كتبت وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي لولوة الخاطر عبر حسابها في منصة “إكس”
﴿ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ ﴾ [ الرعد: 17]
يشرق اليوم فجر جديد على غزة وعلى العالم يطوي ليلا من الوجع والآلام والفقد، فجر يتوّج صمودا لشعب أبيّ لم يعرف التاريخ له مثيلا. فجرٌ كما تشرق أشعته لتطمئن روع الأطفال الخائفين فإنها تعرّي بشاعة العالم العاجز وخذلان القريب قبل البعيد.
تخيلوا يا سادة،
- مساحة لا تتجاوز ٣٦٥ كيلومترا مربعا من الكرة الأرضية
- مليونا إنسان من مليارات البشر حول العالم
رأينا قادة العالم كلهم أمس وخلال العامين الماضيين لا شغل لهم إلا ذاك وأولئك الجبارين وإن قلّ عددهم وعتادهم.
هناك اليوم مرجفون مستبشرون يظنون أن الأمر قد انقضى لهم، وهناك اليوم صادقون خائفون من المستقبل وما يحمله، وهناك اليوم مرتبكون لا يعلمون أيخشونهم؟ أم يستبشرون بنصر الله؟
غرستُ هذه الفسيلة من شجر الزيتون في مايو ٢٠٢١. ضمن مبادرة #اغرس_حقاً. كانت مبادرة طيبة، كرعاتها في النادي الأهلي القطري، لدعم إخوتنا في فلسطين أثناء أحداث الشيخ جراح. تلك الأحداث التي انطلقت من قلب مدينة القدس المباركة لتثبت أن حقا وراءه مطالب لا يموت وإن طالت السنين العجاف.
هذه اليوم هي النبتة الصغيرة بعد أربعة أعوام وقد نمت وباتت شجرة زيتون تضرب بجذورها في الأرض.
يا سادة،،
يظنّ الاحتلال أنه قد حقق شيئا ووالله ما حقق شيئا بغبائه وعنجهيته إلا أن أسهم في نشر بذور نصرة غزة وفلسطين في كل بقعة من بقاع الأرض، حتى أنبتت مئات الملايين من أشجار الزيتون في قلوب أحرار العالم وعمّا قريب ستثمر هذه الأشجار استقلالا وحرية ووطنا عاصمته القدس الشريف.
ما هم يا سادة؟ ومن وراءهم؟
هم مزيج من القبح والعنصرية المتجذرة والحضارة المادية المقيتة فكيف يستمرّ ذلك كله؟ كم دام استعمار جزائر المليون شهيد؟ بأي المقاييس صمد الشعب الفيتنامي البسيط أمام تكنولوجيا وعتاد أقوى قوة عرفتها البشرية؟ كيف نفضت جنوب أفريقيا عن نفسها ٣٠٠ عام من العنصرية البغيضة والاستعمار الإحلالي؟ كلها تجارب معاصرة وقريبة لمن أراد أن يعتبر بالتاريخ.
فلسطين هي القصيدة الأجمل التي لم يقلها العالم بعد.. لكنه يشتاقها ..بل ويحتاجها .. يحتاجها ليعود إلى إنسانيته ويعيد ترتيب أولوياته، تلك الأولويات التي أربكتها الأنظمة الاقتصادية الاستهلاكية إذ ضحت بالإنسان في سبيل المادة.
يا سادة إن البقاء للأجمل