هكذا أصبحت قطر بلدا رائدا في العمل الإنساني وتقديم المساعدات

تحولت دولة قطر خلال العقدين الماضيين إلى واحدة من أسرع الدول استجابة للأزمات في العديد من أنحاء العالم وخصوصا بالمناطق التي تواجه كوارث طبيعية أو تشهد نزاعات مسلحة.

وخلال السنوات القليلة الماضية، سطع نجم الدوحة في مجال الإغاثة وتقديم المساعدات للمنكوبين وقد تجلى دورها خلال فترة الجائحة حيث دعمت العديد من البلدان التي واجهت انهيارا في أنظمتها الصحية.

وتتعامل قطر مع سياسة المساعدات كأحد عوامل تفكيك الأزمات وتعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، فضلا عن كونه ركيزة أساسية في سياستها الخارجية القائمة على الحد من الفقر ودعم التنمية ومواجهة التحديات العالمية بشكل جماعي.

وفي أكثر من منصة، أكد الحكومة القطرية على أهمية تقديم المساعدات للمحتاجين والمنكوبين كجزء أصيل من واجبات الأعضاء الفاعلين في الأسرة، وهي حريصة على أن تستجيب بسرعة لاحتياجات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في هذا المجال.

دعوة لتعزيز العمل الجماعي

في بيان أمام مجلس الأمن الدولي، قالت مندوبة قطر الدائمة لدى الأمم المتحدة الشيخة علياء آل ثاني، يوم السبت (16 سبتمبر 2023)، إن التحديات العديدة التي تواجه العالم بسبب النزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية تفرض قدرا هائلا من الاحتياجات الإنسانية استجابة لها، مشيرة إلى أن الدوحة قدمت العديد من المساعدات من أجل ترسيخ السلام.

من وجهة النظر القطرية، فإن النزاعات المسلحة وتغير المناخ والزلازل والفيضانات وجائحة كورونا تفرز أزمات إنسانية كارثية الأبعاد في أنحاء العالم.

ومن هذا المنطلق، تلعب الدوحة دورا في تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الكوارث والنزاعات، إلى جانب المساعدات التنموية التي تستهدف ترسيخ السلام وتحقيق التنمية المستدامة في الدول الأقل نموا والمتأثرة بالأزمات.

وتأتي هذه المساعدات انطلاقا من تحمل قطر مسؤوليتها كعضو فاعل في المجتمع الدولي، وفق ما أكدته المندوبة القطرية الدائمة أمام مجلس الأمن.

إشادة أمريكية بالدور القطري

السفير الأمريكي لدى الدوحة تيمي ديفيس، قال إن دولة قطر رائدة في دعم العمل الإنساني حول العالم، ووصفها بأنها نموذج يحتذى به في الاستجابة للاحتياجات الطارئة.

وفي حوار مع وكالة الأنباء القطرية (الأحد 17 سبتمبر 2023)، أثنى ديفيس على استجابة قطر السريعة لاحتياجات للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية التي تقدم برامج إنسانية مستدامة في العديد من دول العالم.

وأشاد السفير الأمريكي بالدعم القطري المتواصل لبرامج ومبادرات المنظمات الإنسانية والتنموية الدولية وجهودها الرائدة ومساهماتها الكبيرة في دعم العمل الإنساني والتنموي لصالح الشعوب الفقيرة. وأكد أن قطر بإمكانها أن تقوم بالكثير في الأمم المتحدة والمنتديات متعددة الأطراف لخدمة البشرية.

جهود قطرية كبيرة

كانت قطر من أوائل الدول التي أرسلت مئات أطنان المساعدات الإنسانية إلى المتأثرين بالفيضان في ليبيا وبالزلزال في المغرب، خلال سبتمبر الجاري.

وخلال 2023، قدمت الدوحة أيضا مساعدات كبيرة للمتضررين من الحرب في السودان ومن الزلزال في تركيا وسوريا. وبذلت خلال العامين الماضيين جهودا كبيرة من أجل تحسين الأوضاع الإنسانية في أفغانستان.

وسارعت قطر إلى إنشاء جسور جوية لنقل عشرات الآلاف من الأشخاص الأفغان والرعايا الأجانب عبر الدوحة وتأمين استضافتهم.

كما وفرت فرص تعليم خاصة للفتيات الأفغانيات، والعمل على إعادة تأهيل المطار في كابول لتسهيل تحرك الأشخاص والمساعدات الإنسانية.

 

أبرز المساعدات القطرية

جمعية قطر الخيرية

قدمت مساعدات بقيمة 436.5 مليون ريال لصالح 176 مليون إنسان خلال السنوات العشر الماضية، وشملت مجالات الأمن الغذائي، والصحة والتعليم والإيواء والمياه والإصحاح والرعاية الاجتماعية، والتمكين الاقتصادي، وبناء القدرات، والتدريب.

صندوق قطر للتنمية

أنفق أكثر من 6 مليارات دولار في صورة مساعدات تنموية وإنسانية في أكثر من 100 دولة حول العالم منذ إنشائه عام 2002، من أجل توفير الأدوات المالية للبلدان النامية في العالم العربي وخارجه والاستجابة الفعالة للمساعدات الإنسانية والتنموية، وفق تصريحات لمديره العام خليفة بن جاسم الكواري في أغسطس 2023.

الصندوق ينفق ما بين 500 و600 مليون دولار أمريكي سنويا لتمويل المشاريع التنموية والإنسانية لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمستفيدين في المجتمعات الهشة من دون انتظار لأي عائد مادي.

الهلال الأحمر القطري

قدم 3.23 مليار ريال لصالح 62 مليون مستفيد في 57 بلدا خلال السنوات الـ7 الماضية.

مساعدات أخرى

  • قدمت قطر نحو ملياري دولار لدعم السوريين منذ بدء الأزمة قبل 12 عاما.

  • قدمت الدعم لمتضرري الفيضانات في السودان وليبيا وباكستان وأفغانستان وغيرها من الدول.

  • قدمت الدعم لمتضرري الزلازل في تركيا وسوريا والمغرب وإندونيسيا واليابان.

  • دعمت اليمن بأكثر من 195 مليون دولار منذ العام 2013 بينها 70 مليونا في مجال المساعدات.

مساعدات الجائحة

قدمت الدوحة مساعدات عاجلة إلى حوالي 88 دولة لتعزيز قدرتها على التصدي للجائحة.

تجاوز إجمالي المساعدات الحكومية وغير الحكومية256 مليون دولار.

وقعت اتفاقية مساهمة أساسية منظمة الصحة العالمية بقيمة 10 ملايين دولار لدعم برنامج العمل العام الـ13 للمنظمة ومبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة فيروس كورونا في الدول الأكثر احتياجاً.

خصصت مساهمة بإجمالي 20 مليون دولار للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، الذي يهدف إلى وصول اللقاح بشكل عادل ومتكافئ إلى أكثر من 92 دولة محتاجة للمساعدات الإنمائية.

أطلق الهلال الأحمر القطري مبادرة لجمع تبرعات دولية بقيمة 100 مليون دولار لتوفير لقاحات للفئات الأكثر ضعفا.

دعم التعليم

وقعت مؤسسةالتعليم فوق الجميعاتفاقية مع البنك الدولي لإلحاق مليوني طفل بالمدارس في 41 دولة بحلول عام 2025، لتأمين 250 مليون دولار.

تغطي الاتفاقية مجموعة من الدول النامية للعمل على توفير التعليم الابتدائي للأطفال في بلدانهم.

تدعم الدوحة عدة مبادرات لقطاع التعليم على الصعيد الدولي، مثلحماية التعليم في مناطق النزاعات وانعدام الأمن، ومبادرة أيادي الخير نحو آسيا (روتا)، ومبادرةصلتكوهي مبادرة اجتماعية تعمل على توسيع فرص التوظيف والأعمال للشباب في العالم العربي بأكمله.

كما تدعم أيضا مشاريع يديرها الشباب، ومبادرةعلم طفلاًوهي مبادرة عالمية تهدف إلى تقليص أعداد الأطفال الذين فقدوا حقهم في التعليم في جميع أنحاء العالم بسبب النزاعات والحروب والكوارث الطبيعية، والفئات التي يمكن أن تواجه تحديات خاصة للحصول على التعليم مثل الفتيات والأشخاص ذوي الإعاقة والأقليات.

تغير المناخ

تعهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، بتقديم 100 مليون دولار إلى الدول الجزرية الصغيرة النامية وأقل البلدان نمواً في معالجة آثار تغير المناخ ومتابعة التنمية المستدامة.

وقع صندوق قطر للتنمية اتفاقية تعاون مع المعهد العالمي للنمو الأخضر، لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نمواً في سبيل خلق فرص عمل خضراء وتطوير الصناعات الخضراء فيها ودعم قطاع الزراعي لدعم الأمن الغذائي في هذه الدول.

استضافت الدوحة مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، لجمع مزيد من التعهدات من أجل دعم تنمية هذه الدول وتعزيز اقتصادها.

التنمية المستدامة

تعهدت دولة قطر منذ انضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة بتقديم مساهمات مالية سخية للعديد من البرامج والهيئات والكيانات الأممية التي تعمل على دعم المشاريع في مجالي التنمية والمساعدات الإنسانية.

قدمت الدوحة تمويلا متعدد السنوات للموارد الأساسية للمنظمات الأممية بقيمة 500 مليون دولار، وذلك خلال توقيعها حزمة من الاتفاقيات مع الأمم المتحدة على هامش فعاليات منتدى الدوحة 2018.

تعهدت بتقديم دعم سنوي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وتعتبر دولة قطر من الداعمين الرئيسيين للمنظمة الأممية.

دعم الشعب الفلسطيني

تشكل المساعدات الإنسانية والتنموية التي توفرها دولة لتحسين الأوضاع المعيشية الصعبة للشعب الفلسطيني.

خصصت دولة قطر منحة مالية للقطاع بقيمة 360 مليون دولار تُصرف على مدار العام، ابتداءً من يناير2021، لدعم الجهود التنموية في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان ودفع رواتب الموظفين وتقديم المساعدات المالية للأسر المتعففة.

مولت مولدات لتشغيل محطات الكهرباء، من أجل الحد من تفاقم الوضع الإنساني والظروف المعيشية الصعبة.

تعهدت بدفع 60 مليون دولار لمشروع إنشاء خطوط ناقلة للغاز إلى قطاع غزة، بتمويل قطري أوروبي (24 مليون دولار)، لإنهاء أزمة الكهرباء.

قدمت الدوحة في 2012، منحة بقيمة 500 مليون دولار دعما لإعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان.

تواصل قطر منذ أكثر من 3 سنوات، توزيع مساعدات مالية للأسر الفقيرة في غزة شملت مئات الآلاف من الأسر، للتخفيف من معاناتهم الاقتصادية والإنسانية.

تندرج المشاريع القطرية الإغاثية ضمن منحة حضرة صاحب السمو، والتي تتجاوز نصف مليار دولار.

تم تخصيص مبلغ 180 مليون دولار لتقديم الدعم الإغاثي العاجل لقطاع غزة، بالإضافة إلى تعزيز برامج الأمم المتحدة في فلسطين وخدمات الكهرباء.

تخصيص 300 مليون دولار على شكل منح وقروض لدعم موازنة قطاعي الصحة والتعليم لدى السلطة الفلسطينية.

ناهزت قيمة المنح القطرية لقطاع غزة، مليار ونصف المليار دولار منذ 2014.

تضاف هذه المنحة إلى سلسلة منح وعطاءات قطرية شملت كافة مستويات الحياة في فلسطين بصفة عامة وأحدثت طفرة في حياة سكان غزة وشغلت آلاف العاطلين.

وفي يوليو 2016، أعلنت قطر أنها ستدفع إجمالي رواتب الشهر للموظفين بغزة في ظل الضائقة المالية الخانقة جراء الحصار، والبالغ نحو 31 مليون دولار.

تبرعت بنحو 407 ملايين دولار عبر تنفيذ مشاريع حيوية في القطاع، من بينها بناء مدينة سكنية، في 2012، تحمل اسم سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتضم نحو 2500 شقة سكنية.

تنفذ اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة منذ سنوات، عشرات المشاريع الحيوية في القطاع.

وضعت اللجنة، حجر الأساس لمشروع إنشاء وتجهيز مركز لغسل الكلى شمال قطاع غزة، في 24 أغسطس 2019. وسيقام المشروع على أرض بمساحة 550 متراً مربعاً يتكون من 3 طوابق، بتكلفة إجمالية بلغت 1.7 مليون دولار.

وقعت اللجنة، على ثلاثة مشاريع عام 2016، لمدارس ومستشفيات تقدر تكلفتها بنحو 20 مليون دولار.

وقعت عقود مشاريع في القطاع، بقيمة 40 مليون دولار ضمن منحة بقيمة 407 ملايين دولار قدمتها الدوحة. وأنجزت 56 مشروعا بأكثر من 67 مليون دولار، عام 2015.

بلغ عدد المشاريع قيد التنفيذ 37 مشروعا بنحو 243 مليون دولار، بالإضافة إلى مشروعين قيد الطرح بنحو 16 مليون دولار. ورصدت العام الماضي 131 مليون دولار لمشاريع معدة للطرح.

استهدفت المشاريع القطرية بغزة قطاعات الإنشاء والزراعة والصيد، إلى جانب دعم القطاعات التي شارفت على الانهيار، مما سمح بتوفير آلاف فرص العمل، في مجتمع تبلغ فيه نسبة البطالة نحو 40% وفق إحصاءات رسمية.

في 2021 وجه سمو الأمير بتقديم دعم مالي للقطاع بقيمة 150 مليون دولار على مدى 6 أشهر، استكمالاً لجهود الدوحة في التخفيف من معاناة الفلسطينيين ودعماً لبرامج الأمم المتحدة الإغاثية والإنسانية في غزة.

شملت المساعدات مراكز الحجر الصحي وتوفير الوجبات والأجهزة الكهربائية الأساسية، والأثاث اللازم، وطرود غذائية لأسر بعض المحجورين خلال الجائحة.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/lb

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *