هكذا طورت قطر شراكتها العسكرية مع بريطانيا

وصل وزير المشتريات الدفاعية البريطانية جيمس كارتليدج إلى العاصمة القطرية الدوحة وبحث مع وزير الدولة لشؤون الدفاع الدكتور خالد العطية تطوير العلاقات التي وصلت إلى مراحل متقدمة جدا خلال السنوات القليلة الماضية.

وأجرى كارتليدج مباحثات مع عدد من كبار ضباط القوات المسلحة القطرية بما في ذلك قائد القوات الجوية الأميرية الفريق ركن طيار جاسم المناعي.

وتمتلك الدوحة علاقات عسكرية قوية مع المملكة المتحدة وقد تجلت هذه العلاقات في تكوين السرب المشترك رقم 12 وهو أول سرب من نوعه تنشئه بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال وزير المشتريات الدفاعية البريطاني في تصريحاته لقناة الجزيرة إن عمل بريطانيا مع شركائها القطريين يجعل الشرق الأوسط آمنا، مضيفا “هذا جيد للمنطقة وللمملكة المتحدة”.

 

علاقات عسكرية وطيدة

يمكن القول إن العلاقات القطرية البريطانية اتخذت مسارا أكثر استراتيجية بعد توقيع اتفاق الشراكة عام 2010و الذي دشن مرحلة جديدة من العلاقات الاستراتيجية على صعيد السياسة الخارجية والتعاون الأمني والعسكري في منطقة الخليج.

وقد نص الاتفاق على التزام البلدين بحل النزاعات العالمية بالطرق السلمية، ما لبثت العلاقات الأمنية والدفاعية أن تطورت بشكل كبير منذ توقيع الاتفاق.

تمثل المملكة المتحدة أحد أهم مصادر التسليح بالنسبة لقطر التي تعاقدت عام 2017 على شراء 24 طائرة مقاتلة يوروفايتر من طراز تايفون بتكلفة وصلت إلى 8 مليارات دولار.

وعندما تم توقيع الاتفاق، قال وزير الدفاع البريطاني حينها غيفن ويليامسن، إن هذه المقاتلات ستوفر دعما للقوات القطرية لمواجهة التحديات المشتركة في الشرق الأوسط، ولدعم الاستقرار في المنطقة.

تأسس السرب المشترك رقم 12 في 24 يوليو 2018، بهدف تعزيز التعاون بين سلاح الجو الملكي البريطاني والقوات الجوية القطرية، وفي يونيو 2020، أجرى البلدان تحليقا مشتركا لطائرات “تايفون” التابع لسلاح الجو البريطاني وقيادة القوات الجوية القطرية.

وفي 9 أكتوبر 2022، استقبلت القوات الجوية الأميرية في قاعدة دخان الجوية السرب المشترك 12، في إطار التعاون بين الجانبين القطري والبريطاني لتأمين الأجواء خلال بطولة كأس العالم التي أقيمت بين 20 نوفمبر – 18 ديسمبر 2022.

في يوليو الماضي، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في تصريحات من الدوحة، إن لقوات الجوية الأميرية القطرية مع سلاح الجو الملكي البريطاني للحفاظ على الشرق الأوسط آمناً، والحفاظ على المنطقة آمنة”.

وأضاف: “أنا هنا في قطر، حيث تعمل القوات الجوية الأميرية القطرية مع سلاح الجو الملكي البريطاني للحفاظ على الشرق الأوسط آمناً والحفاظ على المنطقة آمنة”. وفي مارس 2023، وقع البلدان اتفاقية لاستمرار عمل السرب المشترك لعامين مقبلين.

وفي نوفمبر من العام الماضي، شهدت قاعدة “ليمنج” الجوية البريطانية تخرج الدفعة الأولى من الطيارين القطريين في السرب الحادي عشر المشترك لطائرات الهوك.

وتدرب الطيارون القطريون على استخدام أحدث نسخة من طائرات الهوك التدريبية (HAWK MK-167) والتي تستخدم محاكاة متطورة جوا “تبدو وتشعر وتعمل كأحدث جيل من الطائرات المقاتلة”، وفق وزارة القطرية.

وتم تدشين السرب الـ11 المشترك لطائرات “الهوك” في نوفمبر 2021، وذلك بعد نحو 7 أشهر من توقيع البلدين مذكرة تفاهم لتوسيع الشراكة بين قواتهما الجوية عبر تدريبات مشتركة بسرب طائرات  “هوك”، ودعم توظيف طائرة “فوياجر” لتزويد الطائرات القطرية بالوقود.

وبين الحين والآخر، يجري البلدان تمارين عسكرية مشتركة تشمل جميع صنوف الجيش والأجهزة الأمنية، بما يعزز من رفع القدرات العسكرية والأمنية للقوات القطرية بمختلف قطاعاتها.

وتستمد هذه العلاقات قوتها من الحاجة البريطانية المستمرة لدور الدوحة في تأمين حركة الملاحة بمنطقة الخليج، وأيضا رغبة منها في الحصول على مزيد من الاستثمارات وتأمين إمدادات الغاز القطري الذي يمثل 20% من استهلاك المملكة المتحدة والتي تخطط لندن لرفعها إلى 70 أو 80% بين عامي 2030 و2040.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *