خطة التهجير مستمرة.. واشنطن وتل أبيب تناقشان هجوما محتملا على جنوب غزة

قال موقع أكسيوس إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد الماضي أنه يشعر بالقلق إزاء عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة الحالية.

ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين أثنين أن إدارة بايدن تشعر بقلق بالغ من أن تؤدي العملية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة – حيث يتركز أكثر من مليون فلسطيني – إلى وقوع المزيد من الضحايا المدنيين بشكل كبير وتعميق الأزمة الإنسانية في القطاع.

وقتلت إسرائيل 15 ألف فلسطيني على الأقل خلال 48 يوما من الحرب، بينهم 7 آلاف طفل و4 آلاف امرأة فضلا عن أكثر من 30 ألف جريح غالبيتهم نساء وأطفال، وأكثر من 20 ألف مفقود.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن عدد الأطفال الذين قتلتهم إسرائيل في غزة تجاوز عدد الأطفال الذين قتلوا خلال عامين في الحرب الروسية الأوكرانية، وقالت منظمة يونيسيف إن العدد تجاوز كل ضحايا الحروب من الأطفال منذ 2019.

جانب من الدمار الذي أحدثته إسرائيل في حي الرمال شمال قطاع غزة

مكالمات بايدت ونتنياهو

وقال مسؤول أمريكي لأكسيوس إن مكالمة بايدن الهاتفية مع نتنياهو يوم الأحد ركزت بشكل خاص على مخاوفه بشأن عملية إسرائيلية في جنوب القطاع.

وقال بايدن لنتنياهو إن الطريقة التي عملت بها إسرائيل في شمال غزة، والتي تضمنت هجوما واسع النطاق وثلاث فرق مدرعة ومشاة، لا يمكن تكرارها في الجزء الجنوبي من القطاع بسبب مئات آلاف الفلسطينيين الموجودين هناك.

وقال نتنياهو لبايدن إن العملية في الجنوب ضرورية لتحقيق هدف إسرائيل المتمثل في تدمير حماس وأن الجمهور الإسرائيلي لن يقبل بوقف العملية العسكرية الآن، حسبما نقل أكسيوس عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

وقال بايدن في المكالمة إنه يريد إجراء مزيد من المناقشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول الخطط العملياتية للجيش الإسرائيلي في جنوب غزة قبل أي تحرك من هذا القبيل، وقد وافق نتنياهو على هذا، حسب المسؤولين.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن محادثتين مماثلتين جرتا في الأيام الأخيرة بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الجيش الإسرائيلي يوآف اغلانت.

 

محاولة حشد السكان في الجنوب

وفي وقت مبكر من الحرب، طلبت إسرائيل أكثر من مليون فلسطيني بإخلاء شمال غزة والانتقال إلى الجنوب قبل بدء غزوها البري، لكنها قصفت الجنوب ولم تلتزم بتوفير مكان ولا ممر آمن.

ولم يستجب غالبية السكان لدعوة إسرائيل وحتى من خرجوا تم استهداف بعضهم في الحافلات وعلى الطرق وعندما وصلوا إلى الجنوب الذي استحوذ على أكثر من 45% من القصف.

ورفض البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على تفاصيل المكالمة الهاتفية التي جرت يوم الأحد بين بايدن ونتنياهو، وفق أكسيوس.

إسرائيل استهدفت منازل السكان المدنيين في غزة

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، إن إدارة بايدن “لا تدعم العمليات في الجنوب ما لم أو حتى يتمكن الإسرائيليون من إثبات أنهم قد حددوا مصير جميع النازحين داخليا في غزة”.
وأضاف كيربي أنه يجب على إسرائيل التأكد من أن خطتها للعمليات في جنوب قطاع غزة “تأخذ في الاعتبار بشكل صحيح السكان المدنيون الإضافيون المتواجدين الآن في جنوب غزة”.

وتجري حاليا مفاوضات بشأن التمديد الثاني المحتمل لوقف القتال في غزة. ومن المقرر أن تنتهي فترة التوقف، التي تم تمديدها لأول مرة يوم الاثنين، ليلة الخميس.

وحتى لو تم تمديد وقف إطلاق النار الإنساني، فإن المسؤولون الإسرائيليون يقولون إن وقف القتال من المرجح أن يستمر لبضعة أيام أخرى فقط.

جانب من الدمار الذي أحدثته إسرائيل في شمال قطاع غزة

وقال رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي إن الخطط العسكرية لعملية في جنوب غزة قد تمت الموافقة عليها بالفعل وأن القتال سيستأنف بكامل قوته بمجرد انتهاء الهدنة.

كما المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الجنرال باتريك رايدر للصحفيين إن وزير الدفاع لويد أوستن ناقش مع جالانت أهمية قيام إسرائيل بتنفيذ عمليات وفقا لقانون الصراع المسلح.

وأضاف “بالتأكيد لا نريد أن نرى المدنيين الأبرياء يتعرضون للأذى أو يتأثرون بدرجة أكبر مما كانوا عليه بالفعل”.

وقال مسؤول أمريكي إنه من المتوقع أن يركز وزير الخارجية أنتوني بلينكن على مخاوف إدارة بايدن عندما يجتمع مع نتنياهو وأعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية في تل أبيب يوم الخميس.

ويمثل الهجوم المحتمل على الجنوب تأكيدا لرغبة الاحتلال في تهجير سكان القطاع قسرا إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، وهو ما رفضته الدول العربية وحذرت مصر من أنه يعرض السلام بينها وإسرائيل للخطر.

ويتبنى الساسة الإسرائيليون المتطرفون حديث التهجير وإعادة احتلال القطاع وإقامة المستوطنات وطرد الفلسطينيين إلى دول أخرى مقابل حوافز مالية.

وأكد فصائل المقاومة وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها لن تسمح أبدا بتنفيذ نكبة ثانية في القطاع وتعهدت بإلحاق هزيمة أكبر مما تتوقع إسرائيل.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/13z