تمت استضافتي في قناة الريان الفضائية يوم أمس الأول، وكان اللقاء عن أنماط الشخصية وطرق التعامل مع الشخصيات المُختلفة، وطرحت المُذيعة هذا السؤال المهم: من خلال التعامل مع الطرف الآخر نستطيع رصد بعض السلوكيات التي تتعارض مع قناعتنا أو ما نشأنا عليه، فهل هناك مجال للنقاش مع الطرف الآخر لتغيير سلوكه، أم أن علينا تقبّل ذلك؟ في الحقيقة أنا أرى أنه علينا أن نتقبلَ الناسَ كما هم، ولا نحاول تغييرهم، فليست مهمتنا تغيير سلوك الغير، إلا إذا طُلب منا فقط! وهي مهمة المُتخصصين، وليست مهمة أيًا كان، فغير المُتخصصين قد يزيدون الأمر سوءًا بعدم معرفتهم بالمُشكلة.
وكان أحد الأسئلة التي وجهت لي هل التعامل مع الأشخاص السلبيين يؤثر سلبًا على علاقتنا معه؟ ولماذا نفترض أن التعامل معهم سيؤثر سلبًا على علاقتنا، لنكن إيجابيين ستكون العلاقة إيجابية.
بالنسبة للأطفال يجب على الوالدين أن يتقبلوا الاختلاف فيما بينهم، كما يجب عدم مُقارنة الإخوة ببعضهم بعضًا، وأن تتم عملية التواصل والحوار الفعال، كذلك لا بد ألا يتوقف النصح والإرشاد عند مرحلة معينة، بل يكون التوجيه مُستمرًا.
وهناك اختبار موجود على الإنترنت بعنوان اختبار تحليل الشخصية (MBTI) للعالم السويسري كارل جونز وكان أحد المُتدربين على يد العالم فرويد، ولكن من المهم أن تكون إجاباتك صريحة ونابعة من شخصيتك الحقيقية لتكون النتيجة حقيقية، وهو اختبار دقيق جدًا ستتعرف من خلاله على مميزات وخفايا شخصيتك، يتكون هذا الاختبار من 5 أسئلة فقط للكشف عن الغموض الكامن خلف شخصيتك.
في هذا الاختبار يتم تقسيم الشخصيات إلى 16 نمطًا تمكنك من التعرف على نقاط مهمة في شخصيتك، لا سيما نظرة الآخرين إليك. تعرّف على شخصيتك وحاول أن تكونَ صريحًا في إجاباتك لكي تحصلَ على النتيجة القريبة لشخصيتك.
وهناك أيضًا اختبار الحالة النفسية، الذي ستتعرف عن طريقه على مدى حالتك النفسية، وهو من الاختبارات التي تعرض لك مدى صحتك النفسية، وهل أنت في حالة نفسية مُستقرة أم تعاني من اضطرابات كالاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى.
وهناك اختبار الشخصية النرجسية وكيفية التعامل معها، واختبار الشخصية الباردة، واختبار الشخصية الغامضة.
في النهاية يجب على كل منا أن يتخذَ قرارًا سليمًا بأن يُحيط نفسه بالأشخاص الإيجابيين، وعدم المُشاركة أو التواجد بأي مُحيط يُشكل مصدرًا للسلبية مهما كان الواقع ومهما كانت الظروف، فالوقت في الحالتين سوف يمرّ، لذلك لا بد من أن نكون مُحاطين بطاقة إيجابية وأشخاص إيجابيين، لأن الابتعاد عن السلبية هو أمر مهم جدًا، لذلك كل شخص قادر على أن يُحيطك بهذه الطاقة السلبية من الأفضل الابتعاد عنه لفترة من أجل سلامة حالتك النفسية، فلحظات السعادة عند الشخصية السلبية قليلة، ونادرًا ما يشعر الشخص السلبي المُتذمر طوال الوقت بالسعادة أو الفرح، فهو يعيش في قلق دائم وتعاسة بغض النظر عن الظروف التي يعيشها، ينتقد الآخرين، يتذمر من كل شيء، وشديد الحساسية، فلنعش في هدوء ونبتعد عن هؤلاء الأشخاص السلبيين المُدمرين للسعادة والبهجة، فهؤلاء الأشخاص من أخطر الشخصيات في العلاقات وأكثرها تدميرًا، وعادة ما تُظهر هذه الشخصيات عكس ما تُكِنّ، ويكون من المُستحيل معها معرفة ما يدور في بال صاحبها.