يستعرض المقال التالي الذي كتبه المدير التنفيذي لمركز “إرثنا”، التابع لمؤسسة قطر، الخبير، غونزالو كاسترو دي لا ماتا، جهود دولة قطر في المحافظة على النظم البيئية الساحلية، بزراعة نوع من الأشجار قادر على المساهمة في حل مشاكل التغير المناخي.
أشجار المانغروف
يقول دي لاماتا: أشجار المانغروف هي نوع خاص ينمو في الغابات الساحلية وتتميز بقدرتها على الازهار في البيئات البحرية والتربة المالحة.
وتنمو هذه الغابات على الساحل، ويتكيف كثير منها مع مستويات عالية من الملوحة، كما هو الحال في قطر.
Mangroves are critical to sustainable development https://t.co/6Jc3lcudpk pic.twitter.com/RWKapPUlHS
— G Castro de la Mata (@gcastrodelamata) June 9, 2024
والأهم من ذلك، فإن المناطق الرطبة المالحة هي نظام بيئي حيوي جدًا يوفر فوائد عديدة للمجتمعات، على الرغم من أن هذه الفوائد غير معروفة على نطاق واسع في كثير من الأحيان.
تمتص المناطق الرطبة المالحة كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، مما يقلل من مستويات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي (المسببة لمشاكل الاحتباس الحراري والتغير المناخي).
ولأن أشجار المانغروف تنمو على الساحل، فإنها تساعد في تثبيت تربته وبهذا تحمي المجتمعات البشرية التي تعيش قرب الشواطئ من العواصف والفيضانات وما يرافقهما من رياح شديدة.
التنوع البيولوجي
تلعب المناطق الرطبة المالحة دورًا في التكيف مع التغيرات المناخية.
توفر مواطن حيوية للتنوع البيولوجي الساحلي، كموطن لتكاثر الأسماك وأشكال أخرى من الحياة البحرية، وبالتالي فهي نظام بيئي حيوي لدعم العديد من صناعات الصيد على نطاق عالمي.
ولسوء الحظ، فإن المناطق الرطبة المالحة، في العالم، معرضة لخطر الاختفاء بسبب التنمية الساحلية غير المستدامة وما يرافقها من إزالة غابات وزحف عمراني، وفق دي لا ماتا.
يتابع في مقاله: الوضع مأساوي للغاية، حسب ما أظهره تقييم أولي حديث للنظم الإيكولوجية للمناطق الرطبة.
أجرى هذا التقييم، الذي صدر في 22 مايو الفائت، تزامنًا مع اليوم الدولي للتنوع البيولوجي للأمم المتحدة – الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، أكبر تحالف عالمي من الحكومات ومنظمات حماية الطبيعة.
خطر اختفاء التربة المالحة
وأظهرت الدراسة أن 50 في المائة من جميع النظم الإيكولوجية للمناطق الرطبة المالحة على مستوى العالم معرضة للانهيار، ويتم تصنيفها على أنها تواجه الخطر أو مهددة بالاختفاء أو مهددة بالانقراض بشكل حرج.
شارك في التقييم أكثر من 250 خبيرًا من 44 دولة، بما في ذلك مؤسسات البحوث، ولجنة IUCN لإدارة النظم الإيكولوجية (IUCN: برنامج عالمي لإصدار الشهادات يهدف إلى تحقيق وتعزيز مناطق محمية فعالة وعادلة وناجحة من خلال تسليط الضوء على أفضل الممارسات البيئية)، ولجنة IUCN لبقاء الأنواع، وتحالف المناطق الرطبة العالمي الذي ستنضم قطر إليه قريبًا من خلال مركز إرثنا “Earthna”.
الجدير بالذكر أن قطر أدركت منذ فترة طويلة أهمية المناطق الرطبة المالحة، قامت بجهود عديدة لحماية واستعادة هذه النظم البيئية الهامة.
في الماضي، قادت وزارة البيئة وتغير المناخ (MoECC)، واليونسكو، والمنظمات غير الحكومية مثل “زهرة كل ربيع”، هذه الجهود.
حاليًا، يقود مركز “إرثنا” مشروعًا لاستعادة المناطق الرطبة المالحة في قطر، بالتعاون الوثيق مع وزارة البيئة وتغير المناخ وجامعة قطر.
يمثل اليوم العالمي للبيئة، الذي يحتفل به العالم اليوم تحت شعار “استعادة الأراضي ومكافحة التصحر وتعزيز القدرة على التكيف مع الجفاف”، دعوة للحكومات والمجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية والمشرّعين والشركات والأفراد لتسليط الضوء على جهودها في المجالات الثلاثة التي يتضمنها الشعار pic.twitter.com/g3qCezcdct
— Earthna (@earthnaqa) June 5, 2024
بالإضافة إلى استعادة النظم البيئية الرئيسية، ستوفر هذه الجهود فهمًا أفضل للتفاعلات البيئية بين المناطق الرطبة المالحة والأعشاب البحرية والشعاب المرجانية.
الحلول المستندة على الطبيعة
يستكشف المشروع أيضًا مفهوم “الحلول المستندة على الطبيعة” من خلال تعزيز فهمنا للمناطق الرطبة المالحة كعناصر طبيعية وجوهرية للمرونة الساحلية في مواجهة ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن الاحتباس الحراري.
حماية الطبيعة هي واجب الجميع. ويمكننا تغيير التوجهات العالمية لفقدان التنوع البيولوجي وحماية مناطقنا الرطبة المالحة إذا عملنا جميعًا معًا نحو تحقيق هذا الهدف الحيوي والنبيل.
أضف تعليقا