انطلقت سفينة “حنظلة” لكسر الحصار عن قطاع غزة، من ميناء سيراكوزا في إيطاليا اليوم الأحد، حاملة على متنها نشطاء دوليون من مختلف أنحاء العالم، الذين أبوا التماهي مع الصمت العالمي تجاه ما يحدث من إبادة وتجويع في قطاع غزة.
وأكدت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة في بيان لها اليوم الأحد، أن “هذا التحرك الشعبي والدولي يأتي امتدادا لسفن سابقة مثل “الضمير” و”مادلين”، ومقدمة لموجة تضامنية أكبر خلال هذا العام”.
وأضافت اللجنة: “جرائم الاحتلال من قرصنة بحرية، واختطاف النشطاء، ومصادرة السفن، واعتقال المتضامنين لن ترهبنا، ولن توقف مساعينا، ما دام الحصار مستمرا”.
وتابعت: “إننا في اللجنة الدولية وضمن تحالف أسطول الحرية، نعمل على تصعيد الحراك البحري الدولي لكسر الحصار”.
ودعت اللجنة في بيانها “جميع الحركات والمؤسسات التضامنية حول العالم إلى توحيد الجهود وتصعيد الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الدوليين من أجل إنهاء الحصار تمهيدا لإنهاء الاحتلال نفسه باعتباره أصل كل مآسي المنطقة”.
وشددت على أن “سفينة حنظلة ليست مجرد قارب، بل صرخة ضمير عالمي في وجه التطبيع مع الحصار، ورسالة إلى شعوب العالم أن التحرك التضامني ليس خيارا، بل واجبا إنسانيا وأخلاقيا”.
وأكدت اللجنة في ختام بيانها أنها “لن تترك غزة وحدها”.
سوابق إسرائيلية
وقال منظمو الرحلة، إنهم لا يتوقعون الوصول إلى غزة بالنظر إلى السوابق الإسرائيلية في التعامل مع السفن التي حاولت كسر الحصار.
وأشار مراسل “قناة الجزيرة” من على متن السفينة، إلى التهديدات التي أطلقتها إسرائيل مؤخرا لمنع السفينة “حنظلة” من بلوغ شواطئ غزة، موضحا أن آخر سفينة حاولت كسر الحصار كانت السفينة “مادلين”، التي أوقفتها البحرية الإسرائيلية في يونيو الماضي.
وفي 9 يونيو 2025 استولى جيش الاحتلال على سفينة “مادلين” ضمن “أسطول الحرية”، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية، واعتقل 12 ناشطا دوليا كانوا على متنها، ولاحقا رحلت إسرائيل الناشطين شرط التعهد بعدم العودة.
سفينة حنظلة
الجدير بالذكر أن السفينة أخذت اسمها من شخصية “حنظلة” التي تعد أيقونة فلسطينية رمزية ابتكرها الفنان الكاريكاتيري الفلسطيني ناجي العلي عام 1969، وتعتبر رمزا للصمود والمقاومة الفلسطينية.
ويُجسد حنظلة طفلا في العاشرة من عمره يقف مكتوف اليدين ويدير ظهره للعالم معبرا عن رفضه للظلم والتطبيع مع الحلول السياسية التي لا تحقق العدالة للفلسطينيين.
واستوحى ناجي العلي اسم “حنظلة” من نبات الحنظل الصحراوي المعمّر ذي الثمرة المرة والجذور العميقة والذي يعاود النمو حتى لو قُطع، مما يرمز إلى صمود الشعب الفلسطيني وقوّته رغم المعاناة والتهجير.
ويُمثل حنظلة الطفل اللاجئ الفلسطيني الذي غادر وطنه عام 1948 خلال النكبة وهو في سن العاشرة، وهي السن التي كان عليها ناجي العلي حين هُجّر.