قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل تقليص عدوانها على قطاع غزة بحلول يناير المقبل، في وقت يتزايد فيه الدعم الأمريكي لتل أبيب سياسيا وعسكريا.
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على القطاع والتي دخلت شهرها الثالث بدعم مالي وسياسي وعسكري كامل من الولايات المتحدة.
وقبل أيام، قالت هيئة البث العبرية إن واشنطن حددت يناير المقبل كسقف لوقف الحرب، مشيرة إلى أن إدارة جو بايدن تخشى من أن تخسر مزيد من التأييد الشعي من اقترابها من الانتخابات الرئاسية.
لكن إسرائيل نفت أن تكون واشطن قد حددت لها سقفا زمنيا للحرب، وقالت إنها ستواصل عملياتها حتى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واستعادة كافة الأسرى والمحتجزين.
ولم يعلق البيت الأبيض على هذه الأنباء، لكن بايدن استخدم صلاحياته لبيع 14 ألف قذيفة دبابة ميركافا لجيش الاحتلال، واستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن قبل يومين لمنع تمرير قرار بوقف الحرب.
View this post on Instagram
دعم لا يتوقف
وما زال مسؤولو إدارة بايدن التي ما زال يتوافدون على تل أبيب منذ بدء الحرب لتأكيد دعمها، تخشى من تراجع شعبية الرئيس بشكل غير مسبوق داخل الولايات المتحدة.
وتشير استطلاعات الرأي الأمريكية إلى أن شعبية بايدن لم تعد تتجاوز الـ40% بسبب الحرب، ناهيك عن رفض ما يصل إلى 70% من الشباب لموقفه الداعم لإسرائيل.
ولا يبدو موقف واشنطن من استمرار الحرب على وتيرتها الحالية نابعا من منطلقات إنسانية أو إنسانية بقدر ما هي نابعة من فشل إسرائيل في تحقيق أي نصر.
وأعربت الولايات المتحدة مرارا خلال الأيام الأخيرة عن خوفها من أن تتعرض إسرائيل لهزيمة استراتيجية في غزة كما قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في وقت سابق من الشهر الجاري.
ولم تتمكن إسرائيل من تحقيق أي من أهدافها المعلنة بعد أكثر من شهرين على الحرب، رغم تزايد جرائم الحرب التي ترتكبها -بدعم وسلاح أمريكي- ضد أكثر من مليوني يعيشون في القطاع.
وقال مسؤولون أمريكيون لفايننشال تايمز إن واشنطن تتوقع تحولا في التكتيكات العسكرية لإسرائيل بحلول يناير المقبل، بحيث يكون التركيز على الضربات الجوية بدلا من العمليات البرية.
وخسرت إسرائيل وفق ما أعنلته المقاومة أكثر من 500 آلية خلال أقل من أربعين يوما من حربها البرية على القطاع، فضلا عن مئات الجنود والضباط، وقد اعترف جيش الاحتلال بمقتل أكثر من 100 فرد خلال العملية حتى الآن.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن واشنطن تتوقع أن تركز إسرائيل ضرباتها الجوية من أجل قتل قادة حماس أو تدمير أهداف أخرى عالية القيمة.
View this post on Instagram
تكثيف الضربات الجوية
ونقلت فايننشال تايمز عن مسؤول أمريكي كبير أن إسرائيل تكثف ضرباتها الجوية، مضيفا “في مرحلة ما، سيكون النهج مختلفا مع وجود عدد أقل من القوات على الأرض، لكنهم سيذهبون عندما يتعين عليهم ذلك”.
ومن المقرر أن يسافر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، مرة أخرى إلى المنطقة هذا الأسبوع لمناقشة الحرب والاستعدادات لما سيتبعها.
لكن هذه الرحلات التي تقول واشنطن إنها تستهدف التأكيد على ضرورة حماية المدنيين وإدخال مزيد من المساعدات، لا تقدم شيئا في هذين الاتجاهين على الأرض.
ليس هذا فحسب، فقد أكد مسؤولون أمريكيون لموقع أكسيوس قبل أيام أن واشنطن لا تفكر في مراجعة مدى التزام إسرائيل بقوانين الحرب خلال هذه الفترة.
كما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن واشنطن تتوقع تراجع كمية المساعدات التي ستدخل للقطاع مع انتهاء الهدنة الإنسانية، وهو اعتراف رسمي باستخدام المساعدات كسلاح من جانب إسرائيل.
وفي حفل استقبال بالبيت الأبيض يوم الاثنين للاحتفال بعيد “الحانوكا” اليهودي، قال بايدن إن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدة لإسرائيل “حتى تتخلص من حماس”، لكنه حذر تل أبيب من استخدام هذا الدعم بحذر.
تجاهل قتل المدنيين
ولم تبد إسرائيل أي التزام بتحذيرات بايدن طيلة فترة الحرب بدليل أنها قتلت 18 ألف مدني في القطاع، فيما قالت الخارجية الأمريكية إنها لم تر دليلا على تعمد إسرائيل قتل المدنيين.
وقال بايدن خلال احتفال الحانوكا: “علينا أن نكون حذرين.. عليهم أن يكونوا حذرين.. الرأي العام في العالم كله يمكن أن يتغير بين عشية وضحاها. لا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك”.
وقال مسؤولون في إدارة بايدن لفايننشال تايمز إنهم لم يمنحوا إسرائيل موعدا نهائيا لجهودها العسكرية، إلا أنهم حريصون على رؤية التحرك العسكري للدولة اليهودية بأسرع ما يمكن لإضعاف حماس.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لشبكة CNN يوم الأحد: “الجميع يريد أن يرى هذه نهاية هذه الحملة في أسرع وقت ممكن”، مضيفا “يجب على إسرائيل أن تصل إلى النقطة التي تكون فيها واثقة من أن 7 أكتوبر (طوفان الأقصى) لن يتكرر”.
View this post on Instagram
دعم القضاء على حماس
وقال بلينكن وغيره من كبار المسؤولين الأمريكيين إنهم متفقون مع هدف إسرائيل المتمثل في مواصلة الحرب حتى لا تتمكن حماس من حكم غزة أو تهديد إسرائيل بشكل مباشر.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير: “لا يوجد خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن أهداف العملية. أي سحق حماس، بما في ذلك إنهاء قدرتها على حكم قطاع غزة أو شن هجمات إرهابية داخل إسرائيل”.
وأضاف: “هناك فهم رفيع المستوى لما نقوم به”، مضيفا أن المسؤولين الإسرائيليين يطلعون المسؤولين الأميركيين على العمليات عدة مرات في الأسبوع.
وقال مسؤولون أمريكيون إنهم لا يريدون أن يروا إسرائيل تحتل قطاع غزة، لكنهم أقروا بأن الاحتلال المؤقت قد يكون ضروريا حتى يتم التوصل إلى ترتيبات طويلة المدى مع الدول العربية والشركاء الآخرين.
وقالت إسرائيل إنها تريد السيطرة الأمنية على القطاع إلى أجل غير مسمى، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن ذلك لن يعني احتلالا طويل الأمد.
في المقابل، توعد حركة حماس بإلحاق هزيمة غير متوقعة بالإسرائيليين وقالت إن هذه الحرب ستكون بداية تحرير فلسطين كلها من الاحتلال.
أضف تعليقا