارتي الخارجية في دولتي قطر وكندا، أطلق الهلال الأحمر القطري بالشراكة مع الصليب الأحمر الكندي مشروعا إنسانيا جديدا لدعم جرحى غزة من النساء والأطفال.

ويهدف المشروع الجديد إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والنساء الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من قطاع غزة إلى دولة قطر لتلقي العلاج، وذلك امتدادا لمبادرة أمير دولة قطر، سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لعلاج 1,500 مصاب من القطاع.

ويمتد المشروع لستة أشهر، بدعم مالي مباشر من الحكومة الكندية يبلغ 500,000 دولار كندي، ويُركز على الرعاية النفسية الشاملة، إلى جانب الأنشطة المجتمعية والتعليمية والتأهيلية.

رعاية دبلوماسية وحضور رفيع

وجاء الإعلان عن المشروع خلال مؤتمر صحفي عُقد في الدوحة، بحضور ممثلين عن وزارتي الخارجية في البلدين، من بينهم مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية، سلطان بن أحمد العسيري، وسفيرة كندا لدى الدولة، إيزابيل مارتن، ورئيسة وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطر، بسمة طباجة، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري.

وفي كلمته خلال المؤتمر، أوضح الأمين العام للهلال الأحمر القطري، فيصل محمد العمادي، أن المشروع يأتي استكمالا للدور الإنساني الذي تضطلع به قطر تجاه الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن رعاية وزارة الخارجية لهذه الاتفاقية تعكس الدعم الرسمي والشعبي المطلق للقضية الفلسطينية في هذه المرحلة الحرجة.

مبادئ مشتركة

وأكدت السفيرة الكندية لدى الدولة، إيزابيل مارتن، وفي مقابلة خاصة لـ “منصة مشيرب”، أن المشروع يُجسد المبادئ المشتركة التي تجمع بين كندا وقطر في المجال الإنساني.

وقالت إن هذا التعاون بين كندا وقطر، وتحديدا بين الهلال الأحمر القطري والصليب الأحمر الكندي، مهم جدا لأنه يجسد قيما مشتركة في الإنسانية والتكافل.

وأضافت: “نحن نساهم في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والنساء الذين أُجبروا على مغادرة غزة لتلقي العلاج في قطر، بعد أن نزحوا نتيجة الحرب المستمرة”.

ونوّهت إلى أهمية الصحة النفسية في عملية التعافي، وأن الأطفال بحاجة إلى القوة النفسية لمواصلة حياتهم. وتابعت: “العلاج الجسدي ضروري، لكن الأهم هو تجاوز الصدمة النفسية”.

كما أشارت إلى أن هذا المشروع يندرج تحت مظلة مذكرة التفاهم الثنائية بشأن التعاون الإنمائي التي وُقّعت خلال زيارة سمو الأمير إلى كندا في سبتمبر 2024.

تكليف رسمي وتعاون مستمر

من جانبه، قال مساعد الأمين العام لقطاع الإغاثة والتنمية الدولية في الهلال الأحمر القطري، محمد بدر السادة، في حديث لـ “مشيرب” إن هذه المبادرة جاءت تنفيذا لتكليف رسمي من وزارة الخارجية، عبر إدارة التعاون الدولي، في إطار مبادرة سمو الأمير لعلاج وإجلاء 1,500 فلسطيني من غزة.

وأوضح أن الدعم الكندي يتمثل في مساهمة مالية مباشرة عبر الصليب الأحمر الكندي لتغطية أنشطة المشروع، مضيفا أنه تم البدء في تنفيذ المشروع في مايو الماضي، وسينتهي نهاية أكتوبر 2025، وهو يتضمن برامج دعم نفسي مجتمعي، وورشا فنية، وأنشطة رياضية، واستشارات فردية، بإشراف فريق متخصص يضم 50 كادرا مؤهلا.

ونوّه السادة إلى أن هذا النوع من التعاون يعزز الجهود الإنسانية الجماعية، مؤكدا أنها ليست أول مبادرة، فقد سبقتها مشاركة من الحكومة البريطانية، ويتوقع مبادرات أخرى مستقبلا، لأن التكاتف بين المؤسسات الإنسانية هو السبيل لتقديم خدمات فعالة للمحتاجين.

وأشار إلى التحديات الميدانية بقوله: “غزة تحتاج إلى إعادة إعمار عاجلة، ومعظم المؤسسات الإنسانية لم تتمكن حتى الآن من الدخول إلى القطاع، لكن الدعم القطري سيظل قائما باعتباره التزاما استراتيجيا لا ينفصل عن السياسة الوطنية ولا عن توجه المؤسسات الإنسانية في قطر”.

سجل من الشراكات السابقة

ويعد هذا التعاون جزءا من التعاون المشترك بين الهلال الأحمر القطري والصليب الأحمر الكندي. ففي عام 2021، شاركت المؤسستان في تبادل خبرات فنية ضمن برامج الاستجابة للطوارئ، كما نُظمت ورش عمل مشتركة ضمن الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، ركزت على بناء القدرات في مجال الدعم النفسي والتدخل في الأزمات.

كما تعاون الطرفان خلال جائحة “كوفيد–19” في تبادل آليات الدعم المجتمعي عن بُعد، وتقديم مساعدات لوجستية في كندا وقطر، ما يعكس استمرارية العلاقات الإنسانية بين الجانبين.

وتأسس الهلال الأحمر القطري عام 1978 كأول منظمة إنسانية تطوعية في دولة قطر، وهو عضو فاعل في الحركة الدولية، ويمارس نشاطه محليا ودوليا في مجالات الإغاثة والتنمية والصحة النفسية والاجتماعية، ويتميّز بقدرته على الوصول لمناطق النزاعات بصفته منظمة إنسانية محايدة وغير سياسية.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/63u