حضور قوي للدبلوماسية القطرية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة

شهدت الدبلوماسية القطرية زخما كبيرا خلال الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في مدينة نيويورك الأمريكية، وخصوصا فيما يتعلق بمحاولات تقريب وجهات النظر بين الولايات المتحدة وإيران.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الدكتور ماجد الأنصاري، قال يوم الخميس الماضي إن الدوحة أكملت استعداداتها للمشاركة بشكل مميز وواسع في اجتماعات الجمعية العامة.

وأجرى المسؤولون القطريون نقاشات وشاركوا في العديد من اللقاءات التي تناولت تعزيز العلاقات ومحاولات تخفيف النزاعات في عدد من الدول.

وخلال كلمته أمام الجلسة الرئيسية للجمعية، تحدث سمو الأمير عن عدد من القضايا المتعلقة بزيادة النزعات وتهديد الاستقرار العالمي، ودعا لوقف الفصل العنصري الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين.

 

لقاءات أميرية

وعلى هامش الجمعية العامة، أجرى سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عددا من اللقاءات حيث التقى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في مقر المنظمة وبحث معه التطورات الإقليمية والدولية وخصوصا ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.

وِأشاد غوتيريش خلال اللقاء بالجهود التي تبذلها دولة قطر في التضامن الإنساني مع الشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية، وبدعم المنظمة ووكالاتها المختلفة.

كما التقى سموه الأمير مع عدد من القادة ورؤساء الوفود وفي مقدمتهم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله، وولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

والتقى سموه أيضا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، ورئيس تركمانستان سردار محمدوف والرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، والرئيس غواتيمالي الخاندرو جياماتي، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

وقالت مندوبة قطر الدائمة لدى الأمم المتحدة الشيخة علياء آل ثاني إن وجود سمو الأمير على رأس الوفد القطري خلال الجمعية العامة يعطي قطر حضورا قويا فيها.

رويترز: قطر تمهد لتحقيق تفاهم في الملف النووي الإيراني

محاولة إحياء مفاوضات النووي الإيراني

التحرك الأبرز كان ما نقلته رويترز يوم الخميس (21 سبتمبر الجاري)، بشأن إجراء المسؤولين القطريين مباحثات مع الولايات وإيران من أجل تمهيد الطريق أمام عودة مفاوضات الملف النووي المتعثرة.

ونقلت رويترز أن دولة قطر أجرت محادثات منفصلة مع الولايات المتحدة وإيران على هامش اجتماعات الجمعية العامة، بشأن ملف إيران النووي والمخاوف الأمريكية من تصدير طهران طائرات مسيرة لروسيا.

ونقلت رويترز عن مصدرين لم تكشف عن هويتهما- قولهما: إن “الاجتماعات لم تتضمن نوعا من الدبلوماسية المكوكية التي سبق أن أجرتها قطر في الدوحة هذا العام، والتي شهدت تنقل دبلوماسيين قطريين ذهابا وإيابا بين الجانبين، وصولا إلى تبادل السجناء”.

كما نقلت الوكالة عن مصدر دبلوماسي شرق أوسطي مطلع قوله: “إنه سيتم إجراء محادثات ثنائية إضافية هذا الأسبوع”، دون أن يخوض في تفاصيل.

وقال المصدر إن الاجتماعات التي عقدت في نيويورك “كانت محادثات من أجل المحادثات”، بهدف تمهيد الطريق لمناقشات غير مباشرة في المستقبل لتحقيق تفاهم بشأن القضية النووية.

وأوضح أنه “لا يوجد شيء مستحيل”، لكنه أبدى تشككا بخصوص طبيعة المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في نيويورك، لافتا إلى أن “سلطنة عُمان منخرطة في الوساطة بشكل أكبر”.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال في مقابلة مع شبكة “CNN” إن الاتفاق الأخير قد لا يفضي لاتفاق نووي لكنه سيخلق بيئة أفضل.

ووصف رئيس الوزراء ما جرى بأنه إعادة كبيرة للثقة بين الجانبين وأعرب عن أمه في أن يفضي الاتفاق لمزيد من الدبلوماسية بشأن الملف النووي وقضايا أخرى عالقة.

 

حراك دبلوماسي متنوع

رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أجرى العديد من اللقاءات على هامش الجمعية العامة، حيث أجرى مباحثات مع نظيره الأيرلندي ليو فارادكار، تناولت تعزيز التعاون بين البلدين لا سيما في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة.

وتناول اللقاء أيضا تعزيز الجهود التنموية المشتركة في مجال تمكين المرأة والأقليات، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما التقى رئيس الوزراء برئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وبحث معه العلاقات القطرية اللبنانية وسبل دعمها وعددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وناقش اللقاء نتائج اجتماع المجموعة الخماسية بشأن لبنان الذي استضافته الدوحة مؤخرا، حيث أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن موقف قطر الثابت تجاه لبنان ووحدته وسلامة أراضيه، ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب اللبناني.

رئس الوزراء التقى أيضا وزير الخارجية الهولندي هانكي بروينز وبحث معه العلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما اجتمع مع وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين، وبحث معه تعزيز العلاقات بين البلدين وعددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأجرى رئيس الوزراء أيضا مباحثات مع رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولجاريك، تناولت التعاون بين الجانبين خصوصا في تقديم المساعدات للمتضررين من الحرب في السودان ودول اللجوء المجاورة.

وناقش اللقاء التعاون بين الطرفين في مناطق النزاعات الأخرى، بجانب تعزيز العمل المشترك بينهما في مجالات المساعدات الغذائية والطبية وإصحاح البيئة وتوفير المياه.

والتقى الشيخ محمد بن عبد الرحمن وزيرة الخارجية الفنلندية إلينا فالتونين، وبحث معها علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما التقى أيضا وزيرة الخارجية البلغارية ماريا غابرييل واستعرض معها علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

واجتمع الشيخ محمد بن عبد الرحمن كذلك مع مستشار السياسة الخارجية الألماني ينس بلوتنر، وبحث معه تعزيز العلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.

وعلى هامش الجمعية أيضا، التقى رئيس الوزراء بالملياردير الأمريكي بيل غيتس وبحث معه عدة قضايا منها تحسين الظروف الإنسانية والصحية في أفغانستان، وتعزيز العمل على مواجهة تغيرات المناخ.

 

اجتماعات مهمة

وزيرة الدولة للتعاون الدولي لولوة الخاطر شاركت على هامش الجمعية العامة في حدث رفيع المستوى بشأن تسريع الاستجابة الإنسانية في السودان.

وقالت الخاطر خلال الحدث إن وقوف دولة قطر إلى جانب الشعب السوداني في أزمته الحالية يمثل واجبا أخويا ودينيا، ودعت إلى دعم جهود الاستجابة العاجلة من أجل توفير المساعدات للمتضررين من القتال.

وجرى تنظيم الحدث بمشاركة كل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية ومصر والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.

وجددت الخاطر دعوة قطر لأطراف النزاع في السودان إلى وقف القتال فورا، والتعاون الكامل لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، والالتزام بمبادئ وبنود القانون الدولي الإنساني.

وأشارت الخاطر إلى المباحثات التي أجراها سمو الأمير السيخ تميم بن حمد مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلال زيارة الأخير للدوحة.

وقالت إن سمو الأمير جدد خلال هذه المباحثات موقف قطر الثابت من استقلال وسيادة السودان وسلامة أراضيه، ودعوتها لوقف القتال فورا والجلوس للمفاوضات وصولا إلى اتفاق شامل يحقق تطلعات السعوديين.

وأكدت الوزيرة القطرية أن الدوحة تقف دائما إلى جانب السودانيين من منطلق أنه واجب مستحق تمليه مقتضيات الأخوة والدين، مشيرة إلى أن جهود قطر الإنسانية والإنمائية مستمرة جنبا إلى جنب مع جهود دعم الاستقرار وصناعة السلام.

ولفتت الخاطر في كلمتها إلى مبادرة قطر السريعة لتقديم المساعدات العاجلة فور اندلاع القتال الأخير منتصف أبريل، مشيرة إلى إجمالي المساعدات التي قدمتها الدوحة حتى الآن تجاوز الـ10 ملايين دولار.

وأعربت الخاطر عن أسف قطر بسبب تعقد الأوضاع الإنسانية جراء طول أمد الصراع والتي تكشفها التقارير الأممية، وقالت إن الأوضاع المتفاقمة في السودان تفرض دعما عاجلا لسد خطة الاستجابة العاجلة.

كما شاركت الخاطر في الاجتماع رفيع المستوى بشأن نتائج التعاون في مبادرة التنمية العالمية لأهداف التنمية المستدامة، الذي أقيم على هامش اجتماعات الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك.

كما أجرى وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد بن عبد الخليفي لقاءات مع كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، الذي شكر دولة قطر على جهودها من أجل إتمام اتفاق تبادل السجناء.

وأجرى الخليفي مباحثات مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، علاقات التعاون بين الجانبين وجهود الوكالة في منع انتشار الأسلحة النووية.

وأكد الجانبان خلال اللقاء على الدور المهم الذي تضطلع به الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لاسيما في تعزيز جهود منع الانتشار النووي التي تقودها الوكالة.

وأعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال الاجتماع، عن تقديره لجهود دولة قطر في دعم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما التقى الخليفي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب في لقاءين منفصلين تناولا علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وآخر مستجدات الأوضاع في لبنان.

وأكد الخليفي خلال الاجتماعين على موقف قطر الداعم لوحدة لبنان واستقراره والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق.

مشاركة مميزة

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الدكتور ماجد الأنصاري، قال إن دولة قطر باعتبارها شريكا فاعلا ومؤثرا في الأمم المتحدة، ستسعى إلى تعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف وإثراء النقاش البناء والتخطيط الأممي الهادف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

وأضاف أن العمل على هذا الأمر سيتم من خلال الاجتماعات واللقاءات المرتقبة للمسؤولين القطريين مع نظرائهم من مختلف الدول وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية.

وأكد الأنصاري أن قطر ستعمل على تحقيق أهدافها من خلال مشاركتها مع عدد من الدول والمؤسسات والجهات في تنظيم ورعاية عدد من الفعاليات والأحداث رفيعة المستوى، على هامش المناقشة العامة للدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوضح المتحدث الرسمي للخارجية أن المشاركة القطرية هذا العام ستركز على عدة مواضيع حيوية منها، أهداف التنمية المستدامة، الأمن والاستقرار في المنطقة، حماية التعليم من الهجمات، التغير المناخي، والصحة العالمية.

وأشار إلى أن قطر ستشارك بتمثيل رفيع المستوى في الاجتماعات الوزارية التي ستعقد على هامش أعمال الجمعية العامة.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *