كتب مدير منصة مشيرب الصحفي محمد الرحاحلة
انتهت الحرب على غزة تاركةً خلفها مشاهدَ الحزن والألم التي ستبقى عارا على جبين العالم أجمع، بعدما عجز عن إيقاف آلة الحرب الصهيونية الغاشمة التي حصدت عشرات الآلاف من الشهداء، ومئات الآلاف من المصابين.
ستبقى ذاكرة البشرية والتاريخ يكتب ويتحدث عن أفظع الجرائم التي ارتكبت بحق الأبرياء العُزَّل وسط صمتٍ دولي مريب، إذ لم يتعدَ صوت العالم المرتجف حدود الشجب والاستنكار طوال عامين من القتل والدمار.
لم تكن مشاهد الموت نتيجة القصف الوحشي هي الوحيدة التي تصدرت الأخبار؛ بل مورست على أبناء غزة هاشم أقصى درجات التجرد من الإنسانية، خاصة بعملية التجويع الممنهجة التي لم يسبق للتاريخ الحديث أن سجلّ ببشاعتها.
طوبى لغزة هاشم مدينةُ الصبر والصمود التي لم تنكسر رغم الألم. طوبى لشهدائها الذين رَوَوْا بدمائهم الزكية ترابها نصرةً لقضيتهم التي لم ولن تموت. طوبى لنسائها وأطفالها الذين واجهوا النار بالحياة على مدار 732 يوما.
يفرح أبناء غزة اليوم بالمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بحجم الألم الذي رافقهم على مدار العامين الماضيين، باعتبارها بارقة أمل لإنهاء المأساة الإنسانية التي عايشوها؛ ما يمهد لعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر.
تحمَّل أهل غزة الكثير والكثير، واليوم من حقهم على العالم بعد أن خفت صوت النار، أن يسمعوا صوت المطالبة بمعاقبة من ارتكب هذه الجرائم وملاحقتهم عبر محكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فالأدلة كثيرة لتضعهم في قائمة مجرمي الحرب بعد استهدافهم للمدنيين عمدا، وتدمير البنى التحتية، واستخدام الحصار والتجويع كسلاح، ومنع المساعدات الإنسانية.
من واجب العالم أن يساهم بإعادة إعمار غزة بخطة شاملة وبجهود متكاتفة، لإعادة ما سلبته الحرب منها؛ ليس فقط ببناء الحجر بل في الإنسان أيضا، بعد أن طالت ندوب العدوان تفاصيل حياة القطاع كافة، وفي مقدمتها الصحة والتعليم وهما القطاعان اللذان تعمَّد الاحتلال أن ينهكهما على مدار العامين الماضيين.
صَبَر أهلُ غزة وقدموا الغالي والنفيس بمواجهة عالم تفنن بازدواجية المعايير، ومع ملامح انتهاء الحرب لا بد أن تعود ملامحُ الحياة لأبنائها.
بعد عامين من النزاع والمعاناة، حركة حمـ ـاس وإسرائيل تتوصلان إلى "المرحلة الأولي" من اتفاق يشمل وقف الحرب، تبادل الأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية pic.twitter.com/YswiaXtwOt
— منصة مشيرب – Msheireb Platform (@msheirebQa) October 9, 2025

