يمثل جهاز قطر للاستثمار ذراعا رئيسية للدوحة وهي تمضي قدما في تنفيذ استراتيجيتها الوطنية 2030 الرامية لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن مبيعات الطاقة وتأسيس اقتصاد أكثر استدامة.
وأنشئ الجهاز بالقرار الأميري رقم 22 الصادر سنة 2005 كصندوق ثروة سيادي مختص بالاستثمار المحلي والخارجي، وإدارة فوائض النفط والغاز الطبيعي.
ويحتل الجهاز المرتبة العاشرة بين أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، حسب أحدث بيانات معهد “SWFI” المتخصص في رصد حركة تلك الصناديق.
وقفزت أصول الصندوق القطري إلى 475 مليار دولار بنهاية مارس الماضي، مقارنة بـ461 مليار دولار بنهاية 2022 وفقا لبيانات معهد صناديق الثروة السيادية.
وتتعامل الدولة مع الصندوق بوصفه “بوليصة تأمين” للأجيال القادمة وفق ما أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في أبريل الماضي، مؤكدا أن الجميع “سيعرف قيمته مستقبلا”
View this post on Instagram
استثمارات في 80 دولة
تتوزع أصول الجهاز جغرافيا في أكثر من 80 بلدا حول العالم، وتشمل قطاعات عديدة بما في ذلك العقارات والطاقة والصناعة والتكنولوجيا وسوق الأوراق المالية والبنوك والضيافة والرياضة والطاقة النظيفة.
ويمتلك جهاز قطر للاستثمار حصصا في أيقونات استثمارية عالمية شهيرة، أبرزها البنك الزراعي الصيني، وشركة فولكس واغن الألمانية للسيارات، وغلينكور البريطانية السويسرية لتجارة السلع الأولية والتعدين، وبنك باركليز، وشركة سينسبري.
أهداف الجهاز
يعمل الجهاز على دعم تطوير تنافسية الاقتصاد القطري، وتسهيل التنوع الاقتصاد وتطوير المهارات المحلية، وفق ما منشور على موقعه الإلكتروني.
وقد عملت قطر على استثمار ثروتها السيادية وفق إستراتيجية تحقق لها تنوعا في مصادر الإيرادات وتوزيعا جغرافيا يعزز علاقاتها مع العالم الخارجي ويقوي دورها السياسي.
ويعد الصندوق أكبر مستثمر في بورصة الدوحة من خلال استحواذه على حصص الأغلبية في بنك قطر الوطني وشركة الاتصالات “أوريدو” التي تعمل في 12 دولة.
View this post on Instagram
استثمارات في أوروبا
ومن خلال الصندوق، استفادت دول عديدة في أوروبا وآسيا من التدفقات الاستثمارية القطرية خلال فترات متباينة، وقد قدرت الحكومة البريطانية مجموع استثماراته في بريطانيا بما لا يقل عن 45 مليار دولار.
وتستحوذ بريطانيا على الحصة الكبرى من إجمالي استثمارات قطر الخارجية، أبرزها برج شارد في لندن، و20% من الشركة المالكة لمطار هيثرو لندن.
ويمتلك الجهاز حصصا مؤثرة في فندق “سافوي” بالعاصمة لندن، وكذلك فندق إنتركونتيننتال الفاخر الواقع في منطقة بارك لين، بالإضافة إلى متجر”هارودز” وبرج بنك “أتش أس بي سي”.
ويعد الصندوق السيادي القطري أكبر مساهم في مجموعة “جي سينسبيري”، ثالث أكبر متاجر التجزئة البريطانية، بالإضافة إلى 20% من مطار “هيثرو”.
ومن أكبر استثمارات قطر في أوروبا حصتها في شركة فولكس واغن الألمانية للسيارات والتي تبلغ 17% من إجمالي الشركة وتقدر قيمتها بـ11 مليار دولار.
وتملك الدوحة أيضا 9% من شركة غلينكور البريطانية السويسرية لتجارة السلع الأولية والتعدين، كما تملك أكثر من 6% من أسهم بنك باركليز، و22% من شركة سينسبري.
وعقد الجهاز مجموعة من الصفقات البارزة في مجالات متنوعة، كالاستحواذ على بيت الأزياء الإيطالي الشهير “فالنتينو”، الذي يعد من أكبر بيوت الأزياء في العالم.
واستحوذ شركة “لويس فويتون” الفرنسية المتخصصة في المنتجات الجلدية والملابس الجاهزة والأحذية والساعات والمجوهرات، بالإضافة إلى حصة مهمة من شركة النفط الفرنسية الشهيرة “توتال”.
استثمارات في الولايات المتحدة
استحوذ الجهاز على نحو 10% من شركة “إمباير إستيت ريالتي تراست” المالكة لمبنى “إمباير إستيت” الشهير عام 2016، وهو رابع أكبر مستثمر في المباني الإدارية بالولايات المتحدة.
كما دخل جهاز قطر للاستثمار في شراكة مع شركة “بروك فيلد” العقارية لتنفيذ مجموعة من المشروعات في نيويورك تبلغ قيمتها نحو 8.6 مليارات دولار
في أمريكا اللاتينية
استحوذت الخطوط الجوية القطرية 2022 على 10% في “لاتام إيرلاينز”، أكبر شركة طيران في أمريكا اللاتينية، التي تتخذ من تشيلي مقرا لها، في صفقة بلغت قيمتها 613 مليون دولار.
في روسيا
أبرمت قطر بالشراكة مع شركة غلينكور صفقة مهمة في روسيا في ديسمبر 2016 بلغت قيمتها 11 مليار دولار، فقد اشترى الطرفان معا حصة في شركة “روسنفت” الحكومية العملاقة لإنتاج النفط.
وتبلغ حصة قطر وحدها في روسنفت 9.75% وتقدر قيمتها بـ6.8 مليارات دولار، وفق بيانات أصدرتها وكالة بلومبرغ عام 2017.
ويضاف هذا الاستثمار إلى محفظة قطرية متنامية في روسيا، فقد اتفقت قطر في يوليو 2016 على شراء نحو 25% من مطار سان بطرسبرغ.
في آسيا
اشترى الجهاز في 2016 برج “آسيا سكوير 1” في سنغافورة مقابل 2.5 مليار دولار، وهي أكبر صفقة عقارات إدارية في سنغافورة، ويملك الجهاز حصة بنحو 13% في البنك الزراعي الصيني تقدر قيمتها بـ1.7 مليار دولار، وهو من أكبر بنوك الصين.
وفي تركيا، استحوذ جهاز قطر للاستثمار بالشراكة مع “بي آر أف” البرازيلية، عملاق صناعة الدواجن في العالم، على 79.5% من شركة “بانفيت” للدواجن التركية.
توسعات مرتقبة
هذا الأسبوع، قال مسؤولو الجهاز إنهم يستهدفون زيادة الاستثمارات خارج أوروبا وخصوصا في مجالات وقطاعات جديدة مثل التكنولوجيا والرعاية الصحية.
وقال المدير التنفيذي للجهاز، منصور المحمود، في مقابلة نشرتها وكالة بلومبيرغ، أمس الاثنين، إن الجهاز يستعد لزيادة استثماراته في آسيا والولايات المتحدة، خلال السنوات المقبلة.
ويخطط جهاز قطر للاستثمار لضخ مزيد من الأموال في مجالات تغير المناخ والبنية التحتية والرقمنة، بحسب المحمود.
وسيضخ الجهاز -وفق المحمود- استثمارات في أوروبا خلال السنوات المقبلة لكن الجزء الأكبر من استثماراته سيكون الولايات المتحدة والصين والهند.
وخلال الأزمة المالية في 2008، وجه الجهاز استماراته للشركات الأوروبية التي تحتاج إلى رأس المال وضخ المليارات في شركات كبرى مثل بنك “باركليز” البريطاني.
وبعد 15 عاما، ومع نضوب الأموال في العديد من الأسواق حول العالم، أصبح جهاز قطر للاستثمار مرة أخرى من بين مجموعة مختارة من المستثمرين ذوي الملاءة المالية الكبيرة القادرين على تمويل كبريات الصفقات.
أضف تعليقا