واصل المفاوضون مباحثات وقف إطلاق النار المؤقت في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رغم غياب الجانب الإسرائيلي عن المحادثات التي استؤنفت في القاهرة يوم الأحد.
وقالت حركة حماس إنها تعمل على وقف العدوان الإسرائيلي على سكان القطاع بكل الطرق وإنها ذهبت إلى القاهرة لإطلاع المصريين على التطورات بغض النظر عن حضور الإسرائيليين من عدمه.
ودخلت المحادثات لحظة حرجة بسبب العراقيل التي يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام التوصل لاتفاق يوقف الحرب قبل دخول شهر رمضان.
وسبق أن حذر رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني -خلال مؤتمر ميونيخ للأمن- من أن مواصلة الحرب خلال شهر رمضان قد يدخل المنطقة كلها في كارثة.
عرض هذا المنشور على Instagram
نتنياهو يعطل المفاوضات
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر إسرائيليية أن نتيناهو رفض إرسال وفد المفاوضات إلى القاهرة بسبب استجابة حماس لطلبه بتقديم قائمة بأسماء الأحياء من الأسرى المتواجدين في غزة.
وأثار طلب نتنياهو خلافا واسعا داخل مجلس الحرب الإسرائيلي الذي رفض أعضاؤه هذا الطلب وقالوا إن رئيس الوزراء لم يطلعهم عليه.
وقالت حماس إنها لن تقدم قائمة بتفاصيل الأسرى الأحياء إلا بعد التوصل لشروط الاتفاق المحتمل، فيما قال مصدران أمنيان مصريان لرويترز إن القاهرة تجري اتصالات مع تل أبيب لضمان استمرار المشاورات.
ووفقا لمصدر فلسطيني فإن المحادثات ليست سهلة بسبب تمسك إسرائيل بهدنة مؤقتة تمكنها من استعادة الأسرى بينما تسعى المقاومة لاتفاق يوقف الحرب ويضمن عدم شن عدوان آخر.
وقال مصدر في حماس لرويترز إن وسطاء قطريين ومصريين استأنفوا المفاوضات في وقت متأخر من يوم الاثنين، فيما قال البيت الأبيض إن وقف الحرب بشكل مؤقت ضروري لاستعادة الأسرى.
لكن واشنطن طالبت حماس بقبول الشروط المطروحة على الطاولة حاليا، وهو أمر أكدت الحركة مرارا أنه لن تقبل به.
ولا تزال الولايات المتحدة تأمل في التوصل يعيد الأسرى قبل شهر رمضان، وفق ما قاله جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين أمس الاثنين.
وقال كيربي إن حماس لا تزال ترفض الشروط المطروحة، لكن مسؤولا فلسطينيا أكد أن واشنطن تحاول من خلال هذه التصريحات إبعاد اللوم عن إسرائيل وإلقائه على المقاومة.
وفي وقت سابق، أكد القطريون أن نتنياهو يحاول تعطيل الاتفاق بكل الطرق من أجل إطالة أمد الحرب وربما توسيعها من أجل مصالح سياسية خاصة.
عرض هذا المنشور على Instagram
زر الرماد في العيون
وقال كيربي إن واشنطن ستواصل عمليات الإنزال الجوي للإمدادات الإغاثية على غزة وأنها تدرس استخدام السفن.
وأوضح أن وصول المساعدات عبر البر تراجع بسبب رفض بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية (المتطرفة)، وقال إن على إسرائيل بذل مزيد من الجهد في هذا الصدد.
ووفقا لرويترز فقد تحدث كيربي بنبرة حادة تجاه إسرائيل التي حملتها نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس مطلع الأسبوع مسؤولية تخفيف الوضع غير الإنساني في غزة.
وأطلقت إسرائيل النار على مدنيين حاولوا الحصول على مساعدات في عدد من مناطق القطاع خلال الأيام الماضية فقتلت عشرات منهم وأصابت مئات آخرين.
ولم تتخذ الولايات المتحدة حتى الآن أي إجراء لوقف الجرائم الإسرائيلية رغم تصعيد لغة الخطاب الإعلامي ضدها، كما أنها تواصل تزويدها بالأسلحة والذخائر.
واستخدمت واشنطن قبل أيام حق النقض الفيتو لمنع مجلس الأمن الدولي من إصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف الحرب.
ووصل الوضع في غزة إلى كارثة تصفها منظمات دولية بأنها الأسوأ في القرن الحالي، لكن واشنطن لا تزال تدعم إسرائيل سياسيا وعسكريا.
وتوعد نتنياهو بمواصلة الحرب حتى في حال التوصل لهدنة مؤقتة فيما قالت حماس إنها لن تقبل بأي صفقة لا تضمن وقف الحرب نهائيا وبضمانات دولية.
وقدم الوسطاء مقترحا يوقف الحرب أربعين يوما مقابل إطلاق سراح ما يصل إلى أربعين إسرائيليا وإسرائيلية من المحتجزين.
وستطلق إسرائيل في المقابل سراح 400 من الأسرى الفلسطينيين من سجونها، وستسحب بعض قواتها من القطاع مع السماح بوصول مزيد من المساعدات وعودة النازحين لمناطقهم (المدمرة).
ولا يلبي المقترح مطلب حماس بوقف الحرب نهائيا وسحب كافة القوات الإسرائيلية من القطاع، وفي الوقت نفسه لا يضع نهاية واضحة لمصير بقية الأسرى البالغ عدد 130 وفق التقديرات الإسرائيلية.
وقال المصدران المصريان لرويترز إن الوسطاء يحاولون تضييق الخلاف بين الجانبين من خلال ضمان إجراء مباحثات سلام مستبقلية وضمان سلامة بقية الأسرى أيضا.
وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاستمرار في الضغط من أجل وقف مؤقت لإطلاق النار، في حين هاجم وزراء إسرائيليون عضو مجلس الحرب بيني غانتس بسبب زيارته واشنطن ولندن دون تنسيق مع نتنياهو.

