هذا ما يحدث في مدينة الفاشر السودانية

مخيم للنازحين الذين فروا من الفاشر إلى طويلة، شمال دارفور

يشهد السودان منذ أكثر من عامين ونصف نزاعا دمويا مستمرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في صراع أعاد رسم خريطة السيطرة الميدانية داخل البلاد، ولا سيما في إقليم دارفور الذي بات مركزا للقتال العنيف والمعاناة الإنسانية.

وخلال الأيام الماضية، سجلت التطورات الميدانية تحولا كبيرا بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، عقب حصار استمر نحو 500 يوم، وتعد الفاشر أحد أبرز معاقل الجيش السوداني، إذ تضم مقر الفرقة السادسة.

وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش انسحبت من مواقعها في المدينة بعد هجمات مكثفة شنتها قوات الدعم السريع، وسط انقطاع كامل للاتصالات، فيما يرجح أن تكون القوات قد انسحبت شرقا نحو مدينة الأبيض أو مناطق أخرى في شمال كردفان الخاضعة لسيطرة الجيش.

وتأتي هذه السيطرة بعد أن بسطت قوات الدعم السريع نفوذها على مدن نيالا وزالنجي والجنينة، ما جعل ولايات دارفور  تحت سيطرتها، بينما يتواصل القتال في شمالي كردفان مع محاولات الدعم السريع التقدم شرقا باتجاه مواقع الجيش.

وتعد الفاشر بالنسبة لقوات الدعم السريع موقعا استراتيجيا محوريا، كونها كانت أحد آخر معاقل الجيش في الغرب، غير أن التطورات العسكرية رافقها تصعيد كبير في الانتهاكات الإنسانية.

جرائم قتل وتعذيب

ووثقت جهات محلية ودولية جرائم قتل وتعذيب وإعدامات ميدانية نسبت لعناصر من قوات الدعم السريع، شملت مرضى داخل المستشفيات والطواقم الطبية.

وقال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة إن الحديث يدور عن أكثر من 500 مريض قتلوا في المستشفى السعودي بالفاشر وحده، ووصفت صحيفة واشنطن بوست ما جرى بأنه “حملة قتل بعد الاستيلاء على الفاشر”.

كما نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت عمليات إعدام وتعذيب وإهانة لعشرات المدنيين، بينما أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن قوات الدعم السريع ارتكبت أعمال عنف جنسي واسعة النطاق خلال تقدمها في المناطق التي سيطرت عليها، تضمنت اغتصابا جماعيا وخطفا واحتجاز ضحايا في ظروف ترقى إلى مستوى الاستعباد الجنسي.

وعلى مدى الأشهر الماضية، عانت الفاشر حصارا خانقا فرضته قوات الدعم السريع، وأظهرت صور الأقمار الصناعية حاجزا ترابيا بطول 60 كيلومترا أحكم الطوق حول المدينة من جهتها الغربية.

ويقدر أن عدد سكان الفاشر كان قد بلغ نحو مليون ونصف نسمة قبل تصاعد القتال، أكثر من نصفهم نازحون من مناطق دارفور الأخرى.

ووفقا لبيانات أممية، لم يتبقّ في المدينة سوى نحو 260 ألف شخص حتى مايو من العام الماضي، ظلوا محاصرين لأكثر من عام ونصف، وسط انقطاع الإمدادات وصعوبة الخروج بسبب القصف والكمائن التي جعلت رحلة النزوح محفوفة بالموت.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/7gb