أكسيوس: الهجوم على قطر كان النواة لإطلاق خطة ترامب لإنهاء الحرب

سمو الأمير يشارك في الاجتماع متعدد الأطراف في نيويورك
سمو الأمير يشارك في الاجتماع متعدد الأطراف في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة

أكد موقع “أكسيوس” الأمريكي أن قصف إسرائيل للدوحة في محاولة الاغتيال الفاشلة لقادة حماس في التاسع من سبتمبر الماضي، كان نقطة الانطلاق للخطة التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

وقال الصحفي الإسرائيلي باراك ديفيد في تقريره للموقع الأمريكي، إن العدوان على الدوحة أدى إلى توحيد القادة العرب في غضبهم على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتكثيف الدعوات داخل المجتمع الإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب.

وأوضح أن الهجوم الإسرائيلي أثار غضب مستشاري الرئيس ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، لما تسبب به من عدم استقرار في المنطقة. وأضاف: “لكنهم سرعان ما رأوا في الأزمة فرصة لإنهاء الحرب، حسبما أفادت أربعة مصادر على دراية مباشرة بالأمر”.

الاعتذار لقطر وإنهاء الحرب

ونقل “أكسيوس” عن مستشار لترامب مطلع على المناقشات، أن مستشاري الرئيس الأمريكي رأوا في الاتحاد العربي على رفض الهجوم الإسرائيلي، فرصة لتحويل ذلك إلى شيء إيجابي.

وقال الموقع الأمريكي نقلا عن مصادره، إن البيت الأبيض رأى أن أفضل طريقة لمنع تدهور الأوضاع هو الاعتذار لدولة قطر، وإظهار الاستعداد للتحرك نحو السلام في غزة، خاصة بعدما أوقفت الدوحة جهود الوساطة.

وأضاف: “بعد الحصول على الضوء الأخضر من ترامب، بدأ ويتكوف وكوشنر العمل على خطة لإنهاء الأزمة حول قطر وتحويلها إلى صفقة أكبر لإنهاء الحرب في غزة”.

وتابع: “أخذ ويتكوف وكوشنر الاقتراح الأمريكي الحالي لوقف إطلاق النار واتفاق الرهائن ودمجوه مع خطة ما بعد الحرب التي عمل عليها كوشنر مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وكانت النتيجة وثيقة من 21 نقطة”.

قال مسؤول أمريكي لـ”أكسيوس”: “أدى الهجوم الفاشل على الدوحة إلى تغيير الديناميكيات الإقليمية وفتح الباب لمناقشة حقيقية حول كيفية إنهاء الحرب في غزة”.

لقاء ترامب بالقادة العرب والمسلمين

واستعرض الموقع كواليس لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقادمة العرب والمسلمين على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.

وقال إن الرئيس الأمريكي أطلع القادة الذين انتقدوا إسرائيل بشدة، على خطته لإنهاء الحرب على غزة، والتي لاقت ردود فعل إيجابية، تبعها وضع القادة ملاحظات على الخطة للوصول إلى اتفاق مبدئي. وفقا لأكسيوس.

كما استعرض الموقع نقلا عن مصادره تفاصيل لقاءات ويتكوف وكوشنر مع نتنياهو في نيويورك، مشيرا إلى أن فجوات واسعة كانت بين الولايات المتحدة وإسرائيل في وقتها.

ترامب سئم من نتنياهو

وأكد الموقع أن نقطة التحول كانت بعد خطاب نتنياهو أمام الأمم المتحدة، عندما انتشرت شائعة بين فريق ترامب بأن نتنياهو يخطط لرفض الخطة التي قدمها الرئيس ترامب، أو على الأقل المطالبة بتغييرات جذرية.

وتابع الموقع: “أدى ذلك إلى قيام ترامب بإجراء مكالمة صارمة وواضحة مع نتنياهو، أخبره بعبارات لا لابس فيها: إما أن تقبلها أو ترفضها. والرفض يعني أننا سنبتعد عنك”.

وأضاف المصدر الذي اطلع على المحادثة، أنه عندما يتعلق الأمر بنتنياهو “فقد سئم دونالد ترامب منه لأسباب عديدة”.

وأشار “أكسيوس” إلى أن ترامب تحدث مع نتنياهو 5 مرات، فضلا عن لقاءاته مع ويتكوف وكوشنر، والتي تبعها بعد ذلك الاعتذار العلني من نتنياهو إلى قطر، وتعهده بعدم انتهاك سيادتها مجددا، وموافقته على خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

خطة ترامب لإنهاء الحرب

والاثتين الماضي، أعلن ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض جمعه مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنهما اتفقا على خطة لإنهاء الحرب في غزة.

ووضع ترامب خطة من 20 نقطة لإنهاء الحرب على غزة وإقامة حكم ما بعد الحرب في قطاع غزة الذي دمرته الحرب. وتنص خطة ترامب على إنشاء مجلس حكم مؤقت يترأسه ترامب ويشمل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

وقال ترامب إن إسرائيل ستحظى بـ”الدعم الكامل” من الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات لهزيمة حماس إذا لم تقبل اتفاق السلام المقترح.

وأوضح ترامب أن “خطته تشمل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين خلال 72 ساعة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حماس”.

وأضاف أن خطته تدعو لتشكيل هيئة دولية إشرافية برئاسته تكون مسؤولة عن تدريب إدارة للحكم في قطاع غزة، لكنها تستبعد حركة “حماس”. ولفت إلى أنه ناقش مع نتنياهو “خطة للسلام في الشرق الأوسط بأسره، وليس فقط وقف الحرب في غزة”، على حد تعبيره.

موافقة حماس

ومساء أمس الجمعة، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بيانا توضح فيها ردها على ما جاء في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة، والتي تسلمتها قبل أيام من قبل الوسطاء.

وقالت الحركة في بيانها، إنها أجرت “مشاورات معمقة في مؤسساتها القيادية، ومشاورات واسعة مع القوى والفصائل الفلسطينية، ومشاورات مع الوسطاء والأصدقاء، للتوصل لموقف مسؤول في التعامل مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.

وأعلنت الحركة في ردها موافقتها على “الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب ومع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل”، مؤكدة استعدادها للدخول فورا من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل ذلك.

وجددت الحركة “موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني واستنادا للدعم العربي والإسلامي”.

وأضافت حماس في بيانها: “ما ورد في مقترح الرئيس ترامب من قضايا أخرى تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة فإنَ هذا مرتبط بموقف وطني جامع واستنادا إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، ويتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه بكل مسؤولية”.

ضمانات أمنية

سبق ذلك إعلان البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر أمرا رئاسيا، أكد فيه أن الولايات المتحدة تعتبر أي هجوم مسلح على أراضي دولة قطر أو سيادتها أو بنيتها التحتية الحيوية تهديدا لسلام وأمن الولايات المتحدة.

وبيّن ترامب أن هذا الأمر الرئاسي جاء تقديرا للتحالف الدائم بين الولايات المتحدة ودولة قطر.

وشدد على أن سياسة الولايات المتحدة هي ضمان أمن دولة قطر وسلامة أراضيها ضد أي هجوم خارجي.

جاء ذلك عقب العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مقرات سكنية لقيادة حماس في العاصمة الدوحة في التاسع من سبتمبر الماضي، والذي أعلن نتنياهو اعتذار عنه وتعهده بعدم تكرار في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/73g