تطالعنا وسائل التواصل الاجتماعي كل فترة بإعلانات عن مُنتجات غذائية مُحيرة ومُثيرة للقلق لضررها على صحة الإنسان، وبالذات ما يتعلق منها بالمواد المضافة للغذاء كالمنكهات والمواد المُلونة، والحافظة، والأخرى المسرطنة التي تدخل في بعض منتجات الشعر والجسم كالشامبوهات والبلسم، إضافة لبعض المواد الكيماوية التي تستخدم في صناعة أواني الطهي ومنظفات الغسيل.
على سبيل المثال وليس الحصر تم مؤخرًا تداول أضرار منتج معزز النكهة ملح «جلوتامات أحادي الصوديوم» عبر برامج «التيك توك والواتساب» لما يسببه للأطفال من أضرار صحية كالتقزم «قصر القامة» والتوحد، السمنة في منطقة البطن، فرط الحركة، اضطرابات النطق، الأرق، الاضطرابات المعوية، عدا عن تأثيراته على الكبار كالإصابة بأمراض القلب، السكتة الدماغية، والزهايمر.
ما يُنشر من أضرار المنتجات المتعلقة بصناعة الغذاء وإعداده تتزايد بتزايد عمليات الترويج والتسويق في عالم الدعاية والإعلان دون العلم بالمخاطر المُترتبة عليها.
لماذا لا يُسلط الضوء على مثل هذه المُنتجات المُضرة بصحة الإنسان من قبل الجهات المعنية بالغذاء في كل دولة، ويتم توعية الناس بمدى خطورتها في حال تناولها أو الإكثار منها، وإرشادهم للبدائل الصحية غير الضارة، من باب التوعية بالصحة العامة، ويكون ذلك بتعاون كافة الجهات المعنية المسؤولة عن الإشراف ومراقبة الغذاء والدواء في الدولة، مع نشر اسم المنتج والأضرار المترتبة عليه للحد من استخدامه إذا كان متداولًا في الأسواق أو منع استيراده رسميًا من قبل حماية المستهلك، لكن أن يقتصر الأمر على الجهود الفردية من قِبل المهتمين بالبحث عن المعلومات المتعلقة بالمنتجات المباعة في الأسواق ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يدعو للتساؤل حول صحتها من عدمه.
التوعية في هذا الجانب الصحي مهمة لكافة أفراد المجتمع بمن فيهم التاجر والمُستهلك، لأن عنصر الجهل بالأضرار الصحية قد يكون هو العامل الأول في استيرادها وبيعها، والضرر هنا لن يقتصر على فئة دون أخرى، سيطال المُستخدم أيًا كان تاجرًا أو مُستهلكًا صغيرًا أو كبيرًا، وفقًا للمعلومات المُعلنة عن المُنتج في الفيديو المنشور بهذا الخصوص.
التوعية المُجتمعية ضرورة صحية للحفاظ على صحة أفراد المُجتمع من الأمراض الآخذة في التزايد، رغم ما يُبذل من وزارات الصحة من جهود للارتقاء بحياة الفرد والمُجتمع.