لماذا توسع “قطر للطاقة” أسطولها بشكل متواصل؟

تواصل شركة قطر للطاقة توسيع أسطول ناقلات الغاز الخاص بها من أجل الوفاء بالتزاماتها المترتبة على زيادة إنتاجها بنحو 60% بنهاية 2026، وتحقيق الهدف القطري المتمثل في قيادة صناعة الغاز المسال عالميا.

وفي أحدث خطواتها لتعزيز أسطولها، وقعت قطر للطاقة، (الأربعاء 27 سبتمبر 2023) اتفاقية مع شركة هيونداي للصناعات الثقيلة الكورية الجنوبية، لبناء 17 ناقلة جديدة للغاز الطبيعي المسال، بقيمة 14.2 مليار ريال قطري.

وهذه هي المرحلة الثانية من مراحل توسيع أسطول الشركة القطرية تماشيا مع زيادة إنتاج الغاز الناجمة عن توسعة حقل الشمال الذي يعتبر الأكبر في العالم ويحتوي على 10% من احتياطات الغاز عالميا، حيث سيرتفع إنتاج قطر من 77 مليون طن سنويا إلى 126 مليونا بعد نحو ثلاث سنوات.

وسبق أن تعاقدت قطر للطاقة مع الصين وكوريا الجنوبية لبناء 60 ناقلة عملاقة ليصبح مجموع ما سيتم بناؤه 77 ناقلة.

وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة الرئيس التنفيذي للشركة، المهندس سعد الكعبي، قال بعد توقيع الاتفاقية الجديدة إنها تعكس التزام الدوحة بتوفير ناقلات تتميز بالكفاءة المثلى في استهلاك الوقود، وخفض كبير في انبعاثات الكربون.

وقال الكعبي إن هذا الأمر “يعيد التأكيد على التزامنا المستمر بالريادة في الاستدامة والابتكار والنمو في صناعة الغاز الطبيعي المسال”.

 

الأكبر في تاريخ ناقلات الغاز

ويعد برنامج قطر للطاقة لبناء أسطول الناقلات الأكبر من نوعه في تاريخ صناعة الغاز الطبيعي المسال لأنه سيلعب دورا هاما في تلبية متطلبات الشحن المستقبلية مع التوسع في الطاقة الإنتاجية.

وأصبحت قطر لاعبا متقدما في سوق الغاز المسال عالميا خصوصا بعد الهواجس التي باتت تسيطر على مستقبل الإمدادات في ظل تواصل الحرب الروسية الأوكرانية.

خلال الشهور الـ7 الأولى من العام الجاري، بلغت صادرات قطر من الغاز الطبيعي المسال إلى 47.3 مليون طن مقارنة بنحو 47.1 مليون طن خلال نفس الفترة من 2022.

وكانت وكالة الطاقة الدولية قد أشارت في آخر تقاريرها إلى استقرار إنتاج وتصدير الغاز القطري، وقالت إن الدوحة تخطط للتوسع في إنتاج الغاز المسال بحلول 2028.

وتخطط قطر للطاقة لزيادة الإنتاج تدريجيا إلى 19.7 مليار قدم مكعب يوميا، وذلك بدخول 6 قطَّارات تسييل جديدة مرتبة بمشروعي توسعة حقل الشمال.

وخلال الفترة من 2011 إلى 2021 ظلت الطاقة التصديرية لقطر مستقرة عند 13.3 مليار قدم مكعبة يوميا وهي ترسل أكثر من 70% من صادراتها من الغاز المسال إلى آسيا، و25% إلى أوروبا، وفق إحصاءات العام الماضي.

ورغم خططها الطموحة في التجول إلى الطاقة النظيفة، إلا أن الكعبي أكد مؤخرا أهمية تحقيق توازن بين أمن الطاقة، والقدرة على تحمل التكاليف، والاستدامة، خلال العمل على تحقيق تحول واقعي وعادل إلى طاقة منخفضة الكربون.

 

اتفاقيات كبيرة

خلال الفترة الماضية، وقعت قطر العديد من اتفاقيات تصدير الغاز المسال طويلة الأمد، وتوقع وزير الدولة لشؤون الطاقة الانتهاء من التعاقد على كل الزيادة التي ستنتج عن توسعة حقل الشمال قبل نهاية العام الجاري.

وسبق أن قال الكعبي إن قطر ستستحوذ على 40% من صادرات الغاز الجديدة عالميا بحلول 2029، كما ستعمل الشركة على تسويق 70% من إنتاج مشروع “غولدن باس” المشترك مع إكسون موبيل في الولايات المتحدة والذي سينتج أكثر من 18 مليون طن سنويا، وسيبدأ الإنتاج خلال العام المقبل.

وتستعد قطر للوفاء بالتزامات كبيرة تجاه المستوردين من بينها تزويد الصين بـ8 ملايين طن من الغاز المسال سنويا ولمدة 27 عاما.

كما وقعت قطر للطاقة العام الماضي اتفاقا مع شركة “كونوكو فيليبس” لتصدير الغاز المسال إلى ألمانيا لمدة 15 عاما بدءا من عام 2026، هذا بالإضافة إلى اتفاقية تقضي بتزويد بنغلاديش بـ1.8 مليون طن سنويا بدءا من 2026 ولمدة 15 عاما.

وتسعى الحكومة البريطانية لتأمين مزيد من إمدادات الغاز القطري الذي يمثل 52% من استهلاك المملكة المتحدة.

وتعمل الشركة أيضا على عدد من المشاريع خارج الحدود سواء في لبنان أو موريتانيا أو جيبوتي وغيرها من الدول.

ووفقا لتقرير سابق نشرته لوموند الفرنسية، فقد أصبح الغاز المسال القطري بمثابة ركيزة رئيسة لواردات أوروبا، في ظل سعيها لإيجاد مورّدين لتعويض نقص الإمدادات الروسية.

وسلّمت قطر إلى الاتحاد الأوروبي 16% من إمدادات الغاز الطبيعي المسال خلال الأشهر الـ10 الأولى من عام 2022، لتحتل المرتبة الثانية لأكبر مورّدي أوروبا بعد الولايات المتحدة وقبل روسيا.

وقالت الصحيفة الفرنسية أواخر العام الماضي، إن قطر كونها أحد منتجي الغاز الرئيسين في العالم جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة وأستراليا، تدرك أن لديها فرصة للتقدم في القارة العجوز، منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا، بحسب التقرير.

ولفتت لوموند إلى أن دول الاتحاد الأوروبي إلى قطر بصفة متزايدة، وهو ما ظهر جليا خلال الزيارات الرسمية التي أجراها قادة أوربيون إلى الدوحة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المستشار الألماني أولاف شولتس، مرورا برئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

الرابط المختصر: https://msheireb.co/nu

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *